السبت 28 ديسمبر 2024

أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الأول.

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

فاتت منها علشان تذاكرها وكمان علشان أقولها إن في عندنا امتحان بعد أسبوع.
أشار مصطفى إليها لتتبعه فتبعت خطواته وصعدت خلفه وتعمدت وضع مسافة بينهما وحين توقف مصطفى أمام باب الشقة ابتعدت دعاء خطوة وانتظرت إلى أن قام بفتح الباب ليعلو صوت مصطفى مناديا
.. ماما يا ست الكل في ضيفة لمايا من مدرستها.
غادرت امرأة على تجاوزت عقدها الرابع وتقدمت من دعاء التي لزمت مكانها بالخارج وتفحصتها بنظرات فاترة زادت من حرج دعاء فازدردت لعابها وخفضت عينيها وأردفت
.. أنا بعتذر لحضرتك إني جيت من غير ميعاد بس أصل النهاردة قالوا فالمدرسة إن في امتحانات الاسبوع الجاي وأنا مش معايا رقم التليفون فقلت أجي أدي لمايا الحاجات اللي فاتتها علشان تقدر تذاكرها و.
قاطعتها نادية والدة مايا بصوت فاتر وقالت بتملل
.. شكرا يا حبيبتي على تعبك بس أصل مايا أخدت علاجها ونايمة عموما لو تحبي تدخلي أتفضلي وأنا أصحيها و.
زاد كلمات نادية من إحساس دعاء بالحرج فسارعت بقطع حديثها مردفة
.. لا حرام متصحهياش يا طنط أنا أساسا كتبت لها كل اللي فاتها ولما تصحى براحتها تبقى تشوفهم وألف سلامة عليها وإن شاء الله تتحسن عن إذنك.
أومأت نادية وهي تأخذ من دعاء مجموعة الأوراق وشكرتها ببرود لتستدير دعاء وتفر من أمامها وهي تلوم نفسها لمجيئها بعد أن أحست بعدم قبول والدة مايا لها.
ومن مكانه راقب مصطفى ما يدور بضيق وما أن أغلقت والدته الباب واستدارت حتى عقب باستهجان
.. أول مرة تعاملي حد بالأسلوب دا يا ماما ولا البنت دي مش كويسة ولا حاجة علشان كده حضرتك كلمتيها ناشف.
رفعت نادية حاجبها وحدقت بوجه مصطفى للحظات دون أن تجيبه لتسأله بعد ثوان بعدم رضى
.. وأنت من أمته بتسأل عن حاجة يا سي مصطفى عموما أنا معرفهاش وهي مقالتش اسمها علشان اقوله لأختك لما تصحى وبعدين كويسة ولا مش كويسة لنفسها يا حبيبي مش لينا ودلوقتي روح شوف اللي وراك أنا مش فاضية للكلام الفاضي دا.
زم مصطفى شفتيه بضيق حين تركته والدته واتجهت صوب غرفة شقيقته واتجه إلى غرفته ليصل إليه صوت والدته تقول
.. قومي يا مايا في واحدة جت بتقول أنها معاك فالمدرسة وجيبالك الدروس اللي فاتت و...
فركت مايا عينيها واعتدلت وما أن وقع بصرها على الأوراق حتى صاحت
.. والله البت دعاء دي جدعة ومافيش زيها.
امتعضت ملامح نادية وأشاحت بوجهها وأردفت
.. إلا قوليلي يا مايا هو أنت من قلة البنات رايحة تصاحبي السود كمان.
زمت مايا شفتيها وأجابتها باستنكار
.. دعاء مش سودا يا ماما دي سمرا وعلى فكرة سمرها هو اللي محليها وبعدين دي مش غريبة دي زميلتي من ابتدائي لو تفتكري البنت اللي كنت حكيت لك عنها زمان اللي المحافظة كرمتها علشان أخدت إجازة فحفظ القرآن وتلاوته هي دي دعاء القبيصي.
لم تعبأ نادية بقول ابنتها وغادرت غرفتها في حين اتسعت ابتسامة مصطفى ما أن سمع قول شقيقته عن دعاء وجلس إلى مكتبه يفكر بسمرائه التي اختطفته من نفسه بتلك السرعة.
بينما لامت دعاء نفسها طوال طريق عودتها إلى منزلها لذهابها إلى مايا لتفاجأ بوالدها يعترض طريقها أمام باب منزلهم فتجمدت خطواتها وحدقت بملامحه الغاضبة پذعر وحين افسح والدها لها تجاوزته دعاء بقلب يرجف ولم تكد دعاء تخطو للأعلى حتى قبض والدها على ساعدها بقوة وأردف بحدة
.. ممكن أعرف كنت فين وإزاي أساسا تخرجي من البيت من غير إذني
حاولت دعاء تمالك خۏفها وازدردت لعابها وهي تفكر بأن أقصر الطرق للنجاة هو الصدق فزفرت مستجمعة شجاعتها وأجابته
.. روحت لواحدة زميلتي فالمدرسة فبيتها أديها الدروس اللي فاتتها علشان هي تعبانة وفي أمتحان الأسبوع الجاي ويادوب سلمت الورق لوالدتها من على الباب من غير ما أدخل ورجعت على طول حتى اسأل ماما أنا ماخدتش خمس دقايق على بعض.
رفع قبيصي حاجبه وهو يمعن النظر إليها ليترك ساعدها وهو يشير بإصبعه نحوها ويردف بلهجة حادة
.. يعني عصيتي أمري وبتكلمي بنات من ورايا يا دعاء لأ والست والدتك بتسمح لك تخرجي من البيت من ورايا ومن غير إذني ولا كأن ليك كبير يتاخد رأيه عموما دي أخر مرة تروحي لحد ولا تكلمي حد علشان أنا منبه عليك وقايلك صحوبية وبنات وأروح وأجي مش عاوز وصدقيني يا دعاء لو شميت خبر بس أنك بتكلمي حد من زميلاتك ولا مصاحبة حد هقعدك من المدرسة ومش كده وبس لأ دا أنا هسفرك البلد وأجوزك لأي حد فاهمة.
شحب وجه دعاء ولمعت عيناها بالدموع خوفا من تنفيذ والدها لتهديده فأومأت برأسها پخوف وأجابته
.. آخر مرة يا بابا وصدقني مش هقف حتى جنب أي واحدة بس بالله عليك بلاش تقعدني من المدرسة ولا تسفرني البلد.
أشار قبيصي إليها لتكمل صعودها إلى مسكنهم وتبعها وما أن ولجت حتى هرولت باتجاه غرفتها ليوقفها صوت والدها الحاد بقوله
.. على فكرة عمك وهدان جاي النهاردة ومعاه

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات