رواية كاملة بقلم رحمة نبيل
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
يوميات طبيب نفسي
_ حكايات ساخرة داخل إحدى العيادات النفسية _
المقدمة
جميعنا مرضى نفسيين منا من استحق هذا اللقب ومنا من استاء لعدم استحقاقه فهيئ لعقله الظروف ليصبح واحدا من هؤلاء المرضى واوهم نفسه بأنه واحد من هؤلاء المقهورين المستحقين للشفقة.......
تنويه
قبل البداية اردت اخباركم فقط أن كل الأشخاص المذكورين في القصة هم أشخاص خياليين من عمق الواقع وكل الأحداث هي مجرد مواقف يومية كوميديه لا يقصد بيها أي شيء وما هي إلا مجرد حكايات ساخرة عن يوميات طبيب نفسي
تقف في مطبخ منزلها تدندن بسعادة متحركة يمينا ويسارا وهي تغمض عينيها كما لو كانت نجمة مشهورة أعلى مسرح قومي والتصفيق يعلو في مخيلتها ومن بين الجماهير كان يقف هو زوجها الحبيب وساكن القلب الاول ...معاذ .
أفاقت من غيمتها نؤقتا حتى تحضر باقي المكونات من الثلاجة ومن ثم يمكنها العودة لجماهيرها لكن وبمجرد استدارتها أطلقت صړخة ملتاعة حينما أبصرت وجهه يقف على باب المطبخ مستندا بتكاسل وعلى ثغره ارتسمت بسمته المميزة .
ياربي يا معاذ كنت هتوقفلي قلبي مش تكح ولا تعمل اي حاجة !!
تحرك معاذ صوبها دون مقدمات وهو يتذمر بتعب كأنه طفل يشكو لوالدته
تعبان يا لوما تعبان اوي
ضمته سلمى پخوف أن يكون قد أصابه مكروها ما
مالك يا قلب لوما حصل حاجة في الشغل
الشغل تعبني يا لوما تعبني نفسيا وبفكر اني اروح لدكتور نفسي بجد
رفعت سلمى حاجبها وقالت ببسمة
معاذ ياقلبي انت دكتور نفسي اساسا
حدق معاذ بعينيها وهو يتنهد بتعب ملقيا بجسده على المقعد الذي يتوسط المطبخ
أيوة دكتور نفسي محتاج دكتور نفسي يعالجه أنا اللي بشوفه كل يوم مش شوية أنك تقعدي تسمعي مشاكل الناس وتحليها وتعالجيهم مش سهل والبلوة الأكبر لما تكون المشاكل دي مجرد مشاكل متستحقش اساسا دكتور نفسي
بس أنت دكتور شاطر يا معاذ واظن أنك بتعالج الحالات دي بسرعة
قال معاذ وهو يرتشف رشفات سريعة من الكب أمامه وقد أصبح الغيظ واضحا في صوته
والله الحالات اللي عندي دي لو جاتلهم منظمة الصحة النفسية العالمية ما هتجيب نتيجة معاهم
رددت تحاول تهوين الأمر عليه وهي تتوسط المقعد المقابل له على الطاولة
مش يمكن أنت الفترة دي مضغوط وعشان كده بتبالغ
رفع معاذ حاجبه بحنق
منذ يومين
كان معاذ جالسا على مكتبه يدون بعض الملاحظات حول مريضه السابق في انتظار دخول المړيض التالي وبالفعل ما هي إلا لحظات حتى أطلت عليه سيدة تبدو في اوائل الثلاثينات بثياب منمقة وهيئة تنطق بالثراء والرقي ودون كلمة واحدة تحركت تلك السيدة صوب فراش المرضى الشازلونج وتمددت عليه ثم رفعت عينيها تحدق بسقف مكتبه كما لو كانت تحمل هموم الدنيا فوق كتفيها وبعد صمت دام لدقائق تنهدت تنهيدة محملة بالۏجع وهي تقول
عايزة حل لمشكلتي
ابتسم معاذ بهدوء يحمل قلمه وورقة لتدوين ملاحظته حولها وتحرك حتى توسط المقعد القريب لها يقول في لهجة هادئة رزينة
ممكن الاول اعرف اسم حضرتك وايه ال
فجأة اڼفجرت السيدة بوجهه حتى أن معاذ نهض من مقعده بړعب يختبأ خلف مكتبه متخذا إياه ساترا له من تلك القنبلة الموقوتة التي أخذت تصرخ دون توقف
اهي هي دي مشكلتي هي دي ازمتي في الحياة
نظر لها معاذ بحرص وهو مازال مختبئا