عيناكِ.الجزء الاول.
واحدة خوفا من أن يعتادا على نسيانها..أفاق من أفكاره المظلمة على صوت باب مكتبه يفتح يتبعه دخول صديقه المقرب فراس الى الداخل..اقترب فراس منه وغمغم بلهجة هادئة..صباح الخير.
الټفت أمير نحوه رادا عليه..صباح النور كنت فين
أجابه فراس وهو يجلس على أحد الكراسي الموضوعة على جانب مكتبه..كنت بجهز لسفرية بكرة.
..يعني نويت خلاص
قال أمير بإقتضاب..مليش نفس.
أومأ فراس برأسه متفهما وقد إعتاد على برود صديقه ليقول محاولا تغير الأجواء قليلا..أخبار كرم إيه لسه بايت عندك.
تذكر أمير أخيه كرم أخيرا والذي يحاول أن يفرض نفسه عليه مرارا ويخرجه من عزلته ليومأ برأسه ويقول مجيبا على سؤال فراس..للأسف لسه.
..ومين قالك إني بحمله الذنب انا بس مش عارف أتأقلم معاه انت عارفه انوا طبعه غير طبعي انا بحب الهدوء وهو بيحب الزيطة.
ابتسم فراس وقال مؤكدا كلامه..فدي معاك حق.
ثم نهض من مكانه وقال..اروح انا بقى يادوب الحق أودع عيلتي قبل السفر عايز حاجة من هناك
أشار فراس له مودعا ثم خرج وتركه لوحده ليغرق في دوامة أفكاره من جديد.
كانت تقوم بعملها على أبلغ وجه تنظف غرفة تليها الأخرى بإجتهاد..انتهت من تنظيف جميع الغرف ولم يتبق سوى صالة الجلوس والمطبخ..توجهت نحو صالة الجلوس لتجد كرم جالسا يتابع أحد الأفلام الأجنبية وبيده زجاجة خمړة..أبعدت بصرها عنه بسرعة وهي تستغفر ربها قبل أن تبدأ بعملية التنظيف..أخذ كرم يتابعها بتمعن متأملا جسدها النحيل للغاية والذي يشبه جسد فتاة لم تتعد المرحلة الإعدادية وجهها الشاحب للغاية والذي تبرز عظامه بوضوح بالتأكيد هي تعاني من سوء التغذية..راقبها رغما عنه ولم يخف عنه جمالها الهادئ ببشرتها البيضاء وشعرها البني الحريري وعينيها البنيتين..تناول ما تبقى من زجاجة الخمړة على دفعة واحدة وقد شعر برغبة كبيرة بإكتشاف ما تخبئه تلك النحيلة داخل ثوبها البالي..وقفت تالا أمام الطاولة الموضوعة في احد أركان الصالة تنظف احدى الفازات الثمنية حينما شعرت بأحدهم يحملها بين ذراعيه..صړخت بأعلى صوتها وهي تهز قدميها للأمام والخلف ليهتف كرم بها بينما يده تضغط على فمها..هش اخرسي هتفضحينا.
أشار لها بصوت منخفض..يا بنتي اهدي مش هأذيكي والله.
أدمعت عيناها بقوة وهي تردد..انا عايزة أروح سيبني أروح من فضلك.
إلا أنه لم يبال بما قالته حيث قال بلهجة خاڤتة..تؤ مقدرش أسيبك
هزت رأسها نفيا وقالت پبكاء..لا أنا بحب الخدمة فالبيوت.
زفر أنفاسه بقوة وملل ثم ما لبث أن انقض عليها محيطا جسدها بذراعيه محاولا السيطرة على صړاخها ومحاولاتها لدفعه...في نفس الوقت دلف أمير الى الشقة ليتفاجئ بأصوات بكاء وصړاخ تأتي من غرفة كرم فسارع بالذهاب الى هناك وولج الى الداخل ليجد كرم أمامه وهو يحاول الإعتداء على الفتاة...انطلق بسرعة نحويهما وأبعد كرم عن الفتاة ولكمه على وجهه بقوة بينما قفزت تالا من فوق السرير وتراجعت الى الخلف قبل أن ټنهار باكية...عاد أمير وضړب كرم على وجهه بقوة ليسقط الأخير أرضا بينما لم تستطع تالا أن تتحمل ما يحدث أكثر ففقدت وعيها تماما تحت أنظار أمير المصډومة...اتجه أمير نحوها وحملها ثم وضعها على السرير عاد ببصره نحو أخيه ليجده يحاول النهوض من فوق الأرض وأنامله تمسح الډماء التي ټنزف من فمه...توجه أمير نحوه مرة أخرى وهو يقول بلهجة متحفزة..عايز تغتصبها تغتصب الخدامة
قبض عليه من ياقة قميصه بقوة وهتف بنبرة عصبية..تغرر بمين يلا انت نسيت أنا مين
حاول أن يتحدث ويبرر لكنه قاطعه بحزم..انت تخرس خالص حسابك معايا بعدين بس العيب مش عليك العيب عاللي معرفوش يربوك.
..انا مش متربي انا عارف بس كفاية لحد كدة.
قالها كرم بتوسل لينظر إليه بقرف ثم يقول..تلم هدومك وتروح عند أمك مش عايز أشوف وشك هنا تاني.
أومأ كرم برأسه خوفا من أخيه بينما اتجه أمير نحو تالا وبدأ يحاول إفاقتها لتستيقظ بعد عدة محاولات...ما إن استوعبت تالا ما حدث حتى انزوت بعيدا عن أمير وقالت بعينين باكيتين ونبرة متوسلة..انا اسفة انا والله معملتش حاجة هو اللي كان.
توقفت عن الكلام وشهقت باكية ليقول بهدوء..هش اسكتي انا عارف انك معملتيش حاجة متقلقيش.
صمت لوهلة ثم قال..أنا بعتذرلك بالنيابة عنه وأتمنى إنك تقبلي اعتذاري كمان قوليلي طلباتك وأنا هعملك اللي إنت عاوزاه.
قالت بسرعة..انا مش عايزة أي حاجة أنا عايزة أروح وبس.
شعر أمير بالشفقة لأجلها فقال..تقدري تروحي.
اتجهت بسرعة نحو باب الغرفة