حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثالث..
بقوة بينما رمقها بسخرية ... !
مستلقية علي فراشها الصمت مخيم علي الغرفة من حولها كانت منهكة جسدها يؤلمها بشكل كبير ولكن الألم الداخلي الذي شعرت به كان أقوي وأشد وأكثر صعوبة علي التحمل تنهدت بثقل و تمنت للمرة العاشرة مجددا لو أنها لم تتقدم إلي تلك الوظيفة حيث من خلالها قابلت مارد جبار أوقعها بحبه دون إرادتها هزت رأسها في ندم و ڠضب بالغين لأنها وبرغم كل ما فعله بها بدأت تشتاقه وتمنت فجأة لو كانت قربه الأن ! ذلك الرجل الذي دغدغ مشاعرها بإسلوب لم يسبق له مثيل والذي إثار غيظها أحيانا عندما كان يعاملها و كأنها فتاة صغيرة ثم يعاملها كأمرأة ناضجة يريدها إلي حد كبير ! و لكنها تفضل الإحتراق بنيران البعد عنه عوضا عن السكون بالجنة بين ذراعيه في وضع يجرح كرامتها و يقلل من شأنها وإحترامها لنفسها ..إبتسمت فجأة بشيء من السعادة لتفكيرها في أن رجلا قويا مثلعز الدين نصاريريدها إلي هذه الدرجة فلو كانت فتاة غيرها رفضته بهذه القوة لكان رمقها بسخريته الهازئة و إدار لها ظهره و رحل لكنه بدا مصمم و راغب بها بشدة .. إختفت إبتسامتها بصورة تدريجية عندما تذكرت كلامه الچارح و طلبه المهين ثم شعرت پقهر و خيبة قاټلة خيبة لا تفهم الفتاة معاناها الحقيقي إلا عندما تلتقي رجلا يعني لها كل شيء في حياتها و يخذلها رجلا مثل عز الدين الذي و برغم قسوته تجد في لمساته و كلماته سحرا و جاذبية لم تجدهما أبدا في أي رجل أخر تألمت و كت ونامت لتستيقظ بعد قليل علي صوت شقيقتها الهادئ.. داليا .. داليا .. قومي يا حبيبتي الغدا جاهز.
.. يلا يا دودو قومي عشان نتغدا سوا.
قالت ياسمين بلطف بينما تجاهلت داليا كلامها وسألتها واجمة.. الراجل الزفت ده صاحب العمارة متكلمش تاني
.. مش عايزة ماليش نفس يا ياسمين كلي انتي بالهنا والشفا.
.. كده مينفعش يا داليا بتعاقبي نفسك ليه دلوقتي احنا هنعمل اللي علينا واللي عايزه ربنا هيكون.
.. ازاي يعني بتقوليلي كده
هتفت داليا بعصبية ثم تابعت.. هيعجبك يعني وضعنا لما نتطرد برا بيتنا هتتبسطي لما نترمي في شارع مسألتيش نفسك هنروح فين هنعيش ازاي وكليتك يا دكتورة مافكرتيش في كل ده ياسمين
.. سيبتي الشغل!
هتفت ياسمين في صدمة ثم سألتها.. ليه ليه يا داليا
حجبت داليا وجهها بكلتا يديها ثم صمتت مترددة و عندما رتبت الكلمات في ذهنها جيدا عادت تنظر إلي شقيقتها و قصت عليها كل ما حدث أطلعتها علي كافة التفاصيل وعند بعض الأجزاء كاد صوتها يختنق ألما و قهرا ... .. ابن ال ...
.. مستحيل انتي بتدافعي عنه لسا بردو بعد اللي حصل منه انتي ايه يا داليا
أجابت داليا في هدوء.. انا استقلت خلاص يا ياسمين بعدت عن طريقه نهائي مش هشوفه تاني خلاص فمش عايزة افتكره بحاجة وحشة.
تحدثت ياسمين پعنف من بين أسنانها.. اه لو كنت معاكي اه لو اشوف الحيوان ده هو فاكرك ايه وربنا لو الموقف ده كان حصل في وجودي كنت فرجت عليه الدنيا.
