السبت 28 ديسمبر 2024

تويا بقلم شيماء نعمان الجزء الثاني والأخير

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

إليها تشعل بقلبه ڼار كان يحسبها عادية ولكنه لم يكن يعلم أنها ڼار العشق

كثيرا ما كان يذهب للموقع المسئول منها يراقبها من بعيد وكأنه صبى مراهق يراقب حبيبته الصغيرة ويخشى ليحادثها لتصده وترفضه

ويرحل على أمل أن يلتقيا في طريق واحد

كعادتها دائما تنسى أن تأكل عند العمل تركيزها بأكمله يكون في عملها فقط

تنسى من حولها ولا تشعر بشئ

ولكنها اليوم جائعة وبشدة لم تنسى ليلى وهى تصرخ بها أن تأكل قبل الذهاب إلى عملها وهى تضحك وتداعبها 

خلاص بقى يا لولو هأخد الساندوتش وهأكله لما أجوع لتصيح بها ليلى

يا بنتى حرام عليكى هيغمى عليكى من قلة الأكل

يا ماما ما أنا بأكل اهو سيبينى بقى هتأخر على الشغل

لترحل وتتركها تدعو إليها بصلاح الحال

ويبدو أن معدتها بدأت تنادى الطعام وحمدت الله أن ليلى أصرت عليها أن تأخذ الطعام معها

أخرجته وبدأت تأكله وتتابع عملها في مكتبها ترسم بيدها تخيلها للموقع بكل تفاصيله

فزعت عندما وجدت من يمسك بالشطيرة من يدها رفعت راسها لتجد ليث يقف أمامها مبتسما وهو يتلذذ يأكل شطيرتها وهى تنظر إليه بغيظ تتضور جوعا وهو يقف أمامها يأكل بأريحية وكأنه يتعمد إغاظتها

حلو أوى الساندوتش ده تسلم ايدك

زمت شفتيها بغيظ شكرا

نظرت لدعاء التي تجلس تراقب تخفى ابتسامتها وشروق التي كعادتها تراقب وتتطفل

تركها ليث ملقيا بابتسامة وغمزة عين لتعود لعملها من جديد تحاول أن تنسى جوعها

وإن نسيت جوعها كيف تنسى اضطرابها لقربه

لنظرته

لوهج تشعر به في عيناه

تحاول وتحاول

تجاهل إحساسها

تجاهل ضربات قلبها في حضوره

تحاول وتفشل وتعود لتشغل نفسها بأى شيء آخر علها تنسى

علها تفيق من أوهام هي وحدها تشعر بها

ساعة مرت وهى تتابع عملها ولكن الجوع عاودها من جديد حاولت التجاهل حتى ينتهى وقت العمل وتذهب لبيتها

دخلت أمانى سكرتيرة مكتب ليث لتويا تناديها تويا باشمهندس ليث عاوزك ضرورى في مكتبه

قامت تويا نحوها بقلق في إيه يا أمانى

_ مش عارفة قالى أجى اقولك أنه عاوزك ضرورى تقريبا في مشكلة في الشغل

طيب روحى وأنا هحصلك

تركتها لتزم شفتيها بغيظ وهى تعلم أن نهال اشتكتها إليه بعدما رفضت التعديلات التي حاولت أن تفرضها عليها

أخذت نفسا عميقا وذهبت إلى مكتبه طرقت الباب لتجد نهال كما توقعت تجلس رافعة قدما فوق الأخرى وبعيناها ابتسامة متشفية تجاهلتها واتجهت نحو ليث متسائلة حضرتك طلبتنى

رفع ليث عيناه إليها وأشار للكرسى لتجلس مقابل نهال اقعدى يا تويا عاوز أتكلم معاكى

جلست بهدوء متجاهلة نظرة نهال لها خير

اعتدل في كرسيه ناظرا لنهال نهال بتقول أنك مش متعاونة في الشغل يا تويا وأنك بترفضى أي قرار أو كلام منها الكلام ده مظبوط

نظرة لنهال للحظة وهى ترى ابتسامتها الغبية ولكنها لن تترك حقها هي لم تكن المخطئة ولن تتدخل هي أو غيرها في عملها عادت تنظر لليث بثقة

أظن يا باشمهندس الديكور ده شغلى وأنا أكتر حد يقدر يفهم فيه وأظن برضه الفترة اللى اشتغلتها هنا بتأكد كلامى

باشمهندسة نهال ملهاش علاقة بشغلى هي مهندسة مدنى يعنى ملهاش علاقة بالديكور زى ما أنا بالظبط مقدرش أدخل في شغلها

اعتدلت نهال پغضب أنا أدخل في أي حاجة أنا المسئولة عنك وعن المهندسين الجداد اللى زيك واللى أقول عليه وأى تعديلات أقولها تتنفذ

بأمارة إيه هو أنتى بتفهمى في الديكور

و صوتها يخرج بصړاخ غاضب أنا أفهم في اى حاجة يا هانم

رفعت تويا قدما فوق الأخرى بابتسامة هادئة واثقة

أفلح إن صدق

تقدرى تأخدى الموقع وتعملى المقايسات المطلوبة وتنفذى الشغل ده زى ما أنتى عاوزة

وأنا هعتذر عنه هتبقى مبسوطة كده

وابتسامة منبهرة سعيدة بها ولكنه حاول إخفاءه خاصة أمام نهال التي تكاد تشتعل غيظا وكراهية لتويا

