حسناء
مرور كل تلك السنين....فحتما كان سيأتي موعد اللقاء....وحتما كان سيعرف بأمر ابنه....لذا فلتتشجعي وتستعيدي هدوئك وامضي وكأن شئ لم يحدث....هيا....اذهبي ي حسناء .
وسريعا ما نجد ان حالتها قد تغيرت ولحقت بأنس الذي ابتعد عنها....لتركب السياره وهي عازمه علي تلقين ذلك الغبي درسا لن ينساه اذا حاول منعها من أخذ طفلها....هل حديثك مع ذاتك كان له كل ذلك الأثر....اذا فلتتحدثي اليها دوما.....فلقد حان وقت المواجهه ولينتهي معه الخۏف والضعف....وبعد دقائق معدوده كانت السياره تقف أمام القصر....لتنزل هي اولا وتتقدم للامام ليلحقها الأخر ويدخلوا القصر سريعا....وبمجرد دخولهم وجدت ياسين يلعب مع حمزة في الحديقه....لتتبدل ملامحها وجهها الجامده إلي الخۏف والقلق....ولكن حاولت إخفاء شعورها وتجاهل نغزات قلبها التي أصبحت تزعجها....فهي لا تردي ماذا أصابه ذاك....وتتقدم أكثر وأكثر حتي أصبحت علي بعد مسافه لابأس بها منهم....وهنا يلمحها ياسين ويجري نحوها ويحتضنها ليتبعه حمزة ويقوم مصافحة أنس محاولا توضيح ما حدث....وكان يحاول تجنب النظر لتلك التي تقف جانبه رغم أن الفضول كان سيقتله ويعرف من والدته....ولكن العهد الذي قعطه علي نفسه بألا ينظر لغير صغيرته التي هجرته....منعه....أما حسناء فقد فقدت صوابها وأصبحت غير متزنه....إضافه إلي تسارع دقات قلبها بطريقه چنونيه وعدم مقدرتها علي تحريك نظرها بعيدا عنه....كانت نظراتها له واضحه لدرجه لفتت إنتباه زوجها الذي تعجب من فعلتها تلك....وبالطبع أيضا حمزة الذي أصبح خجلا جدا من تلك النظرات المصوبه تجاهه....وهنا قرر أن يوجه نظره لتلك المتجبحه كما نعتها في نفسه....ليتفاجأ بما رآه....أحقا هي حسناء أم انني اتخيل كعادتي....يا الله كم اشتقت لرؤياها....كم توحشت لذلك الوجه البرئ...كم كبرتي ي صغيرتي واصبحت شابه حسناء كإسمك....وكأنه ما لبس ان رآها حتي إلتصقت عيناه بها....لا أعرف صراحة كم من الوقت استمر حديث العيون هذا....ولكن أستطيع ان اخمن بانه كان طويلا....ليغار أنس ويحمر وجهه من الڠضب ويقول پحده متشكر جدا ي استاذ حمزة....ثم امسك بيد حسناء بقوه واكمل بعد اذنك....ومن ثم سار بها إلي الخارج تحت نظرات ذلك المتيم بعشق تلك الصغيره....وعندما أصبحا في الخارج تحدثت حسناء پغضب إيه ي أنس انت ماسكني كده ليه .
داخل قصر السيوفي نجد حمزة لا يزال في مكانه يطالع البوابه بشرود ليقطع شروده صوت جواد وهو يقول مين دول اللي كانوا هنا ي حمزة !حمزة بهيام شوفتها ي جواد....كبرت وبقيت جميله اوي .جواد بتعجب مين دي حمزة!....ومالك بتتكلم ليه كده !حمزة بحزن حسناء رجعت ي جواد !جواد بضيق يعني هي اللي كانت هنا !....ثم تذكر امر ياسين وقال بلهفه معني كده ان ياسين ابنك ي حمزه .
حمزة بحزن مكنون تفتكر يعني هكون سعيد بإن عندي ابن مايعرفنيش....وبيقول بابا لحد تاني....ثم تغيرت نبرة صوته الي نبره مهزوزه انا اه مانسيتهاش وعمرها ماغابت عن تفكيري بس كنت اتعودت علي غيابها خلاص....ليه رجعت دلوقتي....ليه....انا عارف ان ربنا بيعاقبني ع اللي عملته فيها....بس انا والله تعبت....وما عدتش عندي طاقه اكمل....انا اذيتها كتير اوي....فا دلوقتي مش هرجع أأزيها بإني آخد ابنها....انا عايز ابقي اشوفه علي طول ومش هضايقها خالص بوجودي....قولها كده ي جواد....روحلها بيتها قولها....انا مش عايز ابقي لوحدي تاني .
حمزة پقهر ماهو للأسف برغم وجدكوا الا اني حاسس اني لوحدي....حسناء لما مشيت خدت مني كل حاجه حلوه ف حياتي.....وانا عارف ان عمرها ماهترجعلي....ثم تركه وذهب .
كان جواد يكاد يبكي علي حالة أخيه تلك....فهو يشعر بالألم والانكسار في كل كلمه ينطقها....وارتجف قلبه خوفا من أن يعود له ذلك المړض اللعېن....فقد حذرهم الطبيب من دخوله في نوبة اكتئاب مرة أخري ومن الآثار السلبيه التي ستتبعها.....لذا قرر ان يعرف مكانها ويذهب للحديث معها غدا محاولا ايجاد حل يرضي جميع الاطراف .
نجد أنس وحسناء يجلسان في غرفة المكتب في صمت
ليقطعه أنس قائلا حسناء....انا بكلمك بكل هدوء اهو ومن غير عصبيه....ممكن اعرف مين الراجل دا....وليه كنتي بتبصيله كده
حسناء پبكاء انا مش عارفه ليه ضعفت قدامه ونسيت كل اللي عمله....ليه كان رد فعلي كده....ليه كنت حاسه ان قلبي هيقف لما شوفته....وده مش معناه اني هرجعله....انا خاېفه بس لياخد ابني مني....عشان خاطري ي أنس اتصرف ورجعنا مكان ماجينا....انا مش عايزاه ياخده مني .أنس بهدوء اهدي كده ي حسناء عشان نعرف نتكلم ثم اعطاها كاسة عصير لترتشف منها بضع قطرات ليكمل كلامه بنفس الهدوء يعني حمزة اللي قابلناه هناك دا طليقك اللي كنتي رافضه تحكيلي عنه اي حاجه....بصي ي حسناء....فكرة انك ترجعي دبي تاني مش حل....هوا خلاص