حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثاني..
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثاني..
مرت أيام أخري علي داليا في العمل وقد تعافي عز الدين تماما وعاد بقسوته و غطرسته مرة أخري لدي داليا إعتقاد راسخ بأنه لو تغير العالم بأكمله لن تتغير شعره واحدة من رأس عز الدين كم هو صارم متسلط وفي يوم العطلة جلست داليا بغرفتها تفكر ظلت تسترجع تفاصيل ما حدث لها بمنزل عز الدين راحت تجاهد كي تبتعد بتفكيرها عنه لكن صورته بقيت تلح عليها كانت شاردة فيه لدرجة أنها لم تشعر بشقيقتها حين دلفت إليها.. لأ و ربنا كده كتير.
قهقهت داليا بخفة قائلة.. معلش يا ياسمين الشغل عايز كده هعمل ايه يعني.
فقال ياسمين بضجر.. شغل ايه بس ده اللي يستغلك كده .. يا بنتي انتي بټنتحري في الشغل لدرجة انك بتجيبيه معاكي هنا والكبيرة بقي انك ساعات بتروحي تشتغلي يوم اجازتك.
علت علامات العجب والدهشة وجه ياسمين التي صاحت.. ما تقوليلي بالمرة انك بتفكري تشتغليله داده ! جري ايه يا داليا ماينفعش كده هو مشتراكيش من سوق العبيد كل شيء بالعقل وانتي لازم تشتغلي علي اد وقتك محدش بيعمل عمايلك دي.
ثم فجأة صاحت ياسمين بحنق.. مافيش فايدة ماشي انتي حرة اضعفي كمان و كمان.
ثم غادرت غرفة شقيقتها وهي تتمتم في غيظ.. اه لو اشوف البيه ده.
بينما تعالت ضحكات داليا في مرح ..
قالت عبير ذلك عندما كانت تجلس في سيارتها بجانب حبيبها حسام الذي توتر فورا فقال.. انتي بتقولي ايه بس يا عبير بقي عايزاني انا اروح اطلب ايدك من اخوكي كده عادي ! طب هقوله ايه
.. قوله الحقيقة.
.. انتي اټجننتي ولا ايه
هتف بدهشة ثم تابع.. يعني عايزاني اروح مثلا واقوله عز الدين بيه .. انا طالب ايد اخت حضرتك اصلنا بنحب بعض اوي لأ وعلاقتنا كمان متطورة اوي تقريبا متجوزين عايزاني اروح اقوله كده ده ېقتلني !
صاحت پغضب ثم تابعت.. لأ مش عايزاك تقوله كده .. عايزاك تقوله انك بتحبني بتحبني وبس وساعتها انا هيبقالي رأي افهم يا حسام الموضوع ماينفعش يجي من ناحيتي هيشك اننا علي علاقة من زمان ده بيشك في الهوا اللي حواليه وانا زهقت بقي زهقت منه و من خالد ومنهم كلهم انا نفسي اعرف انت مش بتضايق لما بتكلمني وبقولك قاعدة او خارجة معاه !
تأففت عبير قائلة.. طب لحد امتي هنفضل كده يعني
.. عبير خليكي فاكرة اني مغصبتكيش علي حاجة كله كان بمزاجك لأ وخلينا نقول كمان و تشجيعك ليا.
نظرت إليه في صدمة قائلة.. يعني قصدك ان انا اللي غلطانة في الاخر بقيت انا اللي غلطانة يا حسام
زفر بضيق بينما أومأت رأسها بأسي قائلة.. عارف عندك حق فعلا انا اللي غلطانة غلطانة عشان حبيتك وعشان افتكرت انك بتحبني.
أغمض عيناه بشدة ثم حول نظره إليها وقال بلطف مصطنع.. حبيبتي اهدي اهدي كده واوعدك هنشوف حل بس خلاص بقي كفاية كلام اوي لحد كده عشان مانزعلش من بعض نبقي نتناقش بعدين اتفقنا
هزت رأسها بالموافقة بينما إصطنع إبتسامة وهو يقول في نفسهقال اطلب ايدها قال!