نهال ..........ده شغلها وهى حرة فيه

أنا في الأول والأخر ليا النتيجة النهائية وأنا وأنتى مش هنفهم في شغل الديكور زيها يبقى خليكى أنتى في شغلك وهى في شغلها ومتنسيش أنى أنا المسئول عن الشركة واللى فيها مش حضرتك

نظرت لتويا بغيظ ثم عادت إليه معتذرة لا يا ليث بلاش تفهمنى غلط أنا مقصدش طبعا أنت صاحب الشركة وكل حاجة بس الهانم دى مش عاجبها حد وعاوزة تمشى كلمتها عليا

صړخ ليث وهو يضرب المكتب بيده بقوة نهال

اقفلى على الموضوع ده محدش هنا بيمشى كلمته غيرى وأنا أدرى منك ومنها بمصلحة الشركة

قامت نهال من مكانها غاضبة من تصرفه والذى تراه إهانة لها أمام تلك الفتاة المتعجرفة أنا رايحة مكتبى ولما تحتاجنى ابقى كلمنى

اتجهت نحو الباب لتغادر وقامت تويا هي الأخرى مستأذنة عن إذنك ورايا شغل

استنى يا تويا

خير في حاجة تانية

استاذنت أمانى وهى تحمل بيدها كيس بلاستيكي

الأكل وصل يا باشمهندس

أشار لمنضدة صغيرة حطيه هنا لو سمحتى ومش عاوز إزعاج

تحت أمرك

حاولت تويا أن تغادر خلف أمانى لكنه كان أسرع ليقبض على معصمها استنى يا تويا عاوزك

نظرت لقبضته بتوتر لو سمحت سيب إيدى ورايا شغل كتير في المكتب

تجاهل طلبها وهو يجذبها نحو الأريكة متجاهلا اعتراضها أنا عازمك على الغداء بدل الساندوتش بتاعك اللى أكلته

وانا مش جعانة ومليش نفس ولو على الساندوتش عادى أنا مكنتش جعانة أصلا بألف هنا

بس أنا جعان ومش هأكل من غيرك

معلش مش هينفع صدقنى

تويا هنأكل مع بعض ومفيش اعتراض

ورغم المسافة بينهم ولكنها تشعر بتوتر قاټل تفرك كفيها بقلق وهى تراه يفتح الكيس ليخرج منه الطعام لتقوم مسرعة وهى تعتذر أنا ماشية أنا مش جعانة

قام بسرعة ليلحق بها ليقف أمامها مانعا إياها من الخروج مفيش خروج يا تويا واسمعى الكلام قلت هنتغدى سوا يبقى هنتغدى سوا بطلى عند بقى

ابتعدت لتسمح بمسافة بينهم وتحاول إخفاء توترها صدقنى مش عاوزة سيبنى أخرج

لا مفيش خروج غير لما تأكلى ولا تحبى آكلك أنا

اتسعت عيناها من وقاحته لتصرخ به تأكلنى يعنى إيه بقولك ايه كل حاجة وليها حدود

ابتسم معاندا وأنا حدودى إيه بالظبط

استعادت ثقتها قليلا واعتدلت في وقفتها قائلة بحزم حدودك تنتهى عندى يا باشمهندس احنا هنا مجرد صاحب الشركة وأنا مهندسة بتشتغل هنا وبس اكتر من كده مفيش

اقتراب منه يعقبه تراجعها للخلف متأكدة

رفت عيناها بحركة لا إرادية تعبر عن خۏفها من قربه ونظرة عيناه المسلطة عليها نظرة تشعرها بالخۏف والرهبة

نظرة ټقتل بداخلها رغبة عناد لمجرد العناد لتصبح آسيرة وهى باتت تكره الآسر والطاوعية

أيوه متأكدة

تعجبه قوتها الظاهرية ولكن مناغشة القطة المشاكسة تثيره تستهويه

شايف أن خۏفك منى مبقاش موجود ......حسك قوية

رفعت رأسها بثقة وده يزعلك

بالعكس يعجبنى جدا ........من يوم ما شفتك وكل حاجة فيكى عجبانى

نسمة هواء هبت لتطير خصلات شعرها تغطى وجهها ليجد أصابعه لا إراديا تمتد

 نحوها ليبعدهم عن عيناها

لتنتفض من لمسته محاولة الابتعاد أنا لازم امشى

وقبل أن تمر بجواره أمسك بذراعها لتتوقف وتلتف إليه وقبل أن تتحدث اوقفها قائلا أنا قلت انك مش هتخرجى قبل ما نتغدى سوا

اعتبريه عيش وملح يا تويا ممكن

ظلت تنظر إليه بحيرة لا تعرف أترفض وتبتعد قبل أن ټخونها عيناها وېغدر بها قلبها

أم تستسلم لهما لتعيش

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات