نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول.

أنا خلصت شغلى ونزلت على طول.
جلس عصام وأشار إلى محمود ليجلس وقال .. بعد كدا لازم تبلغى يا سهر لأن لو حاجة ضاعت انتى اللي هتشيليها.
شهقت سهر وقالت.. بس أنا مخدتش حاجة والله ما مديت ايدى على حاجة.
ونظرت وعيناها تمتلىء بالدموع إلى محمود وقالت.. قوله يا أبية أنا مش حرامية.
أجابها عصام وقال.. محدش قال إنك اخدتى حاجة أنا بلفت نظرك بس ودلوقتى اتفضلى الأستاذ آدم طلبك بالاسم تطلعى ترتبى جناحه.
أحس محمود بضيق من طلب آدم لسهر خاصة فقال.. واشمعنة سهر يا أستاذ عصام ما في بنات غيرها.
أجابه عصام وقال.. الأستاذ آدم مصمم أن سهر اللي تطلع له بيقول انها بتعمل شغلها بضمير.
ونظر إلى سهر وقال .. يلا يا سهر واقفة كدا ليه اتحركى يلا شوفى شغلك.
استأذن محمود وخرج خلف سهر ونادى عليها فوقفت تنظر أرضا فقال لها بغيرة.. هنتكلم بعدين على الموضوع اللي خبتيه دا لان مش وقته هنا المهم خلى بالك من نفسك فاهمة ومتروحيش لوحدك استنينى.
هزت سهر رأسها وقالت.. حاضر يا ابية عن اذنك.
همس محمود لنفسه وهو يراها تبتعد.. أبية دى بتشقلب كياني اومال لو قلتى محمود ولا حبيبي هتعمل فيا ايه أنا بقيت مچنون بيكي يا سهر.
صعدت سهر بالمصعد الخاص بحناج آدم فدخلت بعدما طرقت الباب ولم يجيها أحد فبحثت بنظرها عنه ولكنها لم تراه فبدأت عملها واستغرقت ساعة لتقف تنظر إلى المكان مبتسمة وسحبت نفسا عميقا لټشتم رائحة الياسمين العطرة التي دوما تسعدها لتسمع صوته يقول من خلفها.. مين قالك أن بحب الياسمين.
انتفضت سهر من مكانها وقالت.. حضرتك هنا أنا مشفتش حضرتك خالص.
ضحك آدم وقال.. علشان كنت فالبلكونة حضرتك بخلص شغل حضرتك على اللاب انتى خلصتى.
هزت سهر رأسها مبتسمه وقالت.. ايوة حضرتك أنا خلصت تأمرنى بحاجة تانية. 
ابتسم آدم وحرك كرسيه إليها وقال.. بصراحة أه أنا عاوزك تفطرى معايا ممكن.
رجعت سهر خطوة إلى الخلف وقالت.. مش مش هينفع أنا ورايا شغل تانى وو.
تحرك آدم بكرسيه باتجاهها فوقفت مكانها فمسك آدم يدها وقال.. أنا ماكلتش من إمبارح أهون عليك.
هزت سهر رأسها وقالت.. لا بس أصل.
شدها أدم فوقعت امامه فقال وهو ينظر إليها.. عينيكى حلوة اوى يا سهر أنا مش عارف أنام من إمبارح من ساعة ما شفتك انتى عملتى فيا ايه.
كانت سهر تشعر كمن القيت عليها تعويذة سحر تنظر لعيناه مسلوبة الإرادة مسحورة هاجتمها أنفاسه الدافئة فشعرت باضطراب يسري في جسدها فأغمضت عيناها تسحب نفسآ قويآ وزفرته بهدوء خشية أن يلاحظ تنفسها وتنبهت لوضعها فوقفت سريعا وقد لونت حمرة الخجل وجهها وقالت.. أنا أنا هنزل.
لم يدر أدم لماذا هي ولماذا فارقه النوم منذ أبصرعيناها كأنها سجنته داخل خضراوتيها البريئة برموشها الطويلة البنية لماذا هي أيعقل أن ينجذب لفتاة صغيرة مراهقة تخطو اولى خطوات الحياة وهو الذي تتمناه أجمل الجميلات ويحاولن معه بشتى الطرق لم يعد يعرف غير شيء واحد وهو انه يريدها أن تبقى بجانبه فقط فقال آدم ليفاجىء نفسه قبلها.. سيبي الشغل فالفندق يا سهر وخليكي معايا.
نظرت له سهر بدهشة تشعر بحالها كفراشة تجذبها النيران فقربه منها يزلزل أعماقها بأحساس لا تعلم ماهيته احساس لاول مرة تشعر به ولكنها تذكرت ظروفها فقالت تحاول أن تفهم قصده.. يعنى ايه حضرتك تقصد انى اشتغل عندك طيب وشغلى هنا.
همس آدم وهو يقاوم أحساسه بأختطافها عن العالم كله لتكون له فأجابها بصدق.. مش مهم شغلك هنا أنا هشغلك معايا أي حاجة انتى عوزاها أنا مش عارف حصلى ايه من امبارح.
أضطربت سهر حين سمعت أعترافه فسالته.. مش فاهمة.
أدرك أدم أن حديثه بتلك الطريقة سيخيفها منه وقد تفهم حديثه بمعنى يخالف أحساسه فقال ليطمئنها.. هشغلك سكرتيرة ايه رئيك.
حدقت فيه سهر ببلاهة فضحك آدم على شكلها فتاهت سهر في ملامحه التي ازدادت سحرا بضحكته فقالت له.. بس بس أنا شهادتى دبلوم يعنى منفعش وبعدين في بنات احسن منى كتير.
حرك آدم كرسيه ليقترب منها وقد ضايقه عدم تقديرها لنفسها فقال بضيق.. انتي ليه بتقللى من نفسك بالطريقة دى فين ثقتك بنفسك وبعدين أنا صاحب الشغل وبقول انك تنفعى ها موافقة.
هزت سهر رأسها بحيرة بما تجيبه وتذكرت محمود هل سيوافق على عملها معه فقالت.. مش عارفة هو ينفع يعنى بعد إذن حضرتك أفكر.
وافقها آدم وقد قرر أن يحاول معها بروية حتى تطمأن له فقال..
تمام خدى وقتك بس عاوزك تعرفى أن أنا عاوزك تبقى فوظيفة احسن من اللي انتى فيها دى.
ابتسمت له سهر فاستأذنته وخرجت لتكمل باقى عملها ولكنها شعرت بالضيق بسبب داليا التي كانت تلاحقها في كل مكان تريد أن تعرف منها سر طلب عصام لها ولكنها لزمت الصمت لتزداد داليا حنقا عليها سئمت داليا صمت وحيطة سهر فعقدت حاجبيها بضيق وهمست تحدث نفسها.. شكلك مش سهلة وحويطة اوى بس على مين دا أنا داليا ولما
أحط حاجة فدماغى بوصلها خبى براحتك يا سهر بس هعرف بردوا... يتبع....