همس الجياد مروة جمال
صح
إيناس والدهشة تعلو ملامحها أيوه
الطبيب يا ستي أنا أختي مقيمة مع جوزها في مزرعة كبيرة قوي على طريق إسكندرية الصحرواي جوز أختي بقة المسؤول عن المكان وهو محتاج طبيب بيطري ضروري علشان مزرعة الخيول هناك وسألني إن كنت أعرف حد ها إيه رأيك
صمتت إيناس قليلا وكأنها تحاول إستيعاب ما قاله ثم تابعت أيوه بس أنا مشتغلتش قبل كده ومعنديش خبرة
إيناس مش عارفة أنا مفكرتش في الشغل خالص من زمان
الطبيب مش شايفة إن آن الآوان إنك تفكري
نظرت له بحدة وعندها أيقن الطبيب تسرعه في تلك الجملة همت ووقفت سريعا ثم تابعت المكان ده بعيد يعني في إقامة هناك
الطبيب أكيد بس طبعا ليكي أجازات
إيناس متخيلين إني كده حانسى لما تبعدوني عن هنا حانساه
إيناس بإصرار لأ ولو سافرت آخر الدنيا مش حنساه
إبتسم الطبيب وكأنه كان ينتظر إجابتها تلك ثم تابع خلاص يبقى مفيش مشكلة ولا إيه
إيناس أنا مش خاېفة بس بوضح لحضرتك
الطبيب خلاص أنا حانتظر ردك وأتمنى توافقي إحساسي إنك دكتورة شاطرة وحتبيضي وشي أستئذن أنا بقة يا أستاذ عبد الرحمن
الطبيب معلش إعفيني مرة تانية إن شاء الله
غادر الطبيب وبعدها توجهت إيناس على الفور لغرفتها لتتحاشى الحديث مع أبيها
نظرت ثريا لزوجها پغضب وقالت له في دهشة سفر سفر إيه يا أبو أيمن إحنا معندناش الكلام ده
عبد الرحمن يا أم إيناس وحقولك يا أم إيناس علشان القرار ده لمصلحة إيناس
عبد الرحمن بقالنا 6 شهور 6 شهور وحالتها بتتأخر بنشوفها بالصدفة في البيت وعلطول قاعدة عند الشباك إياه
ثريا لأ يعني لأ ماهي هناك برده حتبقى لوحدها وبرده حتقعد تفكر لا لا هنا قدامي أنا مطمنة عليها شايفاها بعيني وبعدين بنتك عمرها ما إشتغلت إتخرجت وإتجوزت علطول وبعدين إيناس تعيش لوحدها إزاي يعني هي بتعرف تعمل لنفسها حاجه لا أكل ولا شرب لا لا بنتي مينفعش تبعد عني
خرجت ثريا متأففة وتوجهت لغرفة إبنتها ولكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن إيناس سترفض هذا العمل وربما يكون هذا القرار هو القرار الوحيد الذي ستساندها فيه فهي لا تحتمل أن تبتعد إبنتها عنها خاصة في ظروفها الحالية وقلقها الدائم عليها
إقتربت ثريا من غرفة إبنتها بحذر ولكن قبل أن تطرق الباب سمعت همسات همسات جعلت جسدها ينتفض ودقات قلبها تتسارع لدقائق فقد كانت إيناس تتحدث إلى شريف
الفصل الرابع
شفت يا شريف عايزين يبعدوني عنك طيب دنا الحاجة الوحيدة اللي بتصبرني وقفتي هنا قدام شباكك وكلامي معاك مش حسيبك يا شريف مش حسيبك
كانت كلمات إيناس وقعها كصدمات متتالية بل ضربات قوية على رأس ثريا كيف صمتت على حال إبنتها كل تلك الفترة فالأمر تعدى بحر الذكريات الذي تصر إيناس على السباحة به يوميا لا بل إقتربت من الڠرق
بدون أن تطرق الباب دخلت ثريا على الفور لتجد إبنتها تجلس في مكانها المعهود بالشرفة والإبتسامة على شفتيها أخذت ثريا نفسا عميقا في محاولة لإستدعاء بعض الهدوء ثم دخلت لإبنتها التي كانت لا تزال شاردة ولم تشعر بحضور أمها
إيناس إيناس كانت ثريا تهز كتف إبنتها حتى تخرجها من دوامة الشرود التي إجتاحتها إنتبهت إيناس أخيرا ونظرت لأمها بعيون حالمة ماما إنتي جيتي إمتى
ثريا حالا بس إنتي كنت سرحانه
إيناس اه آسفة
ثريا كنتي سرحانه في كلام دكتور علي
إيناس هه دكتور علي اااااااه لا عادي
ثريا طيب قررتي إيه فكرتي
إيناس مش محتاجة أفكر أنا مش حسافر
ثريا بس دي فرصة شغل كويسة رأيي تفكري تاني
إيناس وأسافر !!! وأعيش في مكان بعيد عن هنا
ثريا دي سنة الحياة و بعدين أكيد ليكي أجازات دي مش هجرة يا إيناس
إيناس لأ لأ مش حسيب هنا مش عايزة أشتغل أو ممكن أشتغل هنا في مكان قريب لكن مش حسافر كانت نبرتها أكثر حدة
إبتسمت لها أمها فقد كانت متأكدة من ردة فعل إبنتها ولكنها على العكس الآن تريد رحيلها وبسرعة بعيدا عن تلك الذكريات التي حاصرتها فأصبحت تعيش بداخلها منفصلة عن الواقع
قامت ثريا وهمت بالمغادرة ولكنها إستدارت في آخر لحظة وقالت لإبنتها براحتك بس أنا نفسي تسافري وتشتغلي وتخلقى حياة ليكي نفسي ترجعي تاني تعيشي يا بنتي علشان أنا كمان أقدر أعيش
خرجت ثريا باكية فلا تعرف ما فعلته خطأ أم صواب هي من كانت لا تحتمل
مجرد التفكير في بعد إبنتها عنها بل كانت تشعر بسعادة بالغة