الجمعة 27 ديسمبر 2024

مطلقه تحت الټهديد..الجزء الأول..بقلم حبيبة.

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

مطلقه تحت الټهديد..الجزء الأول..بقلم حبيبة.
تستمر الصراعات و المشاحنات بين الأزواج كل يوم و ليلة ليتبقي الأطفال هم الثمن المدفوع لتلك الهراءات بينهم فيفقد الطفل الأمان والشعور بالإستقرار وينتج عنه جيل فاقد للهوية نتاج لزواج فاشل إما يحكمه المصالح أو الحب الأعمي أوسوء الإختيار أو أنه أولا وأخيرا ابتلاء من الله سبحانه وتعالي

في منزل من منازل العائلات المتوسطة في مدينة الإسكندرية والذي تتعدد طوابقه ليحمل كل طابق به أسرة كل منها لها حياتها المليئة بالأحداث المتكررة يوميا وعلي إحدي شواطئ تلك المدينة المعشوقة إجتمع بعض أطراف هذه العائلة ليهونوا علي أنفسهم حرارة الجو ويستمتعوا بنسمات العليل المنعشة سارة وهي ممايلة بجسدها نحو بنت عمتها .. إيه يا رهف اثبتي بقا روشتيني
رهف بنظرات زائغة يمنة ويسرة .. حاضر ما أنا قاعدة أهو عايزة إيه
أراحت ذقنها بين يديها مستندة علي مرفقها .. عايزاكي تقومي تتمشي معانا شوية مش هسيبك قاعدة لوحدك كدة
إلتفتت رهف بالنظر عمن حولها وقالت بتهكم .. فعلا كل البشر دي وهبقي لوحدي
سارة بضحكة خفيفة .. بطلي غتاتة بقا وقومي
أجابتها بعدم تركيز .. معلش ياسارة انتي عارفة أني ماينفعش أتحرك من هنا دلوقتي
والدة سارة الحاجة نادية .. ما تقومي يا حبييتي معاهم وأنا هاخد بالي
ابتسمت رهف .. معلش يا طنط مش هينفع
استسلمت سارة لرفضها واعتدلت متجهة نحو أخوها عمر وخطيبته إيمان وابن خالها مروان الذي طال غيابه عن زيارة عمته وأسرتها الصغيرة بعد ۏفاة والده منذ عدة سنوات اقتربت سارة من الآخرين للتمشي علي الشاطئ بينما تعلق نظر مروان برهف الجالسة بعيدا نسبيا
عمر وهو يسحب مروان من ذراعه .. ما نيلا بقا
مروان وهو مازال نظره معلق بها .. هي قريبتك مش هتيجي تتمشي معانا
زفرت سارة وهي تقول .. لا مش راضية 
وانطلق الشباب بينما جلست رهف علي أعصابها منتظرة ما تنتظره علي أحر من الجمر
وبدأ الحوار بين أمهات العائلة نادية وهي تربت علي يد سامية .. والله ليكي وحشة يا أم مروان
ابتسمت سامية بحزن .. والله وانتوا كمان يا أم عمر والقاعدة عالبحر دي كانت وحشاني أوي ياما اتحايلنا عليكوا تيجوا تقضوا الصيف معانا
ردت سامية بعين دامعة .. ما انتي عارفة يا أم عمر من ساعة ما الحاج سليم اټوفي وأنا زاهدة الدنيا و مش عايزة أتحرك من البيت 
تنهدت نادية بعمق .. الله يرحمه يارب بس انتي لازم تفكي عن نفسك شوية وتخرجي حتي عشان خاطر مروان
.. اه والله ده الواد مانع نفسه من أي سفرية مع صحابه عشان خاطري مش عايز يسبني لوحدي وكمان بعد ما سافرت سماح مع جوزها 
ابتسمت نادية بحنان .. ربنا يخليهولك ويرجعهالك بالسلامة 
رفعت يدها لأعلي قائلة .. آمين يارب 
ومر الوقت طويل علي رهف حتي جاء الشباب بمرحهم وألقوا السلام وجلسوا
قالت سارة بلهفة .. ايه يارهف لسة ماجوش
أومأت رهف رأسها بالرفض رفعت سارة حاجبها بتحدي .. شفتي كان زمانك جيتي معانا ده احنا ضحكنا ضحك 
وضحك الشباب معا .. ما ان اعتدلت رهف فجأة و هرولت علي الرمال لتستقبل طفلة ذات الثلاث سنوات من عمرها بين أحضانها فجلست رهف علي ركبتيها وسط الرمال وظلت تقبل وجه الصغيرة بكل ما به في اشتياق 
رهف بعيون تملأها الدموع .. وحشتيني أوي يا موكا 
احتضنتها الصغيرة وقالت .. وانتي كمان يا ماما 
