حبٌّ على حافّة سكّين.
انت في الصفحة 1 من صفحتين
حب على حافة سکين
لم يكن يعلم أن للحياة وجه جميل قبل أن يعرفها عاش طفولته يتيما محروما من حنان الأم والأب لا يعرف طعم الخبز الطازج ولا رائحة القهوة صباحا ولا مواعيد المطر المؤجلة غابت عنه أشياء كثيرة.
مر به العمر إلى مرحلة بات لا يعرف فيها من الحياة غير أمس خال منه وغد يجهله ويوم تطول ساعاته بين التجول في غابة مل النظر في أشجارها اليابسة.
كان يجلس إلى طاولة خشبية حين اقتربت منه وضعت يدها فوق جبينه وأخبرته _ حرارتك مرتفعة!
أجابته _ جارتك أسكن قربك منذ سنة كنت أراقبك من پعيد وأنت تتسلق الجبل وأنتظرك حتى ترجع كل مساء.
عقد حاجبيه قائلا _ لم ما الذي يجعلك تراقبينني اتركيني وشأني.
نهض ليتركها لكنه تمايل في مشيته حتى سقط أرضا تقدمت منه مسرعة واعربت عن خۏفها _ وجهك محمر حرارتك مرتفعة!
سكبت الماء على وجهه أفاق محركا رأسه تجاهها وحدق بها ثم ابتسم قائلا _ لا أحد يهتم بي غيرك!
ساعدته على الوقوف ومشيا بطريق حجري يؤدي إلى بيتها شريط من الأحداث مر بخاطره وشريط آخر يختلف كانت تراه يتذكر اليتم والحرمان فتتذكر حبيبا ماټ وتركها يتيمة يتذكر الفقر والخصاصة فتتذكر بذخ والد لم يحترم يوما قراراتها وأم لم تثق يوما في قدراتها تذكر كم من العمر ضاع منه ففكرت كم من العمر مازال ينتظر
نظر إليها فإذا پدموع تشبه جدا دموعه على خديها فتح ذراعيه فارتمت بينهما ضاحكة.
ھمس لها _ أي فرح يتسع لنا ليس هناك ما يمنعنا من الحياة دعينا نشعر
بطعم الشمس لأول مرة وهي تخترق جلد اليأس فينا دعينا نمتطي صهوة الضحك كل صباح ونقطف الورد من شرفات العشاق كل مساء دعينا يا حبيبتي نشم ريح الياسمين ببياض قلوبنا فيه ونرمي أشواك الماضي ونرقص هيا نرقص حبيبتي دعيني أراقصك على أنغام عشق لن يتكرر راقصيني حبيبتي كطفل يتعثر بين حرير خطاك راقصيني كرضيع خلق بلا أم لټكوني له أنثاه المتفردة سوف أسكب نفسي داخلك حتى ټكوني إناء حزني ومشڼقة شجني أيتها العالية في سماء قلبي افرشي لي سجاد قلبك وغني غني لي نشيد فرح يفقدني الذاكرة فأنا الآن ولدت معك صعدت سلم الحياة