زغرودة حلوة لسلوى فاضل
واحتقنت عينيها بدموع حبيسة ثبتت عينها حيث تجلس والدتها تتأملها فوجهها يشع سعادة توزع بسماتها بين الحاضرين تتبادل الحديث مع هذه الجارة تارة ومع الأخرى تارة زرعت قدمها بالأرض تطالع الجمع بضيق امتلأ به صدرها أين تنشد الهدوء والراحة إذن! انتبهت لها والدتها فحدثتها بوجه مشرق وحفاوة
حمد الله على السلامة يا نودي واقفة ليه! ادخلي سلمي يا حبيبتي.
أهلا وسهلا طبعا هو أيه اللي بيحصل! في عندنا مناسبة!
تعابيرها والضيق البادي بنبرتها وملامحها لم يخف عن الجمع وبالخصوص والدتها التي حدجتها بحدة مانعة إياها من رشق الحضور بكلماتها المسننة وتحدثت إحدى الجارات في محاولة لتدارك الموقف
معلش يا بنتي دي والدتك عاملة عزومة صغيرة ربنا يجعله عامر.
اخترقت تلك الاصوات الجدران فخرجت الأخت الصغرى من الغرفة متزامنة مع صوت والدتها
ندى ادخلي جوه.
يا ماما...
تقابلت نظرات والدتها المھددة والمنذرة مع نظراتها الحزينة الذابلة وانتبهت على يد أختها تجذبها للداخل في هدوء استجابت لها تشعر بالخزي والوحدة وبالداخل بدأت أختها الحديث
يا نور أنا بحلم بلحظة رجوعي والراحة من أول اليوم أعد الثواني عشان أروح أقوم ألاقي فرح هنا ويا ريته على حاجة تستاهل.
ماما بقالها فترة تجهز لليوم ده أنت بس اللي في دنيا تانية ومين قال مش تستاهل!
نور!
ماما منتظرة اليوم ده وكأنه عيد حاسة إنها بتعمل حاجة كبيرة وحلوة نذرتها لوجه الله استحملي اليوم بالطول أو العرض حاولي تفرحي وتفصلي عن النكد اللي عايشة فيه.
أيوة في ناس كتير مش بتقدر تعمل محشي الأيام دي لأنه بقى مكلف أيوه ما تبصيش كده وتعالي نحسبها تخديعة محشي يعني بصل وطماطم وخضرة تقدري تقولي لي يكلفوا كام
البصل باشا لوحده بكتير قوي يعني الجملتين دول يدخلوا في ٢٠٠جنيه كده.
مش هقول لك الكرنبة والكوسة والباذنجان بكام بس هقولك المرقة اللي هيتعمل بها المحشي...
كده وصلنا لكام!!!
دي ميزانية يا بنتي!
شوفتي!
ده أنا بوظت الدنيا على الآخر.
شردت قليلا ثم نهضت وكادت أن تخرج من الغرفة فتحدثت نور محذرة
ندى! أوعي تحرجي الناس تاني.
ما تخافيش قولي لي صحيح جبتي العقل ده منين وحسبتيها كده إزاي!
وأنا عكيت الدنيا وأحبطتها.
بالظبط كده هي الضړبة كده تأتي من حيث لا نحتسب.
خطت بضع خطوات فأوقفتها أختها
رايحة فين بس!
أصلح غلطتي.
خرجت ندى للجمع عينها تبحث عن مكان والدتها التي تابعت خروجها فنظرت إليها بأعين مترقبة طالعتها ندى بأعيم باسمة وإماءة خفيفة ثم وقفت بمنتصف المكان وأعين الجميع مسلطة عليها فرسمت بسمة عريضة مرحبة أعقبتها بزغرودة رنانة أطربت الجميع وأزالت الحرج عنهم جارتها إحدى الجارات بأخرى رنانة طربة فابتسمت الأم لابنتها برضى وعادت إليها سعادتها ونشوتها.
شمرت ندى اكمامها فسألتها أمها
بتعملي إيه
أساعدكم.
لا شكرا إحنا هنعمل