حتي سمعت صوته يأتيها من أعلي .. في ايه يارهف ده كلها كام ساعة بس أمال لو باتت معايا هتعملي ايه
اعتدلت رهف و قالت بكلمات مرتجفة .. لا طبعا ملك ماتنفعش تبات بعيد عن حضڼي 
قال بتحدي..انتي اللي عملتي كدةممكن أوي تبات في حضڼي أنا وانتي
احمر وجهها من التوتر وقالت بحنق .. ابراهيم أظن الموضوع ده اتقفل من زمان و انت كل شوية تفتحه 
.. براحتك يا رهف أنا كل همي مصلحة بنتنا!
نظرت له رهف في وجوم وكأن هي من لا تريد مصلحة ابنتهم و كأنه هو ليس من دمر هذه الزيجة بأفعاله ثم مسكت بيد الصغيرة وقالت وهي تستدير .. طيب بعد اذنك
وما ان التفتت حتي أوقفها ممسكا بذراعها..علي فكرة أنا لسة مخلصتش كلامي 
سحبت رهف ذراعها من بين يديه بقوة .. نعم يا ابراهيم عايز ايه
.. عايزك تفكري في مصلحة بنتك و لو بتحبيها صحيح ومش عايزاها تبعد عنك
زفرت رهف..ياربي هو انت مابتزهقش من الكلام بتهيألي كده أحسن عالأقل بنتك ماتكرهكشممكن أمشي بقا
ابتسم بخبث وهو يقول..طبعا ممكن وأكيد هنتقابل تاني وانحني لصغيرته ليقبلها وهو ينظرلرهف وكأنه موجه قبلته لها فأدارت وجهها بعيدا عنه حتي مضي و عادت رهف إلي باقي العائلة الذين تهافتوا علي الصغيرة فهي محبوبة الجميعبينما ظل مروان عالقا نظره برهف وبلمعة الحزن بعينيها فهي فتاة في الخامسة والعشرون ذات البشرة الخمرية و الملامح الجميلة الهادئة ومتوسطة القامة وحجابها يزيدها بساطة وأناقة و حياتها المليئة بالمشاحنات تركت في أعينها بصمة حزن لا يمكن أن يمحيها الزمن بسهولة فها هو الزمن يحفر ذكرياته بملامحنا و لا يعطينا فرصة للنسيان
انتهت جلستهم واتجه الجميع في طريق واحد إلي منزل العائلة حيث الطابق الأرضي و ما به من محال إحداهما محل لبيع وصيانة المحمول والذي يمتلكه شريف ابن خال رهف والآخر محل ملابس والذي تمتلكه عبير أخته فألقوا عليهم السلام وصعد كل إلي طابقه كانت رهف أول من وصل فهي في الطابق الأول العلوي حيث كان والدها يجلس علي جهاز الحاسوب الخاص به فمنذ ۏفاة زوجته و هو يجلس هكذا
دلفت رهف إلي الشقة وهي تلقي السلام علي والدها فرد عليها السلام وتهافتت الصغيرة وهي تجري نحو جدها .. جدو ازيك يا جدو
احتضنها جدها وهو لا يزال علي كرسيه قائلا .. أهلا موكا عملتي ايه عند بابا
..حو جابلي سيبسي وحاجة حوة
قال عبد المنعم والد رهف بنفاذ صبر وهو يتنهد .. طيب ربنا يهدي أمك 
سمعته رهف فتزمرت وقالت .. وبعدين يا بابا مالوش لازمة الكلام ده
.. يا بنتي البنت لازم تتربي وسط أبوها وأمها 
وجهت رهف حديثها لملك ..خشي يا حبيبتي العبي جوة في الأوضة 
دخلت الصغيرة وأكملت رهف حديثها مع والدها .. والله يابابا ما ينفع كدة مش كل شوية تقطمني بالكلام وانت عارف كويس اني مش هرجعله
ارتفعت نبرة والدها وتشابهت بالصړاخ .. يا بنتي الواحدة بتتنازل عن كل حاجة عشان خاطر عيالها وانتي كل همك مصلحتك وبس
سقطت دموعها وهي تقول .. أنا يا بابا وانت فاكر اني كدة مبسوطة لما بنتي تشوف أبوها مرة ولا مرتين في الأسبوع يبقي ايه مصلحتي في كدة ولا لما أرجعله وتعيش وسط أب وأم كل يوم بينهم خناق وضړب و كرامة في الأرض وفي الآخر تقوللي مصلحتي 
.. خلاص انتي حرة اللي عايزة تعمليه اعمليه 
.. ما انت كل مرة تقولي كدة وترجع تتكلم تاني
.. ڠصب عني بتصعب عليا البنت خلاص خلاص قومي غيري هدومك دي 
سحبت نفسها ودخلت غرفتها فتفاجئت بملك

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات