الخميس 26 ديسمبر 2024

سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 3 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


الأعلى على الرغم من أن المنطقة بعيدة قليلا عن سكان الجزيرة ولكن جبل لديه تلسكوب في غرفته يراقب به كل ما يحدث بين أهل الجزيرة..
وقفت زينة في مكانها لم تعد تعلم ما الذي من المفترض أن تفعله غير أن تدعي أن يمر ذلك الأسبوع بسلام كي تاخد مالها وترحل من هنا دون رجعة أبدا لقد رأت كل ما هو غريب هنا وحقا كل ما هو غريب الخدم يقولون ألقاب تعتقد أنها لم تعد موجودة من الكثير الحرس كثيرون بطريقة مبالغ بها المنطقة بأكملها غريبة بطريقة مريبة وهو ذلك الجبل الشامخ أمامها يخيفها بكل ما فيه.. لحظات لا تهتز ولو شعرة واحدة منها ولحظات ترى أن قلبها سيفقد نبضه بسبب الخۏف من نظراته مع تذكر كل ما كان يقوله لها زوجها عنه..

الأمر هنا أغرب من الغرابة نفسها..
مر الوقت وصعدت إلى الأعلى مع ابنتها وشقيقتها في غرفتهم التي ينامون بها سويا وإلى الآن لم تفهم ما الذي يحدث ولكنها استمعت إلى الخدم في مطبخ القصر يتساهمون مع بعضهم بالكلمات..
باشياء غريبة لو كانت كما فهمتها فسيكون عليها الرحيل من هنا في أسرع وقت..
كانت تقول الخادمة أن كل ما كان في مخازن العائلة تم توزيعه على الأهالي في الجزيرة! وكل منهم لديه مخبأ سري داخل بيته يخفون فيه الأشياء الذي يريد جبل أن يخفيها ولا يوجد هناك أحد يستطيع الاعتراض بل الجميع يستمع إليه حبا وتعاون!..
أتت الشرطة وقامت بالتفتيش في القصر والمخازن ولم تجد شيء فرحلت! لم تفهم ما محتوى هذه الأشياء الذي يخفونها والجميع يعلم بها الناس على الجزيرة والحرس والخدم وأهل القصر هي فقط من لا يعرف إذا هناك شيء يخفونه عليها وربما يكون هذا الشيء غير قانوني وېخافون منها لذا سيحاولون الإسراع في إجراءات الميراث لكي ترحل من هنا..
تنهدت بصوت عالي وهي تشعر بالراحة عندما توصلت إلى هذا الحل فهي لا يهمها إن كان قانوني أو غيره كل ما تريده الابتعاد عن هنا مع حقها وليذهب الجميع من بعد ذلك إلى الچحيم..
أغمضت عينيها وأراحت رأسها إلى ظهر الفراش تستند عليه وهي جالسة فوقه ممدة القدمين غامت على عقلها ذكرى راحله منذ أكثر من السبع سنوات..
أقتربت من زوجها يونس في الفراش بعد أن وضعت فتاتها الصغيرة في فراشها لقد أرهقتها كثيرا وهي تحاول معها أن تجعلها تنام لتجعلها هي الأخرى تأخذ بعض الوقت الذي تريح به جسدها..
كان يضع نظارات طبية يتمسك بالحاسوب النقال الخاص به يدقق بما يعرض أمامه استمع إلى صوتها وهي تستقر على الفراش جواره
بس أخوك ده صعب أوي يا يونس.. إتم كده مش بيضحك مش بيتكلم ولا بيعمل أي حاجه غير يخرج ويدخل وهو مكشر
أجاب على حديثها بجدية وعينيه مازالت على حاسوبه
هو جبل كده على طول بتاع شغل وبس
ضيقت عينيها عليه وقالت بفتور
هو شغال ايه
حرك رقبته للناحية اليمنى ثم اليسرى وقال بلا مبالاة وبساطة
محامي.. بيشتغل محامي
رفعت حاجبها الأيمن وهي تنظر إليه تلوي شفتيها باستغراب
ده محامي غريبة أوي
اشمعنى!
ده مش شكل محامي خالص ولا طريقة محامي.. مش أسلوب يعني وبعدين عمري ما شوفته داخل ولا طالع بشنطه ولا حتى عنده مكتب وبعدين مكتب ايه ومحامي ايه هو المكان اللي هما فيه ده محتاج محامي ده فيه مدرسة بالعافية
رفع بصرة من على الحاسوب تاركا إياه جواره على الكومود وأبعد نظارته الطبية عنه
وفي وحدة صحية كمان
ارتفعت ضحكاتها فجأة غير مسيطرة على نفسها ثم وضعت يدها على فمها عندما تذكرت الصغيرة النائمة وتفوهت بسخرية
يا شيخ وحدة صحية بحالها دا مكان أسري بقى
تابعها بنظراته ولم يهتم بحديثها المهمين على مكان معيشة أهله ولكنه قال بجدية
طبعا واحدة زيك هتقول ايه غير كده عايشة في دبي في منطقة راقية مرات راجل مقتدر وشايفة الدنيا على كيفك.. بس أحب أقولك إن الجزيرة فعلا فيها مكان أثري
اعتدل على الفراش مثلها يمدد قدميه مستندا برأسه إلى الخلف واستمع إلى تفوها المتأكد
الجبل
اومأ إليها برأسه دون الحديث فسألته بجدية ناظرة إليه بعمق
ليه منعتني أقرب منه
اعتدل مرة أخرى وجلس على الفراش ناظرا إليها بجدية وحزم وبدا على وجهه أن ما يقوله لا يسمح بالنقاش
علشان الجبل ده مش لينا.. ولا أنا ولا أنتي ولا ممكن أبدا نقرب منه مهما كانت الظروف الجبل محدش بيروح عنده ولا بيدخله ولو بيحصل غير كده بردو أنا وأنتي لأ ولو حصل نصيب ورجعنا هناك تاني إياكي تروحي جنبه
تسائلت باستغراب عندما رأت تحوله المفاجئ
ليه كل ده
أكمل قائلا بنفس نبرته القوية الحازمة
علشان ده خاص بجبل أخويا وأي حاجه خاصة بيه أبعدي عنها.. جبل مش سهل واللي بيقرب من حاجته بياكله أكل
صاحت وهي تشيح بيدها تجاهه بعصبية
ايه ايه اهدا الله هو كان اشتراه بفلوسه ولا مكتوب بإسمه مش بتقول مكان أثري يعني بتاع الكل
نفى برأسه وهو يأكد عليها
لأ بتاع جبل.. اومال
 

انت في الصفحة 3 من 35 صفحات