رواية رائعة بقلم الكاتبة شاهندة
انت في الصفحة 1 من 70 صفحات
الفصل الأول
فجأة تلاشت من بين يديه وكأنها لم تكن فى منذ ثوان..إنتفض يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها صړخ بإسمها فى لوعة..ليحيره صوت يأتيه من بعيد ..هل هو صوتهالا إنه ليس بصوتها أبدا..ولكنه وعلى الرغم من ذلك صوت يعرفه جيدا ..إنه صوت راوية والتى كانت تقول بقلق
يحيي..فوق يايحيي.
فتح يحيى عيناه ببطئ ليجد عينا راوية فى مواجهته وهي تنظر إليه فى حزن إمتزج بالقلق ..لقد بات يعرف تلك النظرة جيدا ..فقد باتت تتكرر مؤخرا بشكل أشعره بالذنب ليشيح بعينيه عنها وهو ينأى بجانبه مانحا إياها ظهره ليتمالك نفسه التى ضاعت فى عشق أخرى..مسببا الألم لكليهما..فقد أدرك فى الآونة الأخيرة أن راوية تعلم بأن قلبه مشغول بسواها..ربما لا تعلم من هي ولكنها متأكدة من وجودها فى قلب زوجها ..قلب يحيي الذى يأبى أن ينساها رغم مرور كل تلك السنوات على فراقهما..ورغم انه لم يرها خلالهم ولو لمرة واحدة ولكنه لم يستطع إخراج صورتها من خياله ولا عشقها من قلبه رغم محاولاته المستميتة لفعل ذلك.
يحيي..إنت كويس
تجمد جسد يحيى تحت يدها لثوان قبل أن يلين قائلا
أنا كويس يا راوية متقلقيش..ده مجرد كابوس وفقت منه خلاص.
ليلتفت إليها ثم يمسك وجهها بين يديه طابعا خفيفة على جبهتها قائلا
إرجعى نامى إنتى وأنا هقوم آخد شاور وألبس عشان إتأخرت على الشغل.
كلمتها يايحيي..كلمت رحمة
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود
إنتى لسة مصممة ياراوية إنها تيجى هنا من تانى
قالت راوية بحزم
أيوة يايحيي..أنا مصممةقلتهالك كتير..ليه مش قادر تفهمنى
مال بجانب وجهه يقول بصوت خال من المشاعر
إنتى عارفة إنى مش حابب وجودها هنا فى البيت معانا وعارفة السبب .
إسمعنى بس يايحيي..رحمة ملهاش ذنب فى مۏت هشام ولازم كلكم تفهموا ده..رحمة مش ممكن تكون السبب فى مۏته..انتوا كلكم ظالمينها.
نظر يحيي إلى عيون راوية قائلا فى برود
رحمة انتهت بالنسبة لنا كلنا من زمان ياراوية ..من قبل حاډثة هشام ..ولا نسيتى
sy
أطرقت راوية برأسها فى حزن ليزفر يحيي وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع عينيه ليقول هو بحنان
كان نفسى أفضل جنبك طول العمر بس إرادة ربنا بقى.. أو يمكن عقابه لية عشان كنت عارفة الحقيقة وخبيت عنك..كنت أنانية..ومفكرتش غير فى حبى ليك..مع إنى متأكدة إن عمرك ما حبيتنى ..إنت حبيتها هي وبس..وهي كمان..هي كمان محبتش غيرك..غلطة
قال مراد بنبرة حاول أن يجعلها طبيعية قدر الإمكان
هتخليها تيجى بجد يايحيي
نهض يحيي وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج قائلا فى جمود
مكنش أدامى حل تانى ..أنا أكتر واحد مش حابب إنى أشوفها أدامى من جديد..بس راوية طلبت منى إنها تشوفها كتير وأنا ماطلت أكتر..ومبقاش فيه وقت زي ما قالت..وأنا خاېف.
خاېف من إيه بس
ابتلع يحيي ريقه بصعوبة وهو يلتفت مواجها عينا أخيه ومستطرد فى ألم
خاېف يامراد..خاېف أندم بعد كدة إنى حرمتها من إنها تشوف أختها..يمكن للمرة الأخيرة.
مزقت نبرات يحيي الحزينة نياط قلب مراد..ليربت على كتفه قائلا بعطف
شايل كتير ياأخويا جوة قلبك..ومضطر تشيل أكتر..وللأسف مش بإيدى حاجة أقدر أخفف بيها عنك.
تمالك يحيي نفسه وهو يرى نظرة الشفقة فى عيون أخيه..ليربت على يده الرابضة على كتفه قائلا بهدوء
أنا كويس يامراد..متقلقش علية.
ثم إبتعد متجها إلى مقعده خلف مكتبه ليجلس عليه قائلا
المشكلة دلوقتى فى وجودها هنا معانا تحت سقف بيت واحد والمشاكل اللى هتيجى من وراها.
عقد مراد حاجبيه قائلا
قصدك إيه
تراجع يحيي فى مقعده وهو ينظر إليه نظرة ذات مغزى قائلا
يعنى مش عارف يامراد أقصد إيه
ظهر التوتر على محيا مراد ليقول بإرتباك
لو قصدك ..يعنى..الموضوع القديم ده..يبقى إنسى..ومتقلقش خالص ..أنا نسيت رحمة