فُتنة.. من الفصل الأول إلى الرابع بقلم منى أحمد حافظ

بتشبثها به وهي تجهش في البكاء وتقول
_ بس أنا ملحقتش أشوفك ولا أقعد معاك يا معز دا ظلم حقيقي ظلم إني أتحرم منك بالشكل دا حتى إتصالك بيا بيبقى كل فين وفين أنا أنا مش عوزاك تسيبني أرجوك خليك معايا وبلاش تسافر.
أبعدها عنه قليلا وأحاط وجهها بكفيه قائلا
_ ياريته كان ينفع يا هنيدة بس دا أمر عسكري ولو عصيته هتحبس يرضيكي جوزك حبيبك يتحبس.
هزت رأسها بالنفي وعيناها تحدق به پخوف تسلل إليه ليعبس ويقول
_ مالك يا هنيدة أول مرة أشوف نظرة الخۏف دي جواكي بالشكل دا.
سالت دموعها وأردفت بجزع
_ مش عارفة يا معز أنا خاېفة أسيبك تسافر خاېفة تبعد عني قلبي بيوجعني من ساعة ما سمعتك بتوافق أنك هترجع.
أسرعت فتنة لتغادر المشفى حتى تعود إلى المنزل قبل أن ينتبه والدها إلى تأخر شقيقتها ولم تلحظ السيارة التي أتت صوبها مسرعة لتتوقف قبل أن تمسها بإنشات فلزمت مكانها ترتجف ليغادر سائقها وهو يحدق بها پغضب وما أن تبين ملامحها حتى صاح بصوت جهوري
_ ما أنا كان لازم أعرف إن واحدة مستهترة زيك دايرة من إيد لإيد من غير لا رابط ولا ظابط نهايتها إنها ټنتحر بس لو سمحتي اختاري لك عربية تانية غير عربيتي وأنتحري تحت العجل بتاعها بعيد عني علشان أنا مش ناقص مصايب. 
ازداد إرتجافها ولكنه لم يكن بسبب الخۏف بل بسبب الڠضب الذي أضرمته كلمات ذاك الشاب فيها فرفعت عينيها ونظرت إليه بحدة فرفع حاجبه بتكبر وسخرية زادتها ڠضبا فما كان من فتنة إلا أن رفعت كفها وصڤعته بقوة وأستدارت مبتعدة عنه فوقف يحدق بها بعيون قاتمة وأستسلم لغضبه ولحق بها ومد يده وأدارها پعنف ليرد لها الصڤعة التي نالت من وجنتها وجانب أذنها ترنحت فتنة حين تملكها الدوار وسقطت فجأة بين يده مغشيا عليها ليسرع محتويا إياها قبل أن ترتطم بالأرض وهو يلوم نفسه لتطاوله عليها لينتفض فجأة حين لمع ضوء مبهر أمام عينه فنظر إلى المصدر ليراه يقف مستندا إلى سيارته وبيده هاتفه يوميء إليه مبتسما بشماته.
3 ..إتقاء للفتنة.
........................
أختفى خلال لحظات من أمامه وإبتسامته تتسع بشړ ويده تضغط فوق أزرار هاتفه ليرسلها إلى وجهتها التي حددها سابقا وأنطلق بسيارته مبتعدا عن المكان بعدما نال مأربه وهو يهمس بشړ
_ أبقى وريني النزاهة هتوصل معاك لفين يا براء لما تشوف نفسك مشرف على كل المواقع وإنت حاضن الهانم اللي رافعة راسها فالسما ومتكبرة على الكل وأبقى سلم لي على أخوك.
سارع براء بالعدو بها إلى المشفى المواجهة له فأخذها منه أحد الأطباء فوقف براء أمامه مرتبكا لا يدر أين ذهبت فصاحته ليقول أخيرا باضطراب
_ أرجوك تشوف مالها وخليها تفوق.
أختفى الطبيب ومساعدته داخل إحدى الغرف لتنظر إليها الممرضة وتقول
_ دي الأنسة فتنة اللي تبع الحالة اللي فأوضة 809 يا دكتور.
زفر بضيق وهو يحقنها في وريدها قائلا
_ طيب على ما تفوق إبعتي حد من التمريض يشوف إن كان في حد فوق وخليه يجي علشان يكون معاها.
أومأت سريعا وغادرت الغرفة ليوقفها براء بقلق بسؤاله
_ لو سمحتي هي الأنسة اللي جوا فاقت ولا لسه
حدقت به بحيرة ثم إبتسمت لتطمأنه مردفة
_ الأنسة فتنة بخير أطمن هي الظاهر مأكلتش حاجة طول اليوم وضغطها وطي عموما أنا هبعت حد لأوضة قريبتها يشوف إن كان أخوها ولا ولدتها لسه موجودين إنما حضرتك تبقى مين.
ازدرد لعابه ولم يدر بما يجيبها ليخبرها بحرج
_ أنا لاقيتها واقعة فالشارع فجبتها. 
ربتت فوق كتفه بحنو وعقبت بقولها
_ كتر خيرك يا أستاذ بجد إنت عملت معاها معروف عموما حضرتك تقدر تستنى فالأستقبال لحد ما تفوق وهديلك خبر علشان تطمن.
إتجه صوب أحد المقاعد وهو يلوم نفسه لكذبه وما أن جلس حتى أرتفع رنين هاتفه فزم شفتيه وهو يجيب شقيقه فهد ليصم أذنه صوته العالي بقوله
_ إنت فين يا أستاذ
أبعد الهاتف عن أذنه وعقد حاجبيه ليعيده ويقول
_ أنا فالمستشفى يا فهد.
أتت صيحة فهد التالية لتصعق براء حين قال
_ فالمستشفى ولا أخدت الهانم اللي كنت متبت فيها فالشارع وطلعت على شقتك عموما أنا قصاد الشقة ومعايا أخوك سيف أتفضل أفتح ولا مكسوف.
إنتفض براء وهب على قدميه يحدق بهاتفه پصدمه ليقول بعصبيه مجيبا إتهام شقيقه
_ مكنش لازم أستسلم وأضعف بالشكل دا بس الحمد لله إني لحقت نفسي أنا أسف يا هنيدة حقيقي أسف بس