الجمعة 27 ديسمبر 2024

مشتل الورد بقلم تسنيم هشام

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

المشتل الآخر وصل إليه وقبل أن يتحدث مع أي حد قد سړقت أنظاره تلك الورود التي يراها لأول مرة ورود غريبة الأشكال والألوان لم يرى مثلها من قبل. 
كانت فيروز جالسة على مكتبها الذي يقع بواجهة المدخل الخاص بمشتلها تقرأ إحدى رواياتها المفضلات بإندماج تام مع الأحداث التي أمامها ولم تشعر بذلك الذي دلف لمشتلها ويتجول به بين زهوره النادرة..
حمحم مروان بخفوت ناظرا لتلك التي تقرأ رواية بعنوان غيث وهي تنظر لها بملامح تتغير كل ثانية تارة تنظر بملامح مندهشة وتارة أخرى بملامح حالمة.. 
ضحك بخفوت عليها وعلى ما تفعله ثم أردف بهدوء قائلا
_لو سمحتي يا آنسة..
نظرت فيروز تجاهه بإنتباه وقد وضعت كتابها جانبا ووقفت أمامه قائلة
_ معلش أسفه مخدتش بالي إن حضرتك دخلت نعم أقدر أساعدك إزاي..
أردف مروان بهدوء قائلا
_عايز بوكيه ورد تيولب أبيض وتزينيه بطريقة كويسة.
أومأت له بالموافقة لتذهب وتحضر الورود غافلة عن ذلك الذي يراقبها من بعيد ويراقب ما تفعله ترص الورود بكل عناية بالباقة لتربطهم بشريطة حمراء بشكل لطيف. 
بعد أن انتهت رآها وهي تتجه إليه حاملة الباقة بين يديها ومدتها له وهي تقول ببسمة بسيطة
_إتفضل يارب تعجب حضرتك.
أخذ منها باقة الورود ورحل تاركا إياها تكمل روايتها وتعيش بين أجوائها لتمر شهور عدة وهو يذهب لها يوميا ليأخذ باقة ورود التيولب غيرت به الكثير من الأشياء تلك الفتاة. 
ليصبح مروان إجتماعيا أكثر كما كان وتعود بسمته على وجهه فقط لأنه يرى وجهها الذي أصبح رؤيته تمثل له إدمانا. 
لا يهم إن كان يذهب لقبر سارة أم لا فهو قد تقبل الواقع والحقيقة أنها قد ماټت الذي يهم هو رؤيته لها يوميا. 
وصدقا هو لم يحب سارة يوما كان زواجهما تقليديا للغاية بل أكثر من التقليدي هو فقط أحب المودة والمحبة التي نشأت بينهما.
بيوم كان بالمشتل يشتري باقة من زهور التيولب وبنفس الوقت الذي هو بالمشتل به دلفت طفلة صغيرة للمشتل وركضت نحو فيروزته ا. 
ليقف مروان بتعجب شديد لا يعلم ما يحدث ومن تلك الصغيرة ليسمعها تقول جملة كسرت كل أمل نمى بداخله وكل ذرة حب زرعت بقلبه.
_وحشتيني أوي يا ماما الحمدلله بابا رضي يجبني النهارده بدري.
ليظل هو واقفا لا يعلم ما عليه فعله كسر فؤاده لفتات صغيرة كان يظن أنها ليست متزوجة هو يأتي هنا يوميا ولمدة أربعة أشهر بالطبع إن كانت متزوجة كان سينتبه. 
وبعد أحضان وقبلات كثر بين فيروز وابنتها براءة نظرت هي إلى ذلك الواقف ورأت بعينيها نظرات متحسره لتعلم ما يدور بباله تحركت نحوه لتقول ببسمة تأسر قلبه كلما نظر إليها
_على فكره أنا مطلقة مش متجوزه.
ونظرت إليه ببسمة بسيطة فهي أيضا بعد أن أضحى
يأتي إليها

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات