السبت 28 ديسمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 6 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


في عبنا. والله أعلم هما ناويين على أيه. ماهى حاجة بالعقل كده. أيه اللى يخلى امهم تقول على مكانهم فجأه كده أكيد بيخططوا لحاجة.
هتف إبراهيم بعصبية أسمع يا وليد انا عارفك كويس وعارف انت عاوز ايه وعارف أمك بتحط في دماغك ايه لكن لازم تعرف ان دول ولاد اخويا علي اللى اتحرمنا منه وهو لسه في عز شبابه ومش هنفرط في ولاده أنت فاهمنى ولا لاء

قال وليد بسخرية مش لما تتأكدوا أنهم ولادوا فعلا مش ولاد راجل تانى.
قام والده في انفعال وقد احمر وجهه غاضبا وصاح في وجهه والله لو كررتها تانى لقطعلك لسانك. أنت فاهم ولا لاء. أنت مين يابنى اللى دخل في مخك الكلام الفارغ ده
أطرق وليد برأسه بينما اتجه إبراهيم إلى الإريكة ليجلس عليها محاولا تهدئة الموقف ثم قال بثقة
قالتلك انت وبس ولا قالت لاختك كمان الكلام الفارغ ده
وقف وليد مدافعا وقال في سرعة لا يا بابا ماما مالهاش دعوة بالموضوع.
ابتسم إبراهيم وهو يقول بهدوء هو أنا جبت سيرة أمك دلوقتى.
جلس وليد بعصبية فلقد استطاع والده أن يعرف منه كل شىء بدون مجهود وشعر بيد والده توضع على كتفه قائلا له بتفهم
أسمع يا وليد يابنى مالوش داعى كل اللى بتعمله ده. اللى انت خاېف منه مالوش اساس من الصحة وجلس خلف مكتبه وهو يتابع حديثه قائلا.
عمك علي الله يرحمه أخد ورثه من جدك كله وخرج من الشركة ومضى ورق على كده يعنى الشركة والمشاريع بتاعتنا دى بينى وبين عمك حسين بس. ريح نفسك وطمن أمك. ده اللى ليك تعرفه لكن تجيب سيرة عمك علي وولاده بالشكل ده تانى مش هسكتلك. فاهم.
خرج وليد حانقا من مكتب والده وخرج من الشركة متوجها إلى سيارته ولكنه تصادم مع يوسف ابن عمه الذي قال
ايه يابنى واخد في وشك كده ليه. رايح فين دلوقتى
هتف وليد بعصبية سبنى في حالى يا يوسف انا مش طايق نفسى
ضحك يوسف وقال شكلك واخد دش بارد
أشاح وليد بوجهه وهو يفتح باب سيارته أيوا أتسلى عليا بقى لا يا حبيبى مش هديلك الفرصة دى عن أذنك.
ركب سيارته ولكن يوسف فتح الباب الآخر وركب بجواره وأغلق الباب وقال ايه يابنى بس روق كده وقولى مالك
ولا حاجة مخڼوق شوية ورايح اتمشى بالعربية
يوسف طب انا جاى معاك
أنطلق وليد بالسيارة حتى وصل إلى طريق كورنيش النيل ومنه دخلا إلى أحدى السفن العائمة الكبيرة سارع يوسف إلى أحدى الطاولات وهو يقول بفكاهة
انا حجزت ده الأول. بحب اقعد جنب الشباك.
لم يستطع وليد أن يتمالك نفسه من طريقة ابن عمه الطفولية وضحك بصوت مرتفع وهو يقول
هتفضل طول عمرك عيل يابنى كلها على بعضها شباك منك لربنا على طول
ضحكا سويا بشكل طفولى ألتفتت لهما فتاة في أوائل العشرينيات وتفحصتهما قليلا ثم التفتت إلى صديقتها التي تجلس معها على نفس الطاولة وقالت
شايفة ولاد العز شكلهم أيه يا مريم
قالت مريم بصوت هامس بصى قدامك يا سلمى كده هياخدوا بالهم انك باصة عليهم ميصحش كده.
همست سلمى بميوعة طب ماهو ده اللى أنا عايزاه. حد لاقى يابنتى
قالت مريم بتوتر انا مبحبش أخرج معاكى علشان كده. علشان طريقتك دى
ولما انت ياختى مبتحبيش طريقتى بتخرجى معايا ليه. أقولك انا ليه. علشان انا اللى بظبطك وبوديكى الأماكن النضيفة دى
هتفت مريم معترضة ياسلام هو انا يعنى معرفش آجى هنا من غيرك.
