رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

تصيح بسعادة
.. ضحى قومي بسرعة قومي شوفي.
انتفضت ضحى من فوق فراشها ولحقت بشقيقتها ففغرت فاها وهي تحدق بجمال الطبيعة أمامها وبدت وكأنها سحرت تماما فأمام بصرها أمتدت الثلوج والأشجار في حين بعيدا عن مدى البصر تظهر بعض الجبال فقالت أمل بصوت هامس
.. معقول الجمال دا كله الضلمة كانت مخبياه شايفة الجبال شكله عامل إزاي ولا التلج اللي مغطي الجبال ومخليها حاضنة السحاب.
التقطت أمل نفسا عميقا والتفتت لشقيقتها وقالت
.. بقولك إيه يا ضحى إيه رآيك لو نخرج نتمشى شوية.
أومأت ضحى وأردفت
.. على ما أخد إذن خالو تروحي زي الشاطرة تحضري لنا ساندوتشين حلوين أحسن أنا الطبيعة الحلوة دي جوعتني اه ومتنسيش تقلي لبسك أحسن الجو برد شوية.
سارعت أمل بمغادرة الغرفة وهي تصيح بموافقتها واتجهت إلى أسفل وما أن ولجت إلى المطبخ حتى وقفت تحدق بذهول فأحد جوانب المطبخ كان من الزجاج وأمامه مروج أخضر مغطى ببعض الثلوج تناست أمل أمر الطعام وغادرت من باب المطبخ ووقفت تتأمل الطبيعة والهدوء المحيط بها ابتسمت بحبور وهمست
.. أول مرة أحس إني وقعت فعشق مكان.
ووسط شرودها وهيامها بالطبيعة اهتز هاتفها بجيب بنطالها فمدت يدها وسحبته وأجابت بتلقائية ليصفعها صوت زفرات حارة وصوت خالد يهمس
.. وحشتيني يا أمل.
اضطربت كليا وأبعدت الهاتف عن اذنها وحدقت به پصدمة وعنفت نفسها لأجابتها الأتصال دون أن تتفحص رقم المتصل وفجأة لاحت صورة حازم أمامها فالتفتت پذعر تبحث عنه وبداخلها ينمو إحساسها بالذنب ليعيدها صوت خالد إلى الواقع فألصقت الهاتف بأذنها بأصابع مرتعشة وسمعته يقول  
.. أمل أرجوك بلاش تقفلي وتنهي المكالمة أرجوك سبيني اسمع ولو صوت أنفاسك علشان أقدر أكمل حياتي وأعرف أعيش ياه يا أمل قد إيه كنت بحلم باللحظة اللي اسمع صوتك فيها بس كنت ببقى خاېف أتكلم معاكي لتقفلي وتغيري رقمك و. 
تسارعت نبضات قلبها وأحست بثقل الذنب يأكلها فهمست بصوت مضطرب حزين
.. لو سمحت مينفعش أساسا تقولي الكلام دا لإن مافيش أي حاجة بينا فأرجوك بلاش تتصل تانى. 
زفر بقوة وقد رجف قلبه لسماعه صوتها واجابها بمحبة
.. ياه قد إيه صوتك كان واحشني يا أمل لأ مش صوتك بس أنت كلك على بعضك وحشتيني تعرفي إني بفضل أبص لصورك وأنا الندم بېقتلني علشان غلطت فحقك الغلطة البشعة دي وضيعتك مني بالشكل دا قد إيه كنت غبي ومش مقدر النعمة اللي كانت معايا و. 
أعترضت أمل على كلماته ومنعته من الأسترسال وهتفت
.. أرجوك يا خالد بلاش تكمل كلامك ومتنساش إنك راجل متجوز دلوقتي وحرام تقولي حاجة زي دي وبعدين لو الموضوع مش فارق معاك وعادي فهو فارق معايا وفارق جدا ولعلمك أنا بقصد بكلامي اللي حصل منك فحقي لأ أنا أقصد بكلامي إني مقدرش أبدا أخون ثقة الإنسان اللي بيحبني أكتر من نفسه واللي أنا كمان بحبه يا خالد فلو سمحت بعد إذنك أبعد عني وإنساني وخليك مع مراتك وأعتبر أتصالك دا غلطة ومش هتكررها واتمنى إنك تنفذ رغبتي لإني مش عايزة أكلمك تاني أنا مش خاېنة يا خالد ومقدرش أبدا أشوف نفسي خاېنة بسببك. 
أثارت غضبه بكلماتها فارتفع صوته عاليا وحدثها پعنف قائلا
.. أنت بتقولي إيه هو مين دا اللي بيحبك أمل فوقي لنفسك وبلاش تقولي كلام يكون نتيجته الندم وأفتكري إن أنا خالد اللي علمك الحب فإياك تفتكري إنك ممكن تحبي واحد تاني وأنا أقف أتفرج عليك وأسكت لأ أنا وقتها ممكن اهد الدنيا كلها فاهمة فخليك عارفة كدا إن مافيش حب فقلبك غير حبك ليا أنا وبس. 
صدمها بكلماته وعنفه معها وتهديده المبطن لها فتفجر ڠضبها هي الأخرى وأرتفع صوتها وصاحت پغضب تزجره قائلة
.. هو مين فينا اللي محتاج يفوق يا خالد على فكرة أنت اللي لازم تفوق لنفسك وبعدين هو أنت فاكر إن الحب اللي كان بينا دا اسمه حب يا خالد أنت عمرك ما حبتني أنت بس كنت شايفني البنت المطيعة اللي قدرت تلعب بيها وتشكلها حسب مزاجك كنت بتتحكم فحياتي وتقفل عليا علشان ميبقاش عندي شخصية ومقدرش أتكلم معاك ولا أقولك لأ وأفضل عمري كله عايشة تابع ليك وفالنهاية تسبني وتروح تنام فحضن إيمان فوق لنفسك أنت مش أكتر من واحد خاېن لا بيعرف يحب ولا بيفهم يعني إيه حب أنت أكتر إنسان أناني أنا شوفته فحياتي مبتحبش إلا نفسك وبس وعايز كل حاجة من الدنيا تبقى ليك وأنا مستحيل أكون ليك تاني ولا حتى فأحلامك أنا الحمد لله ربنا عفاني منك وأنقذني من شړ علاقتي بيك وأكرمني باللي حطني تاج فوق راسه ودي حاجة عمرك ما هتعرفها أبدا لإنك خاېن ومعندكش ضمير. 
تابعها مصډوما بسبب حديثها الأخير وتناسى غيرته التي تفجرت بداخل قلبه وكادت تطيح بهما سويا منذ استمع إلى حديثها معه لم يكن يتخيل بأعظم أحلامه أنه سيسمع كلماتها تلك فأمل باغتته وأستولت على قلبه للمرة الثانية ولكنه نفض عنه