الخميس 26 ديسمبر 2024

راية العصيان بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 1 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

راية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
المقدمة..
أحتاج للحب فبحث عنه ليتعلق بأول وجه رأه فظن بأنه عثر على حبه ليتفاجيء بأن ذلك الوجه لم يكن إلا خيال رسم فوق حائط الأحلام فعاد ليبحث من جديد عازما إيجاده ليصطدم برفض أخر ليقرر نبذ الحب بعيدا عن حياته فحبس نفسه داخل قوقعة عمله وأبعد أصدقائه عنه لتأتي بنغماتها فسرقته من نفسه وأختطفت لبه وأستحوذت على عقله دون أن يراها وصلته رسائلها التي عزفتها بمشاعرها بحث عنها وأضناه البحث عن صاحبة النغمات حتى عثر عليها ليجمعهما القدر سويا رغما عنها لترفضه فتجددت أحزانه لنبذها إياه ولكنه لم يستسلم بل سعى ليثبت لها بأنها هي حقه وأنه حقها ليتحقق سعيه ويأسر قلبها ويحصل على حبها العذري الذي لم يسبقه إليه أحد.

1.. وساوس..
أنهي عمله شاعرا بإجهاد حاد وأرهاق فهو لم ينم منذ ثلاث أيام غير ساعتين فقط أختطفهما وهو يريح عيناه بعدما أنهى مراجعة أوراق تلك الصفقة التي وكله زكريا بأمرها زفر حمزة بتعب وهو يجمع الأوراق بحقيبته وغادر مكتبه بعدما أوصده جيدا وأتجه إلى خارج المبنى وجلس خلف مقود سيارته وأسند رأسه فوق المقود يتذكر صوت زكريا وهو يخبره عن طفل راوية الثاني الذي أكرمها الله به هي وعمران زوجها وطلب منه لا بل أكد عليه أن يرتب أمره ليأتي لحضور عقيقة زين وألا يعتذر كما فعل مع مولدتهم الأولى. 
قاد حمزة سيارته بشرود لا يدري كيف صفها بجانب البناية التي يقطن بها أخيرا وحمد ربه كونه لم يتسبب بحاډث سير أرتقى درجات السلم كعادته وولج إلى داخل شقته وألقى بحقيبته أرضا بأهمال واتجه إلى غرفته وأرتمى بجسده فوق فراشه دون أن يبدل ثيابه وما كاد النوم يذهب بعقله حتى إنتبه إلى ذلك الصوت الحزين الذي تسلل إلى سمعه والذي أجزم أنه صوت موسيقى باكية زفر پغضب وهو يسحب إحدى الوسادات پعنف ليضعها فوق رأسه ويعود إلى محاولته للنوم وهو يفكر بطريقة ليتهرب بها من حضور عقيقة زين ابن راوية وعمران.
أشرقت الشمس لتوقظه أشعتها الحارة فأعتدل فوق فراشه وهو يخفي عينه عن الضوء بعدما لاحظ أنه نسي كالعادة أغلاق نافذة الغرفة فترك فراشه على مضض وأتجه إلى النافذة ليغلقها ولكنه توقف حين وقع بصره على تلك الفتاة التي وقفت تتجادل مع أحد الرجال أمام البناية المقابلة له. 
لم يدر حمزة لما شعر بالضيق لوقوفها مع ذلك الرجل ونهر نفسه وزجرها بقسۏة حين أدرك أنه حاول إستراق السمع إليهما فسارع بإغلاق النافذة وعاد إلى فراشه مستكملا نومه.
وفي الأسفل وقفت غزل تصيح بوجه شقيقها پغضب وتقول
_ أنا بجد مش عارفة إنت هتفضل لأمته عديم الشعور بالشكل دا حقيقي أنا مش قادر أصدق إن في راجل سنه عدا الخمسة وأربعين سنة وعايش يستحل لنفسه فلوس غيره يا أخي حرام عليك بقى روح دور لك على شغل وأتحمل مسئولية نفسك وبيتك وأرحم الست الغلبانة اللي ضيعت شبابها وحياتها فالشقا والمرمطة علشان توفر لقمة العيش ليك ولولادك.
ضغط رائف على اسنانه بغيظ منها ومن لسانها الذي يقرظه دوما وضاقت عيناه پغضب فنفس عنه بقبضه على ساعد غزل وضغطه بقوة عليه ليميل نحو أذنيها ويقول
_ وإنتي مالك مراتي تشتغل وتشيل ولا تحط هي كانت أشتكت لك ولا طلبت منك تبقى المحامي بتاعها علشان تتحشري فحياتنا وبعدين إنتي بتتكلمي معايا بخصوص الفلوس ليه يا غزل على فكرة يا بنت أبويا أنا مش جاي أشحت منك لأ أنا جاي أخد من فلوسي فاهمة يعني إيه فلوسي يعني حقي من أبويا اللي أمك لافت عليه وأتجوزته وسحرت له علشان يكتب لك نصيب أكبر من حقك.
صمت رائف وهو يزيد من ضغط أصابعه بقوة على ساعد شقيقته وأردف
_ بقولك إيه يا غزل أنتي الأحسن لك أنك تخليكي فحالك وفنفسك وبس ولا إنتي مش شايفة ربنا أنتقم منك ومن أمك إزاي نظير ما ظلمتوني وكلتوا حقي.
ألقي رائف بكلماته بقلب متحجر وبلا شفقة لتنهمر دموع غزل حزنا وألما على ما قاله شقيقها فسحبت ساعدها منه وهي تخفي تألمها عنه وتمسح دموعها وقالت
_ خلى بالك وإنت بتتكلم وأفتكر إن اللي إنت شمتان فيها دي تبقى أختك وبعدين يا رائف المۏت مفيهوش شماتة خليك فاكر كدا كويس وإن كنت فاكر أنك لما تيجي لهنا وتقولي الكلام دا هتكسر وأقوم حاسة بالنقص فأديلك الفلوس تبقى غلطان علشان أنا مش هديلك جنيه واحد بعد اللي أخدته ومش هيهمني بقى لو أتقبض عليك تاني بسبب ديونك ومش هدفع ولا أسد عنك أي حاجة تاني ودلوقتي أتفضل أمشي من هنا وياريت متجيش تاني.
كاد يصفعها ولكنه تمالك غضبه فعاد وقبض على كتفيها بقسۏة وهزها بحدة وقال
_ أنا مش همشي يا غزل وأعلى ما في خيلك أركبيه أنا هنا فملكي ولا ناسية إن الشقة اللي إنتي عايشة فيها

انت في الصفحة 1 من 35 صفحات