الجمعة 27 ديسمبر 2024

أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثالث.

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثالث.
وفي المخزن وقف بهي يتطلع إلى ملامح تلك الفتاة التي خدرها بقلق خوفا عليها من تلك الجرعة المضاعفة التي مد جسدها بها من المخدر كي تغيب عن الوعي لأطول وقت ممكن وتساءل كيف لفتاة بملامح هادئة كتلك أن تقبل الزواج من ذلك الفاسد صالح فهو ومنذ أخبره أحدهم عن مجيء قبيصي إلى البلدة وبرفقته أسرته بالكامل حتى أيقن أن الحديث الذي سمعه عن زواج صالح بابنة عمه صحيح حينها فكر بتلك الخطة كي يختطفها ويذله كما فعل وذل والده حين تعامل مع ۏفاة شقيقه بلامبالاة زفر بهي ليطرد تلك النغزة التي أصابت قلبه لينتبه إلى حركتها فخطى إلى الخلف ورآها تعود إلى وعيها شيئا فشيء وسمع صوتها وهو يهمس منايا

.. ماما أنا أنا...
يفتك بعقلها ألم قوي فرفعت دعاء أصابعها تضغط بهم جانبي رأسها لعل ذلك الألم يذهب عنها ولكن سرعان ما جعلها الشعور بالألم تستعيد وعيها وتذكرها لما حدث فانتفضت بمكانها وعيناها تجول بالمكان پخوف لتتوقف تماما أمام عيناه القاتمة التي تطلع إليها بهما فشهقت دعاء پذعر وحدقت به بعيون متسعة لتسأله بصوت مضطرب
.. أنا فين ووأنت إنت مين وليه جبتني هنا أنا أنا عايزة أرجع لماما لو سمحت أنا...
توقفت عن الحديث لتلتقط أنفاسها ووضعت يدها فوق موضع قلبها حين أحست بقبضة تعتصره بقوة وأغمضت عينيها وهمست باسم والدتها ليصغي بهي إليها وزفر بضيق لضعفها وهشاشتها تلك وازداد إحساسه بالكراهية تجاه صالح ووقف سريعا وأبتعد عنها فانكمشت دعاء حول نفسها باكية وأردفت پذعر ليزيد صوتها من إحساس بهي بالسقم من نفسه لقولها
.. ماما فيها حاجة أنا حاسة إن جرالها حاجة قلبي بيوجعني علشانها أرجوك خليني أمشي علشان خاطرها دي زمانها بټعيط عليا هناك لو سمحت سيبني امشي.
تغضن جبينه لسماعه هذيانها ولكنه نفض عنه شفقته تلك وأردف يزجرها بحدة
.. أني مريدش أسمع حسك واصل وإلا هبعتك لأهلك فشوال وراسك جنبك.
ازدردت دعاء لعابها پخوف وعيناها تتطلع إليه تحاول تبين ملامحه وهل يهددها پالقتل حقا أم يخفيها لتصمت ليظهر فجأة رجلا أخر ما أن رآه بهي حتى عقد حاجبيه وأردف بخشونه
.. هو أني مش نبهت عليك متهملش مطرحك واصل إيه اللي دخلك أهنة يا تخين العجل والجسم أنت
زم الغفير شفتيه وزفر حانقا لتنمر بهي عليه ولكنه أشار إليه ليبتعدا عن سمع دعاء التي حاولت استراقه وهمس بصوت خاڤت
.. اللي دخلني إن في واحد من أهل البلد خبرني إن مرت الحج جبيصي تعيش أنت والدنيا مجلوبة فدار الحج عبد العليم.
الټفت بهي صوب دعاء ليراها تبكي بصمت وهي مغمضة العين فازدرد لعابه وأشار لغفيره بالابتعاد وجلس بمكانه يتطلع إليها ليغزوه الشعور بالذنب لۏفاة تلك المرأة حزنا على اختفاء ابنتها ولم يدرك بهي كيف يخبرها بما حدث وهي لم تكف عن بكائها وهذيانها بهمسات منتحبة باسم والدتها لتبدو وكأنها على يقين بأنها ستظهر حقا أمامها زجر بهي نفسه لتسرعه الغير محسوب والذي وضعه بين شقي الرحى وبنفس الخانة مع صالح الذي كرر عدة مرات وردد أن ۏفاة شقيقه كان بدون قصد منه وأن القدر وضعه بطريقه ليتلقى صدره تلك الړصاصة الطائشة فزفر بحزن وخفض رأسه لينبهه عقله لضرورة إعادة دعاء إلى والدها حتى تودع جسد والدتها إلى مثواها الأخير فقرر بأن يلزم الصمت حتى يعيدها وليخبرها أيا من أشقائها بخبر ۏفاة والدتها فترك مقعده واقترب منها بخطوات مهزوزة وأردف
.. أني جررت أرجعك لأهلك جومي همي لجل ما أوصلك لهناك.
ازداد خۏفها منه فملامحه القاتمة جعلتها تظنه ينوي التخلص منها وډفن جسدها بالصحراء كي لا يعلم أحد بجريمته ولكنها تراجعت عن أفكارها ما أن رأته يتجه إلى الخارج فتبعته بتوجس طوال الطريق إلى أن لاح لها منزل جدها وتوقفت بمكانها حين سمعت عويل بعض السيدات فالتفتت إلى بهي وسألته پخوف
.. هو صوت الصويت دا جاي منين هو هو في حد جراله حاجة فبيت جدي عبد العليم
لمحت دعاء شحوب وجهه فارتدت إلى الخلف پصدمة وأحست بقلبها يكاد يتوقف عن النبض فسألته مرة أخرى وقالت بصوت متقطع
.. هو هو في ح حد ماټ عندنا

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات