الجمعة 27 ديسمبر 2024

خطوات نحو الهاوية بقلم منال سالم

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الممعنة ضغط على شفتيه مرددا
لقد زاد فضولي لأعرف فحواها
علقت عليه بغموض لأثير اهتمامه
اعتبرها مكافأة مؤجلة
حافظ على ابتسامته البشوشة مضيفا
اتفقنا لنكن على عهدنا.
وسافر بعدها لأشعر بالخواء والفراغ والوحدة تضاعفت همومي مع عدم وجود رفقاء لي فقد كنت أميل للعزلة ولا أجيد صنع الصداقات مثل غيري من الفتيات مرت الدقائق بطيئة للغاية فماذا عن الساعات والأيام كنت أحترق شوقا إليه عشرات المرات في اليوم الواحد توقعت أن ينفذ ما وعدني به أن تعوضني مكالماته الهاتفية عن غيابه الذي أتعب قلبي وأهلك أعصابي لم يمنحني سوى دقائق معدودة من وقته لأشبع بها توقي الشغوف إليه في كل يوم بت أنتظر تلك الدقائق بحثت عما يمكنه أن يعوض غيابي حتى أني تنقلت بين صفحاته على مواقع التواصل المختلفة لأتابع خطواته في صمت ما ألمني حقا هو إهماله لي رغم حاجتي الماسة إليه اختلقت له مئات الأعذار والحجج كي لا يحمل قلبي ضغينة نحوه ومع ذلك دفعني تجاهله بقوة نحو الهاوية من جديد.
اعتصر الألم قلبي وأوجعه مع استمرار جفائه المتزامن مع تجاهله لي تلاشت الوعود بالاتصال اليومي وتبخرت الأحلام بتكرار ما ادعاه مازحا بأنها فترة خطبة ثانية كنا كالغرباء تحت سقف واحد مضت الأيام بصعوبة وأنا أتنكر لكل هاجس يحاول الاستحواذ على عقلي ضده تناسيت كل شيء حينما عاد إلى أحضاني وتغاضيت عما أوجع كرامتي الأنثوية لأنعم من جديد بقربه الذي اشتقت إليه أحببت ليلة عودته حقا ذكرتني بما افتقدت معايشته معه كثيرا أملت أن يدوم ما تمنيت وأعطيته تلك الرسالة التي كتبتها ذات يوم بدموع فرحة قرأها مبتسما ونظراته تعكس حبا توهمت أنه ضاع في غيابات سفره المتكرر ليقول بعدها معاهدا قلبي.
أنت حبيبتي أعدك أن أحافظ عليها أبد الدهر مر الوقت وللأسف خاب رجائي وعاد إلى إهماله لينشغل برفاقه وبتركي لساعات طويلة أجلس بمفردي طوال فترة أجازته ربما لو كان يمنحني ما يعطيه لهم لما شعرت بمثل ذلك الفراغ القاټل ألهيت عقلي في بعض الأمور لكن بقيت رغبتي في الشعور باهتمامه الحقيقي بي وإن كان بسيطا شاغلي الأكبر حاولت ألا أبحث له عن ذرائع للخلاف أو الجدال وقررت أن أصنع سعادتي بنفسي إن كان لا يلاحظ إهماله لي ورغم هذا أوجعني بل أصاب قلبي حينما رأيت تلك الرسالة التي وعدني بالحفاظ عليها ملاقاة بعدم اكتراث خلف الكومود الملاصق للفراش انحنيت لألتقطها وأنا أكافح عبراتي التي غزت مقلتاي قاومت رغبتي في البكاء معتقدة أنه نسي وضعها في مكان آمن ليحفظها تغبرت بالأتربة وبهت حبرها واختلط بسبب تساقط الماء عليها طويتها بحرص وقررت أن اختبر صدق وعده لي أخفيت الرسالة في جيبي ثم أتيت إليه لأقول بابتسامة مصطنعة.
حبيب
رفع رأسه عن شاشة هاتفه المحمول ليسألني بفتور شبه ملحوظ
ما الأمر ناردين
جلست إلى جواره فخبأ هاتفه كي لا ألحظ ولو مصادفة ما يطالع باهتمام مريب تغاضيت عن تلك النقطة لأسأله
أين وضعت الرسالة التي كتبتها لك
رد متعجبا
أي رسالة
صدمة أخرى تلقيتها في صدري لتزيد من إحباطي الموجع نحوه رددت موضحة
التي وعدتني بالحفاظ عليها
فرك ذقنه بحيرة واضحة عليه بدا كمن نسي الأمر كليا ثم رد مازحا.
لا تقلقي إنها موجودة هنا
ادعيت الابتسام رغم يقيني بعدم معرفته لمكانها وللضرر الفادح الذي أصابها أمسك حبيب بيدي ليضعها على قلبه ثم أرخى أصابعه لأسحب كفي قبل أن يكمل بهدوء لكنه بدا جادا للغاية
اعلمي ناردين أني لست رومانسيا مثلك أنا شاب واقعي لا أجيد التعبير عن

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات