أقدار بلا رحمة لميار خالد
لما نرجع من المدرسه
و هنا أتجه الجميع إلى براء حتي يحتفلوا بها و في تلك اللحظة لاحظت أيضا وجود بعض الكاميرات التي تلتقط لها صور و بعض الصحفيين أمامهم عاليا والدة يامن بتألقها المعتاد نظرت لهم براء بتساؤل ثم قالت
هما مين اللي مع مامتك دول يا يامن .. دول بيصوروني
فكر يامن للحظات ثم قال بعقل طفولي
نظر له كريم و قال
أيوه صح .. بابا و أصحابه بيعملوا كده لما بيشوفوا صورهم زمان
هزت براء كتفيها بعدم اهتمام و أردفت
يمكن
نعود إلى عاليا و الصحفيين .. كانت تقف بتكبر ترتسم تلك الابتسامة المصطنعة على وجهها حتي اتجه إليها إحدى الصحفيين و ركز الكاميرا عليها و سألها
ضحكت عاليا بخفة و قالت بتصنع
لازم طبعا نحس بالطبقة اللي أقل مننا و نفكر ازاي نفرحهم كمان .. و مش بس كده أنا معوده ابني كمان أنه يصاحبهم و يتعامل معاهم كويس .. أنا ضد العنصرية في المجتمع
ياريت كل الناس زيك
ميرسي متشكره جدا .. هنفضل نتكلم كتير ولا إيه خدوا لينا شوية صور كده و عايزاهم بكره يكونوا منورين في الجرايد بعنوانين حلوة
و بالفعل بدأوا في التقاط صور لهم حتي اتجهت مديرة الملجأ إلى عاليا التي كانت تقف بغرور وسط الأطفال حتي يلتقطون بعض الصور لها فانسحبت من بينهم نظرت لها المديرة بضيق و قالت
مكنش ليه لزوم كل ده يا عاليا هانم
ازاي يعني لا كان ليه لزوم .. انت كنتي عايزاني اطلع بشكل مش لطيف قدام الصحافه
لا مش قصدي .. بس إيه لازمتها الصحافه انت مفهمتنيش كل ده
زفرت المديرة بضيق ثم قالت
اللي تشوفيه
أبتسمت لها عاليا بتكبر ثم قالت
اه و مكنتش عايزاكي تقلقي أنا كلمت جوزي و هو هيتبرع بمبلغ كويس للدار هنا
كتر خيرك يا هانم
ابتسمت لها عاليا ثم ذهبت من أمامها نعود إلى براء التي كانت تفتح هداياها بفرحه شديدة إلي أن وصلت إلى هدية يامن و قد ظهرت لمعة في عينيه ينتظرها أن تفتحها بفارغ الصبر و قد ضم يديه بحماس طفولي نظرت له براء بابتسامة جميلة ثم فتحتها بهدوء لتجد بها فستان وردي صغير يتناسب مع طولها و سلسال طويل مكتوب عليه اسمها .. براء
نظرت له براء بفرحه كبيرة و قالت
حلوين بس ! دول حلوين اوي انا بحب اللون ده جدا .. بس في حاجه غريبة
حاجه ايه
السلسلة دي طويلة على رقبتي
ابتسم يامن و قال
ايوه أنا قصدت أجيبها كده و قولت لعمو يخليها طويلة
ليه بس
علشان تفضل في رقبتك لحد ما تكبري خالص و كل ما تشوفيها تفتكريني .. و عشان كل ما أشوفها في رقبتك أعرف إنك لسه فكراني
قال كريم بمزاح
اروح أنا أطفي الشمع طيب
ثم أمسك براء من يدها و سحبها خلفه و أردف
يلا بقى يا براء
ذهبت براء مع اصدقائها إلى الكعكة الخاصة بعيد ميلادها و قبل أن تطفئ شمعها صړخ يامن بها
استني .. أتمني أمنيه الاول
نظرت له براء بابتسامه و أغلقت عيونها و تمنت بداخلها شيئا ما ثم فتحتهما و اطفئت الشمع ثم ذهب الاطفال حتى يلعبوا جميعا و انصرفت الصحافه فتنفست عاليا براحه و اتجهت إلى يامن و قالت
يلا بقى ولا ايه
استني يا ماما شوية كمان بس ده عيد ميلاد براء
حبيبي يلا عشان ماما مشغوله اوي
طب أمشي و ماما كريم هتبقي ترجعنا
قولت لا .. يلا
و هنا اتجهت إليها براء و قالت لها
خليه شوية يا طنط بالله عليكي
نظرت لها عاليا بتكبر ثم قالت
مش كفاية اللي عمله ليكي ولا ايه .. معلش بقى يبقي يجي وقت تاني هو كمان مشغول و عنده مدرسه و مذاكره كتير مش زيك
نظرت لها براء بحزن و ترقرقت الدموع في عينيها بسبب كلمات عاليا القاسېة نظرت لها عاليا بابتسامة مصطنعة و في تلك اللحظة ظهر سؤال واحد في ذهنها
لماذا يعاملني الناس
بكل تلك القسۏة
و قال يامن
ماما بلاش تكلمي براء كده هي بتزعل
نظرت له عاليا بعصبية و قالت
والله .. و انت ينفع تتكلم مع ماما كده عادي
انا اسف .. خليني شوية عشان خاطري
صمتت عاليا للحظات و في تلك اللحظة صدع هاتفها رنينا فقالت ليامن
هروح اعمل مكالمه و هرجعلك تاني .. اتفقنا
صړخ الاطفال بفرحة و عادوا الي مرحهم ولكن تلك المره كانت براء صامته لا تبدي اي رد فعل ابتعدت عاليا عنهم قليلا حتي وقفت في إحدى الزوايا و ردت المتصل أردفت
بتتصل بيا ليه أنت مش عارف إني مشغوله دلوقتي!
وحشتيني