قالت سلمى بثقة لا تعرفى بس معندكيش الجرأة. أنت كده على طول عين في الشرق وعين في الغرب تبقى عينك هتطلع على الحاجة وعاوزه اللى يجبهالك لحد عندك لكن انت متتحركيش ناحيتها أبدا
همست مريم بحنق ماشاء الله وحللتينى نفسيا كمان
هزت سلمى رأسها موافقة وقالت اه حللتك وعارفاكى. حتى الحجاب اللى انت لابساه ده مصره تلبسيه علشان اخواتك بس ميزعلوش منك لكن انت نفسك في اللى يقلعهولك.
وقفت مريم بعصبية وقالت بحنق كده يا سلمى طب انا غلطانة انى خرجت معاكى أصلا. انا ماشية
وأخذت حقيبتها وانصرفت كانت سلمى ستتركها ولكنها في لحظة لمعت فكرة في عقلها ووجدتها فرصة لا تعوض حتى تلفت نظر الشابين إليها نهضت على الفور ولحقت
بمريم وتكلمت بصوت مرتفع قليلا
تعالى بس يا مريم متبقيش عيله بقى عيب كده هنخسر بعض علشان ايه يعنى
ألتفتت إليها مريم بدهشة وقالت وطى صوتك يا سلمى الناس بتبص علينا.
نجحت سلمى في لفت انتباه وليد ويوسف لهما ولمحت وليد ينظر إليها ويتفحصها بنظرة تعرفها جيدا ولكنها تجاهلت ذلك وقالت لمريم
تعالى بس يا مريم استهدى بالله تعالى يا ستى انا آسفة
وعادت بها إلى الطاولة مرة أخرى جلست سلمى وهي مازالت مريم قائلة
خلاص بقى متبقيش حماقية. ها تشربى ايه انا عازماكى
أجابتها مريم بضيق مش عاوزة حاجة
لا والله لازم تشربى هجبلك ليمون يروق دمك.
مازال وليد ينظر إلى سلمى ويتابع حركتها الملفته للأنظار وهو يوجه حديثه ليوسف قائلا
شايف يا يوسف يابن عمى الطلقتين دول
ثم تابع بنظرات شيطانية بس فيهم بصراحة طلقة أرض جو
ألقى يوسف إليهما نظرة عابرة والټفت في الاتجاه الآخر ناظرا لمياه النيل وهو يبتسم بسخرية ويقول
مفيش فايدة فيك. متعصب ومضايق وفي لحظة قلبت وبص الطلقتين دول. قولى صحيح يا وليد هو انت ابن عمى بجد ولا ابن عمى لحد ما تفرج بس.
أطلق وليد ضحكة عالية التفتت لها سلمى ونظرت له بدلال ثم عادت ونظرت إلى مريم مرة أخرى وأكملت حديثها معها ولكن مريم لاحظت ما تقوم به سلمى من نظرات متوالية فقالت
سلمى لو ملمتيش نفسك همشى و اسيبك
زفرت سلمى في ضيق خلاص يا ست خضرة الشريفة خلاص. أشربى وانت ساكتة
تناول وليد قهوته ومازال يرمق سلمى بنظرات جريئة وهي تختلس النظر إليه من وقت لآخر وكأنها تراسله فقال ليوسف
شكلى دخلت دماغها يا يوسف.
مط يوسف شفته بازدراء قائلا يابنى انضف بقى. انت عمرك ما تبص لواحدة نضيفة أبدا
ضحك وليد وقال ماهى لو نضيفة مش هبصلها يا عم يوسف ولا ايه
أومأ يوسف برأسه موافقا وقال البنات زمان كان لما واحد يبصلها تتكسف وتدور وشها دلوقتى بقى البنت هي اللى بتعمل فيلم زى اللى اتعمل من شوية ده علشان نبصلها
قال وليد بخبث ما انت واعى اهو وعرفت انه فيلم أومال عامل قطة مغمضة ليه.
تنهد يوسف بقوة وهو يقول البنات المحترمة بقت تتعد على الصوابع
داعبه وليد بمرح حتى الصوابع دى هقليها في الزيت واعملها صوابع زينب واكلها
وضع يوسف حساب مشروباتهم على الطاولة وهو يقول والله أنت مسخرة. يالا بينا نشوف ورانا ايه يا دنجوان عصرك
قال وليد بتصميم وهو ينظر لسلمى لا مش همشى إلا لما آخد نمرتها. حرام عليك عنيها هتطلع عليا شكلها حبتنى زى اخوها أوعى تفهمها صح يا يوسف.
نهض يوسف وهو يدفعه من كتفه قائلا قوم يابنى انت حرمت عليك عشتك قوم. والله عال مش ناقص غير الأشكال دى كمان
قال وليد بأسف وهو يأخذ مفاتيح سيارته لالا بس البت اللى معاها حطه حجاب على شعرها وشكلها كده يدى على واحده كان
 

انت في الصفحة 6 من 79 صفحات