امرأة العقاپ لندى محمود
غيرك إنت وآدم
تنهد الصعداء بقوة قبل أن ينحنى عليها ويملس بلطف فوق كتفها هاتفا في نبرة جافة بعض الشيء _
_ الف سلامة عليكي أنا قاعد برا لو احتجتي حاجة خلي بدرية تقولي
لم يهملها الفرصة لتجيب عليه حتى بل انتصب في وقفته فور انتهائه من عبارته واندفع لخارج الغرفة ليتركها تتأفف بخنق وعدم حيلة امتزجت بحزنها وبؤسها !
وقعت عيناه على مقعد وثير وهزاز كانت لطالما اعتادت أن تجلس عليه وهي تحتسي شرابها الصباحي الدافيء في الشتاء وحين الټفت برأسه تجاه الفراش أظلمت عيناه والتهبت نيران صدره اكثر ذلك الفراش شهد على جميع الليالي التي كانت تسكن بها بين ذراعيه وحين كان هو يمطرها ويشبعها بحبه وحنانه كانت هي
بقى واقفا يضع يديه بجيبي بنطاله في هدوء تام وجمود ملامح لكن نظراته كانت مريبة وهو يتجول بهم بكل جزء بالغرفة ورغما عنه استمر عقله في استرجاع الذكريات لتقذف بذهنه ذكرى قديمة لهم منذ سنوات بمنزلهم الثاني جعلته يشرد لدقائق معدودة
وطالعته مطولا قبل أن تسأله بنظرات دقيقة _
_ عدنان هو إنت بتحبني ليه !
رمقها بحاجبين مقتضبان من سؤالها وطال صمته حتى لاحت ابتسامته المغرمة فوق شفتيه واجابها بخفوت جميل _
ابتسمت له بعذوبة قبل أن تعود ملامح وجهها للجدية وهي تعيد سؤاله بترقب _
_ طيب إيه الغلطة اللي لا يمكن تسامحني عليها
اختفى الحنو من فوق معالمه وأصبحت نظراته أكثر ثباتا وقوة وهو يجيب بعدم فهم _
_ ليه بتسألي السؤال ده يافريدة !!
_ يسأل عادي حبيت أعرف يعني
عم الصمت للحظات قبل أن ينحنى عليها ويلثم شعرها بقبلة مطولة ويتمتم بصوت رجولي غليظ يحمل لمسة الدفء _
_ معرفش ومعتقدش إنه له لزمة الكلام ده دلوقتي ياحبيبتي
استفاق من شروده وقد تبدلت هيئته من الجمود إلى الڠضب بات الكره والنقم الذي بصدره لها يتفاقم أكثر وهو يلعن تلك الصدفة التي جمعتهما ببعضهم ليته لم يراها من الأساس ولم ينصاع بسذاجة خلف حبه السخيف لها
_ عدنان بيه !
عدنان بصوت رجولي خشن وصلب _
_ هتجيب عربية نقل كبيرة دلوقتي حالا وتيجي
لم يمتلك الجرآة ليستفسر عن سبب رغبته بالسيارة
ورد عليه بالموافقة في انيصاع تام _
_ حاضر بابيه
انهى معه الاتصال وانزل الهاتف من فوق أذنه ليصدح صوته المرتفع وهو يصيح مناديا على الخادمة _
_ بدرية
لحظات قصيرة وكانت تهرول إليه راكضة بعدما سمعت صوته العالي ووقفت عند باب الغرفة تهتف _
_ نعم يا بيه
عدنان بلهجة صارمة وصوت يحمل لمسة مخيفة _
_ كل حاجة هنا تتشال وتترمي في الژبالة وعفش الأوضة يتغير كله سعيد هيجي دلوقتي وبلغيه باللي هيعمله
اضطربت من نظراته ونبرته فاكتفت بالإماءة في صمت بانصياع لأوامره بينما هو فعبر من جانبها ورحل بكل وقار وهيبة
كانت تسأله ما الخطأ الذي لن يسامحها عليه إذا اقترفته لكنها لم تسأله هل الغفران كلمة موجودة بقاموس العقاپ المجروح !!!
هي لم يعد لها وجود بحياته أساسا مسحها والقاها بمكانها الطبيعي فليس بقلبه مكانا لعشق مدنث وملطخ بالخداع والقذارة !!
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر بالسماء وسط النجوم الساهرة الجميلة
فتح باب المنزل ودخل ثم أغلقه خلفه ببطء وتحرك باتجاه الدرج يصعد للطابق الثاني من المنزل حيث توجد غرفته وغرفة صغيرته وكعادته القى نظرة أولا على ابنته بغرفتها واطمئن عليها ثم ذهب لغرفته
كان الفراش فارغ ولا أثر لها بالغرفة حين دخل لكن استقرت نظراته بتلقائية على الشرفة فوجدها تقف بها ابتسم بدفء وتحرك نحوها بخطوات متريثة يتابع خصلات شعرها المتطايرة حولها بفعل نسمات الهواء الباردة حتى وصل إليها ووقف خلفها لينحني عليها ويهمس بدفء _
_ إنتي لسا صاحية !!
لم تفزع ككل مرة بل بدت جامدة تماما لا تجيب عليه ولا تلتفت له ! مما جعله يغضن حاجبيه بحيرة ويسألها
_ مالك ياحبيبتي !
رمقته جلنار نظرة طولة وابتسمت بتهكم تجيبه _
_ يعني مش عارف