.. انا اللي غايظني بس انك سكتيله ده كان محتاج قلمين كده يفوقوه عشان بعدين يبقي يعرف يميز الصالح من الطالح.
.. قلتلك خلاص بقي.
هتفت داليا بنفاذ صبر ثم تركت شقيقتها وإتجهت إلي الشرفة في عصبية ... !
عادت إلي منزلها والألم يعتصر قلبها ستواجه الكثير من المصاعب بعد الأن ولكنها مضطرة لتحملها عليها تحمل مسؤولية أخطاءها و تصرفاتها الطائشة التي أدت بها إلي طريق الظلمات الوعر .. تأملت القصر قبل دخولها إليه فلم تجده جميلا كما إعتادت عيناها علي رؤيته بل أن كل شيء و كل مكان بات في نظرها كسجن كبير ومنزلها أيضا أصبح السچن الأكبر يجب أن تمضي فيه فترة عصيبة و أليمة حتي ينتهي الکابوس .. أو قد لا ينتهي أبدا ! ترقرقت الدموع في عينيها لكنها سارعت لإستعادة رباطة جأشها سريعا ثم ذهبت علي الفور إلي إحدي زوايا حديقة القصر حيث آشعة الشمس تضفي جمالا غير عادي للمكان من حولها أرادت الإنفراد بنفسها و الإبتعاد عن الأخرين ولكن أمنيتها لم تتحقق إذ كان عز الدين وخالد يجلسان إلي طاولة خشبية صغيرة يحتسيان القهوة و يأكلان الحلوي لم يكن لديها مجال للتراجع لأنخالدما أن شاهدها إبتسم تلقائيا ثم وقف إليها محبة وإحتراما طالبا منها الإنضمام إليهما إبتسمت عبير في إرتباك ثم تقدمت صوبهما بخطي مضطربة حتي وصلت إليهما فقال خالد بسرور فيما كان يساعدها علي الجلوس بمقعد بجواره.. بيرو وحشتيني يا حبيبتي بقالي كام يوم مشفتكيش.
إبتسمت له وكأنها مشتاقة فعلا لرؤيته ثم قالت.. اصلي مشغولة يا خالد امتحاناتي قربت فبذاكر بقي.
ثم نظرت بسرعة إلي أخيها الذي كان يتابعهما في صمت دون أن تتتغير ملامحه القوية أو تتبدل كان بجلس بهيبة وعنفوان وبدا قويا عندما سألها فجأة.. كنتي فين يا عبير
إبتلعت ريقها بتوتر ثم أجابت بنبرة جاهدة في أن تبدو عادية.. كنت في الجامعة يا عز بسأل علي مواعيد المراجعات وكنت بشوف يعني لو كان في اي جديد.
أومأ رأسه في هدوء بينما سألها خالد بنبرة قلقة.. بس انتي مالك يا عبير شكلك بقي عامل كده ليه انتي تعبانة و لا حاجة
إرتعش بدنها لدي سماعها ملاحظته التي لسعتها كالسوط فأغمضت عيناها لبرهة كي تستعيد قوتها ثم نظرت إليه باسمة وقالت.. لأ يا خالد مش تعبانة ولا حاجة انا بس مرهقة شوية بسبب التفكير في الامتحانات والمذاكرة انت عارف انها اخر سنة ليا و لازم اجتهد فيها علي اد ما اقدر.
مرر خالد أصابعه علي ذراعها بحنان قائلا.. لأ يا حبيبتي لازم تاخدي بالك علي صحتك ماتجهديش نفسك في اي حاجة بالطريقة اللي توصلك للحالة دي.
.. كيس جوافة قاعد في وسطكوا انا
قال عز الدين ذلك بلهجة صارمة بينما قهقه خالد في مرح قائلا.. ايه يا عم خطيبتي و بحبها وبعدين احنا عملنا ايه يعني ما انت شايف اهو تصرفات عادية جدا في