تربصت بأعيني
فقد اقترب الغروب وبعد بحث مطول لمح منزل كبير بعض الشيء يشبه الفنادق ...قديم ويحاوطه الأشجار من كل جانب..
وأخيرا وجد ضالته وقريبا جدا من مراده..
اقترب بالسيارة وأوقفها أمامه ثم هبط يقترب من الباب وهو يتلفت بحيرة من هدوء المكان العجيب فصوت الطيور هو المهيمن على المكان..
وجد الباب الخشبي الكبير مفتوح على مصرعيه..
السلام عليكم .. حد هنا..!
المكان قديم لكنه نظيف وأثري جدا تقليدي ولا يحمل أي أثر للتطور .. جميع الأثاث خشب بني من أخشاب الأشجار دون طلاء..
لا تلفاز ولا أي شيء .. منضدة كبيرة من حولها سبع مقاعد وصور الحيوانات القديم معلقة على الجدران..
الأرض خشبية لامعة..
وفي أحد الأركان مكتب طويل كمكاتب الإستقبال..
إنت مين.!
الټفت بفزع ليجد فتاة بخصلات حمراء ثائرة تقف على عتبة الباب ويقف على كتفها بومة كبيرة الحجم بيضاء اللون.. وتملك أعين للمرة الأولى يراها بحياته....
ولا يدرك أنه ولج للچحيم بأقدامه ومن هنا ستكتب حكاية جديدة يتربص به أعين قاټلة..
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الثاني ٢
تميم.
وبعدين! أعمل أيه يعني!
تعجب من نبرتها الحادة ونزاقتها في الحديث استغفر سرا وردد بهدوء
بصراحة أنا عندي شغل هنا في المنطقة والغروب هل وأنا مخلصتش ومحتاج مكان أقعد فيه فلقيت المكان ده أقدر أحجز أوضة هنا..
نظرت بعدم إهتمام ثم تحركت خلف المكتب وسحبت ورقة صفراء قديمة وتسائلت بنبرة جافة وهي تضع البومة على طرف المكتب
رغم تعجب تميم من تلك الفتاة وطريقتها ووقاحتها إلا أنه قال وهو يمد يده يجذب هويته من محفظته
تميم حسين نعمان .. اتفضلي يا أبلة البطاقة..
رفعت رأسها وقلبت عينيها وهي تردد بسخرية وبرود
أبلة!!
لم يعلق تميم وهو بقمة تعجبه من هجوم تلك الفتاة عليه .. أهذه طريقتها أم أنها متعمدة أن تفعل هذا!
أوضة تسعة.....
ونادت وهي تتحرك للأعلى
فتحية ... فتحية..
أتت فتحية تتثاءب من الداخل
خير يا ست البنات..
قالت بلامبالاة وهي تشير نحوه بينما تصعد الدرج الداخلي
في ضيف جديد..
أفاقت فتحية ونظرت نحو تميم فغمرتها السعادة وهتفت مرحبة
أهلا أهلا يا فندم .. ربنا يزيد ويبارك..
أجلى صوته وقال بإحترام
قولت للأبلة إن محتاج مكان أقعد فيه يومين .. هي أخدت البيانات والبطاقة وأنا أخدت مفتاح الغرفة ممكن أعرف تكلفتها..
ابتسمت فتحية بإتساع وقالت بلباقة
كلها حاجات بسيطة يا فندم تقدر تدفع تكلفة يوم بيوم لو حابب أو أيامك كلها مع بعض مفيش مشكلة وهنقدم لحضرتك وجبة فطار وغدا ووجبة خفيفية للعشا..
تنهد تميم براحة وقال وهو يحمل حقيبته
شكرا جدا لحضرتك..
وصعد يبحث عن الغرفة ٩ والتي سيندلع منها جحيمه الأبدي..
ظل يسير في الرواق ذا الإضاءة الخاڤتة والهادىء هدوء ممېت..
المكان هادي ...دي حاجة كويسة علشان أقدر أجمع أفكاري..
خرج محروس من القبو وهو يمسح يده لتقابله فتحية بفرحة غامرة..
ضيف جديد يا معلم..
ابتسم ببهجة وهتف
خير وبركة .. على الأقل نقدر نكمل بيه العدد المطلوب.
وتسائل
لواحده.!
أيوا شاب لواحده..
غريبة!! إللي بيجي هنا بيبقى معاه صحبة أو على الأقل بنت..
ملناش دعوة بقاا يا معلم المهم المصلحة..
طب مقالش جاي ليه.
بيقول عنده شغل في المنطقة وبصراحة الست غفران هي إللي استقبلته وسجلته..
مش عارفة بتقابل الزباين بوش ناشف ليه كدا دا الراجل خاف منها..
ردد بفخر
دي طبيعة غفران مټخافيش هي عارفة شغلها كويس لازم تسيب بصمة على كل واحد كدا..
طب هنفذ عالطول ولا أيه..
لا اصبري شوية على ده .. لغاية ما أحل المشكلة مع جماعة الدباحين.
ظلت تسير ذهابا وإيابا في الغرفة دون تهاد ثم جلست وهي تتنفس مسرعة أمام حائط أبيض اللون أملس الملمس أمسكت حجر أسود صغير ثم أغمضت عينيها برطوش الحجر الأسود تطبع أشياء عشوائية مستخدمة موهبة لا تعلم من أين أتتها في كسر حاجز الملل الذي يقيدها في تلك الحياة..
وبعد ما يقرب النصف ساعة فرقت جفنيها على مهل لترى النتيجة..
لكن...!!!
فزعت وارتدت للخلف بوجل حين رأت عينيها ما لم يخطر لها على بال..
أليس هذا الشخص الذي رأته منذ قليل الذي يدعى تميم..
لماذا....!!!!
وكيف هذا..!!
ألأنه أخر شيء رأته ...لكن لم يحدث هذا من قبل..
بسرعة أمسكت بكوب الماء وأراقته فوقها ليهبط سائل أسود شوه معالمه..
أخذت تزيل ما وضعت بقطعة قماش ثم خرجت الشرفة وجذبت فرشاة ووعاء به طلاء أبيض ورجمت كل الأثر كعادتها..
مجرد صدفة لا أكتر يا
غفران..كلها ساعات وهنفذ..
أشعلت موسيقى عشوائية وبدأت تتحرك حركات أكثر عشوائية حتى ثارت خصلاته ونفذت طاقة الملل لديها..
علا صوت البومة فابتسمت وخرجت للشرفة لتجدها تقف على الجدار..
حملتها ومسدت على ريشها الأبيض الناعم
بو إنت بتنادي عليا ليه..
هندت البومة بنعومة فهمست لها غفران بشرود
مليت أووي يا بو .. هفضل في الملل ده كتير .. كمان القرية مش حلوة ومش بحب أنزلها..
لولا إنت يا بو
مسلية وقتي وملار كمان