السبت 28 ديسمبر 2024

أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثالث.

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ولا مهرب يا بنتي كل واحد ماشي فطريق مرسوم له مسير ومخير وميقدرش يهرب من قدره إلا بالدعاء الكتير والاستغفار وبعدين تفتكري أنك لو كنت فضلتي فالأوضة معاها هي مكنتش هتتوفى لأ كانت ھتموت بردوا لإن دا عمرها ومحسوب لها بالدقيقة وعدد الأنفاس يا بنتي ربنا عز وجل قال ولكل أمة أجل ۖ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ۖ ولا يستقدمون فاستغفري ربنا كده وقومي وبلاش تفتحي للشيطان باب يدخل لنفسك وقلبك منه ويستغل حزنك.
وكسحاب كما حل رحل توقفت دموعها وكلمات والدتها تتردد بذهنها فأغمضت عيناها حين هاجمتها تلك الذكرى المقيتة بعد إنتهاء عزاء الليلة الأولى لوالدتها بالقرية وتلك الهمسات التي أخذ البعض يرددها فيما بينهم لتصل إلى سمع شقيقها عمر فوقف منتفضا يحدق بوجه أحد الرجال وهاجمه قابضا على عنقه ليتحول المشهد بين ثانية وأخرى إلى مشاجرة كبيرة ووقف عبد العليم على مقربة منهم يأمر عمر بأن يدع عنق الرجل ولكنه رفض بشدة وصاح غاضبا
.. أنا مش هسيبه إلا لما روحه تطلع فإيدي دا بني آدم خسيس وجبان بيتكلم عن سمعة أختي وعايزني أرحمه لأ أنا مش هرحمه لا هو ولا أي واحد يتطاول على دعاء بحرف أنا أختي خط أحمر واللي يقرب منه امحيه من على وش الدنيا.
تدخل والده ليفصل بينهم فوقف الرجل بجسد يرتعش أمام عبد العليم وهتف پذعر
.. يرضيك أكدة يا حج عبد العليم أتهان فدارك وأني مجصديش حاجة أني جولت الحديت اللي داير فالبلد من الضهرية والكل بيجول إن بت البندر باتت ليلة بحالها جار بهي ابن الشيخ طايع بالمخزن وإنه يعني كان خطڤها لجل ما يرد التار اللي بيناتكم ولو مش مصدجني هات أي حد من الخلج واسأله هيجولك الحديت الداير والله يا أبا الحج أني ما كان جصدي أجول بس مجدرتش أهملكم على عماكم أكدة والخلج ياكلوا فسيرتكم وسيرة البنية.
وقبل أن يعطي عبد العليم كلمته ظهر بهي من وسط العدم بينهم ليصيح بوجه الجميع قائلا
.. يشهد عليا ربنا إن أني بريء من الحديت اللي داير في البلد يا حج عبد العليم ولو ممصدجنيش أني مستعد أعمل اللي تحكم بيه وأني أهو جايلك بذات نفسي على الرغم من إنك رفضت تجبل عزا العيلة ليكم بس كلمة الحج لزمن تتجال ولو هتتجطع فيها رجبتي وربنا شاهد عليا إن بت الحج جبيصي كانت بالمخزن منصانة وماحدا مسها بالنظر حتى وأنت يا حج تجدر تتوكد منيها ومن حديتي وزي ما جولت لك أني جابل باللي تحكم بيه نظير ما كت رايد أخد تاري من واد عمها صالح.
باغتهم جميعا بكلماته التي وقف يصيح بها بصوت جهوري ليعود كما ظهر فأشار عبد العليم إلى الرجل الذي تحدث وتسبب بتلك الحاډثة بالرحيل والټفت إلى صالح وزجره بنظراته كون طيشه هو من وضعهم بذلك المأزق ليأتي بهي ويضعهم بين شقي الرحى هكذا فخفض صالح رأسه بترم وابتعد عن المكان وبعدما أنفض العزاء ولج قبيصي برفقه عمه عبد العليم إلى داخل المنزل فأوقفهم علي قائلا
.. حضرتك قولت أنك هتفهمني ليه أختي أتخطفت يا جدي ودلوقتي زي ما أنت سمعت الكل بيتكلم عن اللي حصل لأختي من تحت راس صالح اللي أذاها وآذانا كلنا بدون وجه حق.
استدار وهدان وحدق بشقيقه وأردف
.. يبجى نجطع عرج ونسيح دمه وصالح يكتب على دعاء لجل ما الخلج تجفل خشمها و...
.. لاه..
جاء الرفض بصوت قوي من عبد العليم فجعلهم يحدقون بوجهه بدهشة ليضيف
.. مافيش جواز هيتم يا وهدان بين ولدك وبت جبيصي لا دلوك ولا بعدين ولزمن تعرف إن دعاء وراها علامها وهي لساتها صغار ومش بعد ما تتاخد من جلب الدار واحنا جعدين كية الحريم أروح أرميها بيدي لولدك كنها خاطية ولا عاملة عملة وخاييفين من الڤضيحة دعاء مهتتجوزش صالح ولا حتى سالم يا وهدان ودا أخر الحديت وبعد العزا ما يخلص جبيصي هياخد ولاده ويعاود على مصر من تاني وأنت تنسى الحديت دة وأوعاك أسمعك بتجوله تاني عاد.
أعادها صوت والدها إلى الواقع وقال
.. مش قولنا منفكرش فأي حاجة ونروح نتوضى ونصلي أقولك أنا كمان هروح

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات