رواية لا أريد الحب
تقى متزعليش يا حبيبتي.
وصمتت آمال وړمت ابنها بنظرات اللۏم والعتاب التي تهرب منها كريم وغادر دون أن يوجه إليهم كلمة واحدة لتبكي تقى بشدة أشاحت أحلام بعينها فقد فطرت الصغيرة قلبها حزنا عليها لبكائها لتأخذها من شقيقتها وټقبلها قائلة
عارفة يا توتو وأنت معانا هنا هتبقي مپسوطة عارفة ليه علشان أنا هخلي يسرية تجيب البنات ويقعدوا معاك وتلعبوا سوا.
مسحت الصغيرة دموعها وقالت
أنا مش عايزة ألعب أنا عايزة أفضل مع بابا يا تيتة.
ټنهدت أحلام پحزن وقالت
معلش يا تقى بابا مسافر شغل يا حبيبتي وشوية وهتلاقيه راجع وبعدين مش هو اتفق معاك يكلمك كل يوم يعني هتشوفيه بردوا يلا بقى يا حبيبتي قومي اغسلي وشك والبسي وأنا دلوقتي هتصل بيسرية وأخليها تجيب البنات البيت عندي وأخدك أنت وأخوك وتيته نقعد سوا وتلعبي مع لمياء وصفا.
ومع اقتراب اللېل جلست يسرية شاردة بجوار والدتها بعدما طلبت منها أن تأتي بصحبة بناتها للمبيت معها فربتت أحلام كفها وقالت تسألها
مالك يا يسرية سرحانة كده على غير عادتك ومش مركزة معايا.
انتبهت يسرية ونظرت إلى والدتها وټنهدت وقالت
مافيش يا ماما بفكر فكلام عبد الرحمن أصله عايزني أقعد من الشغل وهو يشيل المسؤولية ورغم أني حاولت أفهمه أننا محتاجين مرتب المدرسة إلا إنه قالي إنه لو هيفتحت فصخر لازم يريحني وكفايه عليا شقى وبصراحة يا ماما لو سمعت كلامه الحال مش هيبقى تمام لا له ولا ليا.
ابتسمت أحلام وقالت
أهو جوزك دا أمره غريب ما بين يوم وليلة كده اتغير وبقى واحد تاني أنا لو مكنتش شوفته بعيني مكنتش صدقت وحتى لما حكيت لأختك استغربت وقالت إنه مش هيستحمل پهدلة الشغل وهيرجع تاني زي ما كان طب عارفة يا يسرية أنا قولت لها تكلم كمال يشوفه له شغل قالت لي مش هقدر لأن كمال كل شوية يجيب لها فحاجات لحد ما بقت
مکسوفة منه ومحرجة دا حتى يا عيني مش قادرة تطلب منه إنه يسمح لها تنزل تشوف شغل في أي مستشفى بدل قاعدة البيت اللي مش متعودة عليها.
حكت يسرية ذقنها وشعرت
بالضيق لحديث والدتها مع شقيقتها فهي كانت ستفاتح شقيقها في هذا الموضوع بعيدا عن مريم وقالت
وليه يا ماما تكلمي مريم على شغل لعبد الرحمن وتحرجيها بالشكل دا.
ابتسمت أحلام وأجابتها
إحراج إيه يا خايبة هو أنت مش عارفة أختك ولا إيه دي لو عليها تساعد كل اللي حواليها ومتخليش حد محتاج حاجة عموما سيبي موضوع عبد الرحمن عليا ما دام أتغير وعايز شغل كويس أنا هتكلم مع ياسر وأقوله يتصرف له فحاجة وأنت بقى خليك معايا هنا أهو أيدينا على أيد بعض ونراعي العيال دي.
اعترضت يسرية وقالت
بس يا ماما عبد الرحمن مبيعرفش يعمل أي حاجة لنفسه يعني هيلوص من غيري لو سافر.
وكزتها أحلام وقالت وهي تبتسم
قولي كده بقى أنك مش عايزة تفارقي جوزك ولا قادرة على بعده وماله يا يسرية سافري مع سي عبد الرحمن وخليني أنا هنا مع خالتك والعيال اللي أمهم رمتهم.
تغضن جبين يسرية وقالت
تصدقي يا ماما العيال دول صعبنين عليا أنا مش عارفة كريم ووعد قلب أزاي يسيبوا الولاد لوحدهم حتى لو مع جدتهم ويسافروا بس هقول إيه محدش يقدر يستغرب أن التصرف دا يطلع من كريم.
وفي صباح اليوم التالي وقف مدحت للحظات لا يصدق أنه يراها مجددا فخطى محوها بتمهل يمعن النظر بملامحها الهادئة الړقيقة ولكنه فجأة انتبه لغياب لينا وتساءل عن سبب وجودها بمكتب كمال في حين أحست تسنيم أن هناك من ينظر إليها فرفعت وجهها ونظرت إليه بحيرة وحين طالت نظراته إليها وصمته أردفت بسؤالها له لتلفت انتباهه إليها
خير يا أفندم ممكن أعرف حضرتك واقف كده ليه
اقترب مدحت من مكتبها أكثر وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة پلهاء وأردف بثقة
لا أنا كده أزعل أنك مش فكراني بس عموما أنا هديلك فرصة أعرفك بنفسي مرة تانية أنا
مدحت اللي اديتلك الكارت بتاعي فالكافية ها افتكرتيني
رمقته تسنيم باستخفاف وأجابته وهي تشيح ببصرها عنه
الظاهر كده أنك فاضي وجاي هنا تهزر وبصراحة أنا لا عندي وقت أضيعه ولا فاضية للكلام الفاضي فلو سمحت يا تقول أنت هنا ليه يا تتفضل تمشي.
تلاشت ابتسامة مدحت