الجزء الأول .. رواية يارا رشدي
انت في الصفحة 1 من 40 صفحات
خنجر غدر بقلم يارا رشدي الجزء الأول. حصري
تقف في المطبخ تقوم بطهو الطعام وتحمل الصغيره علي ذراعيها التي تصيح باكيه هتفت وهي تهزها هاتفه بتعب.. بس بقي يا ملوكه
وصل اليها صوت جرس الباب بالاضافه إلى رنين الهاتف قامت باخفاض النيران علي الاناء ثم توجهت ناحيه الباب وقامت بفتحه ليظهر ابنها الاكبر وهو يرتدي الزي المدرسي ويحمل الحقيبه علي ظهره هتفت وهي تناوله الصغيره التي تصيح باكيه.. شيل اختك شويه وحايلها.
ضړبت وجهها بخفه عندما تذكرت وهتفت.. اووبس سوري يا رشاد والله كنت فاكره احطهملك الصبح اول ما اصحي بس نسيت خالص
.. وانا اصرفها فين نسيت! منظري ايه قدام العملاء دماغك دي فيها ايه علشان تنسي حاجه مهمه زي كده روحي يا لبني روحي دلوقتي.
احضر الصغير شقيته التي تصيح وهتف.. ملك مش راضيه تسكت خالص يا مامي
تنهد لبني وهي تناول الصغيره وقالت.. روح غير هدومك وخد شاور لحد ما الغداء يخلص.
انتهت من وضع الطعام علي الطاوله وجلست العائله باكملها لتناول الغداء هتف رشاد وهو يتناول قطعه اللحم المحمره.. اللحمه عامله كده ليه دي محروقه!
.. مكنتيش قادره تاخدي بالك وانتي بتحمريها يعني لا مركزه في طلباتي ولا في شغل البيت امال بالك مشغول في ايه دي بقيت عيشه تقرف
قالها ونهض من مكانه وترك الطعام اخفت وجهها بين يديها بحزن شعرت بعمرو وهو يرتب عليها قائلا.. متزعليش يا مامي اللحمه طعمها حلو انا اصلا بحبها محمره خالص كده.
دلفت إلى غرفه المكتب الخاصه بزوجها ثم هتفت.. انا طلبتلك دليفري بدل الاكل إلى معجبكش
هتف وعينيه مصوبه علي الحاسوب.. لا شكرا مش عايز نفسي اتسدت
.. والله يا رشاد اللحمه انا حطيتها في الزيت عادي علشان تتحمر وكنت واقفه جمبها ومركزه
.. انا اسفه اوعدك مش هتكرر تاني يلا قوم قبل الاكل ما يبرد
واخيرآ رفع عينيه عن شاشه الحاسوب وقال.. قولتلك مش عايز انتي ايه مبتفهميش!
اقتربت منه وهتفت بابتسامه.. انا طلبتلك الحواوشي والكباب إلى بتحبهم ووصيته يكتر السلطه والطحينه
قال جملته الاخيره بعصبيه
.. حاضر يا رشاد حاضر
قالت جملتها تلك بحزن ثم خرجت...وفي منتصف الليل انتهت من اعمالها باكملها راح طفلها عمرو في النوم اما الصغيره مازلت مستيقظه لا تريد النوم نظر رشاد الجالس علي الاريكه يتابع التلفاز.. هي مش ناويه تنام النهارده ولا ايه!
.. مش عارفه مالها الايام دي بتزن كتير ومبتنامش
قالتها لبني وهي تهز الصغيره ليقول رشاد.. اتصرفي ونيميها انا مش هفضل سهران كتير عندي شغل الصبح.
فهمت ما يقصده حركت راسها بالايجاب ثم نهضت إلى غرفه الاطفال وظلت تتحرك بالصغيره حتى تغفو مر الوقت ومازلت الصغيره مستيقظه ترفض النوم وقف رشاد علي باب غرفه الاطفال قائلا.. مش عارفه تنيمي بنتك!
.. بحاول والله معاها اهو
.. خلاص اهي ساكته سيبيها علي سريرها وتعالي
.. لو قومت من جمبها هتعيط استني ربع ساعه لحد ما تنام
.. هي بتلعب مع نفسها اصلا مش هتحس بيكي يلا مستنيكي
قالها ورحل نفخت هي بضيق لا يهمه شئ سوي نفسه فقط نهضت من جانب الصغيره بهدوء حتى لا تشعر ثم اتجهت ناحيه غرفه نومها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح تبكي الصغيره ولم تصمت ثانيه واحده وكل لحظه صوت بكاها يرتفع اكثر واكثر
استيقظ عمرو علي صوت بكاء الصغيره وظل يحاول ان يجعلها تكف عن البكاء اما في عند لبني هتفت.. ثواني اروح اشوفها
منعها هو من ان تنهض هاتفآ.. عمرو اكيد هيصحي علي صوتها ويسكتها.
وصوت بكاءها لم تتحمله لبني كيف تبكي صغيرتها هكذا وهي تتركها...اغمضت عينيها بحسره وهي تتمني ان يمر الوقت حتى تذهب إلى ابنتها
ظهر صوت عمرو وهو يطرق علي الباب ويحمل الصغيره قائلا.. مامي ملك بټعيط جامد ومش عايزه تسكت
ورشاد لم يهتم.
.. يا رشاد ملك نفسها اتقطع من العياط هروح اشوفها وارجعلك تاني.
لم يهتم بكلماتها تلك ولا بصوت طرقات عمرو وبكاء الصغيره وبعد مرور بعض الوقت هتف.. روحي شوفي بنتك
نهضت من مكانها ثم خرجت من الغرفه تناولت الصغيره من عمرو ثم ضمتها إلى احضانها وهي تمرر يديها علي ظهرها وتهدئها والصغيره تشهق من بالبكاء وتصرخ بل توقف دقيقه واحده
.. كل ده يا مامي مش سامعه انا خبطت كتير عليكي.
نطق