كانت تقف إلي جانبه تراقبه وهو جالس وراء مكتبه منكبا علي بعض الأوراق يتصفحها بتركيز بالغ وكم بدا جذاب حتي إنتهي تماما فرفع بصره عن الأوراق واضعا كفيه علي وجهه بتعب ثم أستند بظهره إلي مقعده وقد بدا مرهق منهك القوي ..تطلعت إليه داليا بإشفاق ثم قالت.. انت اجهدت نفسك اوي في الشغل اليومين دول يافندم.
ثم تابعت متسائلة.. تحب اعملك قهوة
وجه نظره إليها ثم قطب حاجبيه بشكل جذاب أقلق داليا فيما رف جانب فمه بإستسلام فعبرت تلك الحركة عن ضيق صدره الواسع فقال.. ماشي.
منحته داليا إبتسامة رقيقة ثم إتجهت نحو ذاك الركن المنفرد بحجرة المكتب والذي يحتوي علي طالولة وبراد صغير أمسكت داليا بالإبريق الذي ملأته للتو ثم أوصلته بالكهرباء.. مبسوطة في الشغل معايا يا داليا
كان هذا صوت عز الدين الذي وجدته فجأة يقف خلفها شهقت بإضطراب جراء المفاجأة ثم أجابته باسمة.. اه يافندم طبعا مبسوطة.
.. وياتري كونتي صداقات هنا بقي
طغت السخرية علي صوته و ألهبت نظراته وجنتها فقالت.. ايوه طبعا الناس اللي هنا كلهم كويسين وتقريبا كلهم اصدقائي!
.. ممم طب يا تري مافيش صداقات خاصة بقي
.. انا مش فاهمة حضرتك تقصد ايه
غمغمت وهي مدركة تماما لقصده بينما هز كتفيه بلا إكتراث قائلا.. انا مقصدش اتدخل في حياتك الخاصة لكن مجرد فضول مش اكتر اصل بصراحة شخصيتك محيراني شوية بمعني اوضح شداني.
رمشت بحيرة ورمقته بإرتباك وشك فرأته يبتسم و يمعن في جرأته إنها حتما أقدم لعب الإصطياد في العالم !
فسرت الأمر بأنها فتاة بسيطة من الطبقة المتوسطة ذات عادات وتقاليد صارمة أثارت إهتمامه فأراد التودد لها كي بنال منها مآربه وإلا لماذا يهبط رجل مثله لمستوي منخض كهذا
.. بيتهيئلي ان مشاعرك باردة شوية يا داليا!
قال ذلك متسائلا فتوردت وجنتاها ثم عضت علي شفتها قائلة.. باردة ازاي يعني مش فاهمة !
.. لأ انتي فاهمة كويس.
قال ذلك ثم تأملها بخبث وقال.. انا ممكن اعرف بنفسي اذا كنتي باردة ولا لأ لكن جايز اسلوبي ميعجبكيش.
إزداد محياها إشټعلا و تأكدت من نواياه تماما فأشاحت بوجهه عنه وقالت.. اعتقد ان ده مكان شغل حضرتك وميصحش ابدا الكلام في الامور دي هنا او في اي مكان تاني ميصحش.
.. ليه يا داليا پتخافي
عاد يسخر مرة أخري وهو يتفرص فيها بعينين وقحتين كانت متوقعة أنها حظت بالقليل من إحترامه ولكنها كانت مخطئة فسوف يبقي هو كما هو لن يتغير أبدا ..
فكرت أن تغادر مكتبه الأن يكفيها ذلك ولكنه وقف أمامها مباشرة يسد عليها الطريق وكأنه حزر رغبتها في الهرب ثم قال بتكاسل.. شخصيتك شخصيتك يا داليا هي اللي حيرتني فيكي وشدتني ليكي اول حاجة رفضتي المبلغ اللي