الأربعاء 01 يناير 2025

همس الجياد مروة جمال

انت في الصفحة 10 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز


العمال والمدربين وكلهم رجالة زي مانتي شايفة
إيناس اه فهمت
وصلت إيناس للعيادة ومكثت لفترة بين الأوراق تحاول أن تلحق بدرب ربما لا تعي عنه شيئا ولكن كان بداخلها طاقة ورغبة قوية للمعرفة شعرت أنها قرأت القليل والكثير بنفس الوقت فتارة تتصفح بعض المراجع عن الأمراض وأعراضها والعلاج المناسب وتارة تقرأ عن التحصينات والعناية الطبية بالجواد وهكذا نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على الرابعة عصرا وإكتشفت انها مكثت أكثر من أربع ساعات بالعيادة دون أن تشعر بالوقت إعتدلت في جلستها وأغلقت المكان ثم توجهت عائدة لمنزلها 

لم تكد تقترب من المنزل حتى وجدت رقية في إنتظارها نظرت لها رقية بإبتسامة وقالت اخبار الشغل إيه
إيناس تمام الحمد لله يا مدام رقية
رقية إنبسطتي شوفتي الخيل
إيناس اه بصراحة حاجة روعة
رقية مش قولتلك طيب يلا علشان نتغدى سوا
إيناس يا خبر متشكرة قوي يا مدام رقية ملوش لزوم
رقية هو إيه ده وايه مدام رقية دي ايه يا دكتورة احنا مش أصحاب ولا ايه قوليلي يا رقية وأنا حقولك يا إيناس إتفقنا
إيناس إتفقنا
رقية طيب يلا غيري هدومك وتعالي نتغدى سوا
إيناس معلش بجد إعفيني أصل بصراحه مجهدة قوي حاكل خفيفة وأنام
رقية طيب كلي حاجه خفيفة عندي وبعدين إرجعي نامي ولا أكلي معجبكيش
إيناس لأ خالص ده أحسن أكل دوقته في حياتي بس معلش خليني براحتى اصلا عندي أكل كتير في الفريزر عايزة اخلص منه
رقية خلاص سماح المرة دي وعموما يا ستي اي حاجه بتحتاجيها في محل بس في المنطقة التانية عنده كل حاجه هو بيجيب الحاجات من وادي النطرون ولو احتجتي حاجه مش عنده هو بيجيبها ليكي أنا وحسن بنروح كتير بالعربية نجيبلك اللي محتجاه او تيجي معانا تجيبي اللي يريحك
إيناس خلاص ميرسي قوي يا مدام رقية
رقية بلوم وإبتسامة هااااااااااااااا
إيناس خلاص ميرسي يا رقية
تركت رقية إيناس وبادرت الأخيرة بالدخول لغرفتها والإستلقاء على فراشها شعرت أن جسدها ينشد الراحة والفراش بإلحاح نظرت بجانبها وقد كان قميص شريف ملقى بجانبها على الفراش تذكرت أن أحلام يقظتها وذكريات زوجها لم تكن هي سيدة الموقف في هذا اليوم فقد مر الوقت سريعا بين كل جديد رأته وقرأت عنه وتمنكت منها الحياة رغما عنها ولو لساعات 
ربما مرت ساعة أو أكثر لا تعلم فقد غطت في نوم عميق دون حتى أن تبدل ملابسها أخرجت رداءا قطنيا مريحا وإرتدته ثم توجهت للمطبخ تبحث عن شئ تأكله فقد تذكرت أنها لم تأكل منذ الصباح أعدت شطيرة من الجبن وقامت بصنع بعض السلطة وحادثت أمها على الهاتف لتبعث لها برسائل من الطمئنينة بعد أن إستشعرت القلق في صوتها وبعد أن أنهت طعامها وحديثها إكتشفت أن الساعة قد تعدت الحادية عشر مساءا والسكون هو سيد الموقف حولها نظرت نحو الحديقة وإستشعرت النسيم الحر في خيالها وعندها إتجهت لهناك وقد ألقت بجسدها على الحشائش الخضراء تراقب السماء بنجومها اللامعة عجبا لعمرها كله لم تشهد هذا العدد من النجوم من قبل وكأنها غادرت سماء المدينة بصخبها وأضواءها ونشدت العزلة مثلها تماما لاحت ذكرى شريف وإبتسامته أمامها وكأنه يشاركها كل تلك اللحظات الهادئة ويستمتع معها بهدوء الطبيعة ظلت هائمة بذكراه حتى جفاها النوم دون أن تشعر ولكن بعد وقت ليس بطويل فتحت عيونها برعشة فقد شعرت بوجود شخص آخر معها بنفس المكان إنتفضت سريعا حتى أنها كانت تستمع لصوت أنفاسها المتلاحقة ودقات قلبها المتسارعة خاصة عندما لمحت تلك العيون اللامعة تنظر نحوها في دهشة 
يتبع
الفصل السابع الجزء الأول
أسند رأسه على مقعد السيارة وأغمض عيناه في محاولة لإختلاس ربما ساعة من النوم بعد رحلته الشاقة لم يتوقع أن فنجان القهوة الذي دعي إليه في مقهى صديقه سام سيؤدي به في النهاية إلى عدم اللحاق بطائرته وإستبدالها بأخرى كانت رؤية مارجريت تمثل مفاجأة بالنسبة له خاصة أنه كان يظن أنها تمكث بالبرازيل مع إبنتها مارجريت زوجته الأولى تلك المرأة التي زج بها داخل عالمه دون رغبة وأخرجها منه دون ذنب أغمض عينيه عندما رآها وإبتلع قهوته سريعا رغبة في الهروب ولكنها إستوقفته قبل أن يتوجه لمخرج المقهى كانت نبرتها حانية أمسكت كلتا يديه بقبضة مرتعشة وهي تقول خالد إنت مش فاكرني
نظر لها بدهشة وبصوته الرخيم أجابها بثقة وهو ممكن الواحد ينسى واحده كانت مراته مارجريت
إبتسمت بسخرية أو ربما بحسرة وتابعت ممكن خالد وخصوصا لو كان جواز زي جوازنا
أخرج نفسا عميقا من صدره وشعر للحظات بالآسى من أجلها جذبها برفق ودعاها للجلوس ثم تابع برقة غابت عنها وعنه منذ زمن وقال مالك مارجريت شكلك حزين
كانت بالفعل تبدو حزينة بل تمكن الزمن من وجهها ولم تعد
مساحيق التجميل قادرة على إخفاء بصمة السنوات إبتسمت مرة أخرى وتابعت أنا عرفت من سام إنك هنا وإنك حتبيع الشركة وممكن مش ترجع تاني وعلشان كده طلبت منه يعزمك هنا علشان
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 95 صفحات