الأحد 29 ديسمبر 2024

زهرة لكن دميمة لسلمى محمد

انت في الصفحة 84 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز

أتعذبت كتير عشانهم... عشان أضمن أنهم مرتحايين في حياتهم... ولسانك ده مينطقش بأسهم تاني... أنا ممكن أقتلك فيها...لو جبت سيرتهم تاني...المرة دي علمت عليك ...أما المرة الجاية ممكن أموتك فيها
سمع هدير أنفاسها المضطرب...وأرتعاش يديها الممسكة بالسکين...رأى داخل عينيها خوف وألم...فقال بندم أنا أسف
أخفضت السکين وأنسحبت عنه متراجعة
صوت أنفاسها تعالى وهي تنظر له قائلة وقد أسودت عينيها أسف كلمة ملهاش معنى... تدبح البنأدم وتقول أنا أسف أصل مكنتش في وعيي...كلمة مفيش أسهل منها...مش مسامحاك...سامع كويس مش مسامحاك على كل اللي عيشته بسببك...أنا كنت بمۏت في اليوم الف مرة بسبب اللي حصل...بسبب نظرات الناس ليا في الشارع لما
عرفو باللي حصل معايا...نظراتهم كانت بتحملني الذنب وهي السبب في اللي حصل ليها..أحنا عايشين في مجتمع بينبذ المغتصبة وبيحملها الذنب وبيعتبرها مدانه....سبحت بخيالها لتشاهد ذكرياتها والأمها...نظرت له دون وعي...همست بشرود ...
أمي مستحملتش الصدمة أتشلت فيها ...الناس مرحمونيش ...فأخدت أمي وهربت سافرت بيها بلد تانية ...محدش فيها يعرفني ولا يعرف بحكايتي...أتنكرت في شكل وحش عشان مفيش راجل يبصلي...كنت بخاف من نظراتهم أوي بقيت مجرد شبح بنت...وأحساسي بالعاړ والذنب
اللي كان كل يوم بيكبر جوايا ...ذنب مكنش ليا يد فيه...حاولت أموت نفسي لما عرفت بحملي...عيشت أكتئاب وأيامي كنت كلها ليل...لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث...عاقبت نفسي...عذبت نفسي...كنت بچرح جسمي وأضحك على ۏجعي...كنت بعيط كل يوم...كنت معرضة للجنون في أي لحظة... روحت أتعالجت...عشان أقدر أتقبل وضعي وأعرف أعيش.
لولا أمي وأحتياجها ليا وأحساسي بالذنب أني السبب...كان زماني ياتجننت...ياأنتحرت...ولدت وليد وأياد كان ممكن أرميهم في الشارع أول ماتولدو ودي كانت نيتي في البداية بس أول ماشوفتهم وشيلتهم في حضڼي مقدرتش أعمل كده...حطيتهم في ملجأ...ومن رحمة ربنا قابلت مدام ليلى...أخدتهم في الملجأ وطلعت ليهم مدام ليلى شهادات ميلاد وبيتعاملو هناك أحسن معاملة...وبيتعلمو......أنا عايشة ليهم هما وبس ...فاقت من شرودها...نظرت له بۏجع السينين
أجفل وتراجع پعنف وقد تعرت نفسها المټألمة الخائڤة أمامه...سکين أنغرزت بداخل بقلبه لرؤيتها هكذا...أخذ يفرك جبينه پعنف شاعرا بالعجز فكلمات الاعتذار لم تعد كفاية لكمية الۏجع الموجود بداخلها ...همس بارتجاف أنا أسف...ثم أولها ظهره مبتعدا عنها... 
هتفت بنبرة منخفضة مھددة مشوفش وشك تاني...
أغلقت الباب خلفه...أنهارت على الارض...سقطت على البلاط...أسندت ظهرها للحائط وأخذت تبكي بحړقة
