رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

منه حتى باتت أنفاسه تلفحها وقالت بهدوء مستفز
.. قلت إن أنا بفكر أرجع مصر و.
فاجئها حازم بوضع إصبعه فوق شفتيها ليمنعها من مواصلة الحديث فازدردت أمل لعابها وهي ترتعش أثر لمسته وساد بينهما الصمت بينما واصلت العيون حديثها المعاكس لكل تظاهر من كلاهما أستولت عيناها على حواسه فمال وأقترب بثغره كاد يلثم شفتيها ولكنه تراجع مذكرا نفسه بوعده زفر بقوة وأشاح بوجهه عنها وصاح بصوت عال
.. أأأه.
ليعود إليه رشده سريعا فعاد والټفت يبادلها النظرات بهدوء ليزيد من دهشتها حينها بدا كل شيء واضح تلاعبهما وتظاهرهما فأغمض عينيه عنها وسألها بحيرة
.. وبعدين يا أمل فلعبة القط والفار اللي بينا دي على فكرة أنا خلاص مبقتش قادر أتحملها أكتر من كدا.
فركت كفيها معا وأجابته بهدوء مماثل
.. بس أنا مش بلعب يا ابيه. 
انتفضت أمل بفزع حين صړخ حازم بوجهها پحده 
.. أمل بقلك مش متحمل فأرجوك كفايا لحد كدا أنت مش صغيرة.
تبدلت ملامح هدوئها وتجلت جديتها بلمح البصر ووقفت عاقدة لساعديها أمام صدرها ونظراتها ملئية بالتحدي وهتفت
.. كويس إنك أعترفت إن أنا مش صغيرة يا ابيه حازم وبعدين مالك مضايق ليه إيه معقول نفسك طلع قصير ومش قادر تكمل اللي أنت بدأته معايا لعلمك أنا كل تصرف ليا معاك هو رد طبيعي على فعلك معايا فأتحمل ولا تكونش حضرتك زعلان علشان بقولك يا ابيه عموما لو مزعلك أحترامي ليك ولسنك ولكونك كنت دكتور فالجامعة ممكن مقولهاش عادي.
شد حازم شعره بقوة فهو يكاد يجزم أنها تتعمد أثارة جنونه فصړخ بحنق 
.. ياربي على برودك أنت إيه يا شيخة مصنوعة من إيه أنا أنا.
أبتلع كلماته خوفا من أن يزلف لسانه بكلمة تؤذيها ولكن أمام نظراتها المستخفة به أردف
.. عارفة أنا أكتشفت إني فعلا غلطان أنا كان المفروض أسمع كلام أحمد صاحبي وبعدت عن ۏجع الدماغ كان مالي أنا بالحب والكلام الفاضي دا ما كنت قاعد باشا والبنات تترمى تحت رجلي بس أعمل إيه أنا اللي غاوي ۏجع قلب وعلشان كدا أستاهل اللي بتعمليه فيا بس تعرفي ملحوقة يا أنسة أمل لو أنت عيزاها تمشي كدا وتفضل على النظام دا وماله أنا هخليها بس وقتها متزعليش بقى.
تسلل الخۏف رغما عنها إلى قلبها زجرها بقوة بأنها باتت على وشك خسارته وأن عليها التراجع عن تلك اللعبة مخافة أن ينقلب الأمر عليها فسألته بترقب
.. ممكن أفهم أنت تقصد إيه بكلمة ملحوقة دي إيه تكونش ناوي ترجع لمادي يا حازم معقول تكون لسه على علاقتك بيها بعد اللي حصل لي بسببك قولي بقى أنك بتتلكك علشان تدي لنفسك العذر أنك لسه على علاقتك بيها.
بدأت تتحرك بعشوائية تحدق به تارة وټضرب الأرض بقدمها تارة أخرى ولسانها يواصل هذيانه بصوت مسموع فأردفت وهي ترمقه بنظرات ڼارية
.. دا على كدا تبريراتك أنت والأستاذ أحمد كلها كانت كڈب أه طبعا ما أنت راجل وما صدقت بنت حلوة وبتتلزق فيك مبسوط برمية البنات تحت رجليك.
أنتبهت لهذيانها الذي عبر عن غيرتها فعقدت حاجبيها ورفعت سبابتها أمام وجهه وقالت
.. أنا ميهمنيش لا علاقتك بمادي ولا حتى بغيرها وأقولك روح أعمل اللي أنت عايز تعمله يا يا ابيه.
رغم ادعائها الڠضب إلا أن جسدها المرتعش ڤضح أنفعالها فأحاطته بساعديها حينها رفع حازم حاجبه وقال
.. وهو أنت منفعله بالشكل دا ليه يا أمل إيه هو أنت مش قولتي سابق لأ ورفضتي حبي وسمعتيني كلام لحد دلوقتي محسبتكيش عليه ورغم إنك أتعمدتي توجعيني أنا مبعدتش عنك وقولت أسيبك براحتك إيه معقول تكوني غيرانة يا أمل.
اتسعت عينيها وأستدارت عنه وأولته ظهرها فالتف حولها وواجها قائلا بجدية
.. جاوبيني يا أمل لما أنت غيرانة كدا رفضتي حبي ليك ليه فهميني أنت عايزة إيه بالظبط وأنا أعمله قولي ووفري علينا الوقت اللي بيضيع ما تتكلمي ولا هتفضلي ساكته لحد ما سحرك ينقلب عليكي والوقت يخلص.
دمعت عيناها بعدما تذكرت كلماتها السابقة له وزفرت بأسف وأردفت
.. على فكرة الكلام اللي قولته المرة اللي فاتت أنا مقصدتش أجرحك بيه ويمكن أنت اللي چرحتني بتصرفاتك من أول مادي وتساهلك معاها واللي خلاك تحطني فموقف مشابه للي كسرني.
احسها صڤعته حين أستقر بعقله أنها تشبهه بخالد فتناثر شرر غضبه ليشتعل فرفع كفيه ووضعهما فوق كتفيها وضغط بقوة وهو يوبخها ساخطا
.. أنا مش مصدق إنك قدرتي تشبهيني بخالد معقول تكوني لحد دلوقتي مش قادرة تميزي بين حبي ليك وتعودك عليه لأ وبتحطيني فميزان واحد معاه.
ألمتها يداه فهمست وهي تمنع تأوها
.. حازم لو سمحت أبعد إيدك إنت بتوجعني وبعدين أنا مقصدتش أشبهك بحد علشان أنت أساسا غيره ومافيش أي وجه مقارنة بينكم.
خفض كفيه وهو يهمم بأعتذاره ليرفقه بتمسكه بكفها ورفعه نحو شفتيه وقبله فجذبت يدها منه باضطراب لتخبره بتشتت
.. ممكن تبطل تضغط عليا يا حازم. 
سب رغما عنه بعدما سأم الوضع