حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
سنين معملش حفلة زي دي هنا في البيت.
ثم صمتت قليلا قالت.. المهم يعني في مشكلة بالنسبة لك ولا حاجة
تخضبت وجنتا داليا وهي تقول.. ايوه في مشكلة صغيرة.
.. ايه هي
كم وجدت صعوبة في ذلك ولكنها إستطاعت النطق أخيرا فقالت بثبات.. انا معنديش فستان مناسب لحفلة زي دي وفكرت في انك ممكن تساعديني يعني!
رحبت عبير بحرارة قائلة.. اكيد طبعا اساعدك اوي انتي بتهزري بصي دولابي قدامك اهو اختاري اللي يعجبك.
في المساء وعندما أسدل الليل ستاره علي قصر النصار كانت داليا بالغرفة تقف قرب النافذة المطلة علي الحديقة تراقب ما يحدث بعصبية داخلية كانت الموسيقي الصاخبة هي أول شيء لاحظته ثم ذلك الجمع الهائل من الناس بينما أدركت بأن الوقت قد حان لتنفيذ مخطتها فهي كانت حريصة حيث أنتظرت خروجه من الغرفة أولا بعد إنتهاءه من تجهيز نفسه لكي تبدأ هي بتجهيز نفسها تركت موضعها مسرعة ثم تقدمت صوب الخزانة الكبيرة وأخرجت منها الثوب الذي إعارتها إياه عبير كان فستانا أسود قصير وقد تعمدت داليا اختياره كنوع من أنواع العناد الذي ولابد وأن يثير ڠضب عز الدين بل أنه سيتحول إلي وحش كاسر لدي رؤيته إياها علي تلك الشاكلة نظرت إلي المرآة لتري النتيجة النهائية وبالكاد تعرفت علي تفسها فقد مشطت شعرها بطريقة غجرية حيث جعلته متموج في خصل حريرية ووضعت مكياجا جريئا وطلت شفتاها بلون أحمر داكن كلون الډماء كانت تبدو أكثر إغراء من أي وقت مضي بحياتها وأخيرا نزلت إلي الحديقة وهي تتمايل بخطي رشيقة وكم ذهلت من نفسها وتساءلت من أين أتت بتلك القوة المدمرة ماذا سيفعل بها الليلة يا تري
رمقته بمرارة شديدة بينما أضاف پعنف ليزيد من خۏفها المعډوم أساسا.. اوعدك بعد الحفلة ولما افضالك حسابك معايا هيكون عسير الحركة دي مش هتعدي علي خير ابدا يا داليا.
ثم أمرها بحدة.. ارجعي البيت فورا حسابنا بعدين زي ما قلتلك.
قطب حاجبيه مستغربا بينما إقترب منها نادل فإبتسمت لأنها وجدت الفرصة المناسبة للإنتقام منه فأخذت من الطبق الذي يحمله كأسا معبأ بالشراب ثم إقتربت من عز الدين بخطوات ثابتة وفحأة رمت محتوي الكأس بوجهه تجمد بمكانه من الصدمة فأستغلت هي الفرصة وصړخت به باكية.. اه يا ظالم يا مفتري ازاي تعمل فيا وفي بنات الناس كده
سمعت همهمات المدعوون تتعالي من كل إتجاه فأختلست النظر إليه لتجد وجهه متجمدا من الڠضب .. هذه علامة سيئة ولكنها لا تأبه فقد نال ما يستحقه بينما أقترب منها بخطوة واحدة وأمسك بذراعها وهو يقول للحضور.. اسف راجع حالا.
ولكنه ظل صامتا حتي وصل بها إلي الغرفة فأغلق الباب بقدمه ثم توجه بها نحو الفراش وألقاها پعنف قائلا بهدوء مرعب.. من الواضح يا حبيبتي انك محتاجة لجلسة تأديب وهكون سعيد جدا وانا بقوم بيها.
نبرته الهادئة والمھددة في آن معا ملأت قلبها ړعبا فيما إنحني علي الفراش وقبض علي يدها بأصابعه الفولاذية ثم أشعل صوته بفضب حارق وتابع قائلا.. اتجرأتي عليا اوي يا داليا بس وديني الحركة دي مش هتعدي بالساهل ولا ليلتك هتعدي علي خير.
حدقت فيه بثبات مرعب ثم نطقت أخيرا فقالت محتدة.. علي فكرة حضرتك انا مش ندمانة نهائي علي اي حاجة عملتها اي واحدة مكاني لو كانت شافت جوزها في الوضع اللي كنت فيه كانت هتعمل اكتر من كده.
أطبق يديه علي كتفيها وراح يهزها بلا رحمة وهو يزأر من بين أسنانه.. بتهزأيني قدام ضيوفي والموظفين بتوعي وكمان بتقولي مش ندمانة لأ ولحظة قولتي ايه جوزك ده بأمارة ايه
شعرت بقلبها يكاد ينخلع من صدرها وجاهدت بقوة حتي لا تفر دمعة خوف من عينها ثم قالت بأنفاس متقطعة .. بأمارة اننا متجوزين طبعا معتقدش حضرتك نسيت يعني.
إشتعلت عيناه كالڼار وهو يحدجها پغضب عارم ثم أنزل يديه وقبض علي معصمها بقوة قائلا بنبرة زادتها ړعبا .. طيب استعدي بقي يا داليا انا نازل اكمل الحفلة مع الناس اللي تحت قدامك شوية وقت حاولي تستفيدي من وقتك ده لاني لو رجعت وقابلتيني بالرفض هتجبريني ساعتها اني اتعامل معاكي بطريقة مش هتتحمليها.
لم ينتظر ردها بل هب واقفا ثم غادر الغرفة تتآكله عصبيته بينما ظلت لفترة طويلة بعد ذهابه تحدق في أثار قبضته الحمراء حول رسغها وكأنها سوار عبودية طبعته علي لحمها أصابع سيد جبار الليلة سوف يطالبها بأن تلعب دور الزوجة المطيعة والخالية من الروح لا مهرب لها من عقابه المحتوم يبدو أنها لا تستطيع إحتمال عذاب أكبر فحبها له هو العڈاب الأليم بحد ذاته !
أخذت تفكر به مليا .. قاس هو إلي أبعد الحدود وربما غير آبه لأي شخص أو لأي شيء ولكن الأمر الأكيد أنه في غضبه يبدو أكثر جاذبية تلك الأفكار المچنونة أذهلتها فكيف تجده جذابا في لحظات كهذه كيف تحبه إلي هذه الدرجة وهو السبب بكل آلامها وكيف لا تحبه أيضا وهو أكبر لغز بالكون هو السيء ولكنه الأفضل علي الإطلاق يملك جاذبية صاړخة منذ قليل لم يكن وسيم الطلعة