امرأة العقاپ لندى محمود
ياعدنان وحشتوني وبطمن عليكم إنت دايما كدا بتقتل حماسي
ضحك رغما عنه لكن هتف بحزم مزيف
على مكتبك ياجميلة في شغل كتير قدامك يلا لأن حتى أنا مش فاضي
استقامت واقفة وهي تزم شفتيها بغيظ وتجيبه بخنق
اوامرك ياعدنان بيه معاملتك ليا زي الزفت ومش بزعل منك للأسف برضوا
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر في السماء لتظهر النجوم الساهرة بشكل جميل في لوحة من ابداع الخالق عز وجل
رأت هنا أبيها الذي عاد للتو من الخارج وهو يدخل المطبخ فكادت أن تصيح بفرحة كعادتها لكنه رفع سبابته يكتم
على شفتيه كإشارة
لها حتى لا تتكلم فتسكت هي فورا وترفع كفيها لفمها تكتم ضحكتها الطفولية بصعوبة بينما هو فتسلل من خلف زوجته بخطوات حذرة حتى وقف خلفه ومد ذراعه يحاوطها من
صړخت جلنار بهلع والتفتت بجسدها فورا في قسمات وجه مزعورة ودون قصد لامست يديها الممتلئة بالشكولاته وجهه ولحيته تجمد بأرضه وهو يشعر بوجهه ولحيته امتلأت بالشوكولاته بينما هنا فاڼفجرت ضاحكة وبادلتها جلنار التي بعد لحظات من صډمتها بظهوره المفاجيء وما حدث بعد ذلك اڼفجرت هي الأخرى على مظهره
شوكولاته بالرمان !
فغرت عيناها وفمها بدهشة وصعدت الحمرة البسيطة لوجنتيها ولم تلبث حتى وجدته يبتعد ويسير لخارج المطبخ وحمدت ربها أن ابنتها لم تلاحظ وكانت منشغلة بمص الشوكولاته من فوق إصبعها الصغير
جلنار بغيظ متصنع وهي تضحك
عاجبك كدا يا هنون اهي الكيكة باظت خلاص
يلا نلعب تاني يا مامي
اهاا عشان بابي يعلقنا أنا وإنتي المرة دي
حبيبتي
ارتمت على والدتها تعانقها وتهتف في رقة
وإنتي كمان حبيبتي يامامي
بعد دقائق طويلة نسبيا
خرج من الحمام بعدما غسل وجهه جيدا وكان يمسك بالمنشفة الصغيرة يجفف وجهه من الماء وإذا بلحظة مفاجأة تقذف صورة فريدة لذهنه تسمرت يديه عن الحركة واحتدمت ملامحه وهو يتذكرها لا إراديا فنسيان ما فعلته به لن يكون سهلا سيظل الچرح يألمه ولن يلتئم أبدا ليتها أخبرته بوضوح أنها لا تحبه وطلبت الانفصال وكان كل شيء انتهى بينهم بهدوء لكنها خلفت ورائها چرح عميق لن تداويه السنين سيظل يذكره بها للأبد وبكل مرة يتذكرها سيزداد كره لها أكثر
استفاق على صوت جلنار التي دخلت للتو وكانت تقف أمامه تحدثه بريبة من شروده الغريب
عدنان !
نفرها من ذهنه كالقمامة تماما وثبت كامل تركيزه على
زوجته متمتما
نعم !
إنت كويس !
رفع يده يمرر إبهامه برفق فوق وجنتها مجيبا بخفوت
أنا كويس طول ما إنتي وهنا جمبي
ابتسمت له بحب ثم رفعت يدها الناعمة تحتضن بها كفه الذي فوق وجنتها وتهمس باهتمام وقلق
في حاجة حصلت وضايقتك طيب
رأت ثغره يفسح عن ابتسامة عريضة ويتمتم بغمزة ماكرة
فلنفترض إني مضايق هتعملي إيه !!
سكتت للحظات بتفكير ثم ردت بخفوت جميل وابتسامة شبه حزينة
معرفش هو أنا متعودتش إنك تحكيلي على حاجة مضيقاك قبل كدا بس يمكن لو قولتلي اقدر اخفف عنك
نظراته كانت كلها عشق ودفء قبل أن يتمتم بتأكيد وترقب لردها
متأكدة إنك عايزة تسمعيني يعني مستعدة تسمعي اللي مضايقني
أماءت برأسها في إيجاب وأجابت بثقة تامة وثبات
أكيد عايزة اسمعك ياعدنان
عدنان بصوت رجولي خاڤت يحمل بحته المميزة
مش هتحكمي عليا وتفهميني غلط !
لمعت عيناها بوميض مختلف وابتسمت له بغرام حقيقي هامسة في نظرات ذات معنى
لو إنت فهمتني وفتحتلي قلبك لا يمكن افهمك غلط
شعرت بملمس كفه فوق بشرتها الناعمة يتأملها بعشق جارف وأعين ممتزجة فيها الندم بالوعود الصادقة ثم ينحنى عليها حتى لا يفصله عنه سوى سنتي مترات قليلة مغمغما
كل يوم بحبك فيه أكتر من الأول ندمان على كل لحظة ضيعتها ومستغلتهاش في حبك وأنا جمبك ياجلنار بس اوعدك إني هعوضك واعوض السنين دي كلها
جلنار بصوت ناعم ورقيق
عارفة وعشان كدا سامحتك واديتك فرصة
قال بنظرة ذات مغزى وبعض اللؤم
وأنا هنتظر عشان اسمع منك السبب التاني اللي خلاكي تسامحيني
ضحكت وغمغمت بعناد