ومع أشراقة الشمس...في ذلك الوقت الندي المعطر بنسمات الصباح الأولى...رن هاتفها المحمول...من بين نومها مدت بكسل الى الطاولة الملاصقة للسرير وحاولت أطفائه لكنه كان بعيد عن مجال يديها...فهي لم تنم البارحة الا
بعد أذان الفجر...توضأت لصلاة الفجر...وأخذت تتضرع لربها كثيرا وأن يهديها لطريق الصواب...ثم نامت بعدها مباشرة...هتفت بحدة فهي لم تأخذ كفايتها من النوم...شتمت في سرها على المتصل...عندما لمع أسمه في عقلها...فتحت عينيها على أتساعها ونهضت من فوق الفراش ...أمسكت الهاتف ولكن المتصل كان بدون أسم ...ظلت ساهمة للحظات قبل الرد 
الو
رد كريم بحب صباح الخير
ردت عليه التحية بصوت خجول صباح الخير
قال والابتسامة تزيين شفتيه وهو على الجهة الاخرى عاملة أيه...نمتي كويس أمبارح
ترددت في الاجابة أه نمت 
بضحكة خفيفة قال بس أنا معرفتش أنام 
سألت ضحى ومنمتش ليه
فكر للحظات قبل الرد أنتي السبب...كنت بحلم بيكي وأنا صاحي 
خجلت من كلامه وقالت بصوت مرتبك هوفي حد بيحلم وهو صاحي 
رد عليها أنا أعمل أيه ...أول ماشوفتك وأنتي قلبتي كياني...مش هتسأليني كنت بحلم بأيه طول الليل...
لم تقوى على سؤاله فظلت صامة....
عندما لم تتحدث قال بابتسامة مادام مش عايزه تسألي ...أنا هقولك كنت بحلم بأيه...كنت بحلم أننا خرجنا مع بعض وبنلف شوارع الاسكندرية وماسك أيدك وقاعدين على البحر...أيه رأيك أجي ليكي دلوقتي ونخرج مع بعض والحلم يبقا حقيقة ...
ردت بسرعة مينفعش 
ومينفعش ليه ...أنا شايف عادي نخرج مع بعض 
لا مش عادي ...أحنا لسه الصبح بدري أوي...وبابا مش هيرضى..
خلاص هقوله 
أسمعني ياكريم بلاش تقوله عشان أنا عارفة رده...خلينا نخرج بعدين مش لزم دلوقتي
بس أنتي واحشتيني وعايز أشوفك ....
ردت عليه ضحى بخجل شديد بعدين 
أبتسم ثم قال بعدين معناها واحشتيني وأشوفك
هزت رأسها بالأيجاب في صمت ...
قال كريم بابتسامة هادئة معنى سكوتك أه...
ضحى بخجل تصبح على ماتتمنى 
رد بابتسامة ياريت ...يلا روحي كملي نوم...باين عليكي مش بتصحي دلوقتي...سلاااام 
ضحى بابتسامة سلاااام
كان زاهر يجلس بمفرده في الحديقة...فبيسان رفضت محاولته لكي يخرجها من الفراش للأفطار معه وظلت نائمة...جاءت صفية من خلف ظهره حاملة أفطاره على صينية..
قالت برقة صباح الخير
عند سماع صوت والدته ...الټفت لها ونهض مسرعا من مقعده...قائلا بقلق أيه بس اللي طلعك من أوضتك وأنتي لسه تعبانة...والصينية دي لمين ...ثم أخذ الصينية من يديها ووضعها فوق الطاولة...
ردت صفيه ده فطارك 
زاهر بحب ليه تعبتي نفسك ...ثم جذب لها كرسي ...أقعدي ياست الكل ...وصباحك سكر...
أبتسمت وهي تجلس على الطاولة بجواره أومال هتعب لمين....لو متعبتش ليك...
قال برقة ربنا يخليكي ليا 
ردت صفية ويخليك ليا...قولي بقا أيه اللي شاغل فكرك ومخليك سرحان ومش مبسوط
مفيش حاجة يأمي 
عليا بردو يازاهر...أنا أكتر واحدة بحس بيك وبعرف أمتى بتكون مبسوط
83  84  85 

انت في الصفحة 84 من 105 صفحات