مشتل الورد بقلم تسنيم هشام
المشتل الآخر وصل إليه وقبل أن يتحدث مع أي حد قد سړقت أنظاره تلك الورود التي يراها لأول مرة ورود غريبة الأشكال والألوان لم يرى مثلها من قبل.
كانت فيروز جالسة على مكتبها الذي يقع بواجهة المدخل الخاص بمشتلها تقرأ إحدى رواياتها المفضلات بإندماج تام مع الأحداث التي أمامها ولم تشعر بذلك الذي دلف لمشتلها ويتجول به بين زهوره النادرة..
ضحك بخفوت عليها وعلى ما تفعله ثم أردف بهدوء قائلا
_لو سمحتي يا آنسة..
نظرت فيروز تجاهه بإنتباه وقد وضعت كتابها جانبا ووقفت أمامه قائلة
_ معلش أسفه مخدتش بالي إن حضرتك دخلت نعم أقدر أساعدك إزاي..
_عايز بوكيه ورد تيولب أبيض وتزينيه بطريقة كويسة.
أومأت له بالموافقة لتذهب وتحضر الورود غافلة عن ذلك الذي يراقبها من بعيد ويراقب ما تفعله ترص الورود بكل عناية بالباقة لتربطهم بشريطة حمراء بشكل لطيف.
بعد أن انتهت رآها وهي تتجه إليه حاملة الباقة بين يديها ومدتها له وهي تقول ببسمة بسيطة
أخذ منها باقة الورود ورحل تاركا إياها تكمل روايتها وتعيش بين أجوائها لتمر شهور عدة وهو يذهب لها يوميا ليأخذ باقة ورود التيولب غيرت به الكثير من الأشياء تلك الفتاة.
ليصبح مروان إجتماعيا أكثر كما كان وتعود بسمته على وجهه فقط لأنه يرى وجهها الذي أصبح رؤيته تمثل له إدمانا.
وصدقا هو لم يحب سارة يوما كان زواجهما تقليديا للغاية بل أكثر من التقليدي هو فقط أحب المودة والمحبة التي نشأت بينهما.
بيوم كان بالمشتل يشتري باقة من زهور التيولب وبنفس الوقت الذي هو بالمشتل به دلفت طفلة صغيرة للمشتل وركضت نحو فيروزته ا.
_وحشتيني أوي يا ماما الحمدلله بابا رضي يجبني النهارده بدري.
ليظل هو واقفا لا يعلم ما عليه فعله كسر فؤاده لفتات صغيرة كان يظن أنها ليست متزوجة هو يأتي هنا يوميا ولمدة أربعة أشهر بالطبع إن كانت متزوجة كان سينتبه.
_على فكره أنا مطلقة مش متجوزه.
ونظرت إليه ببسمة بسيطة فهي أيضا بعد أن أضحى
يأتي إليها