امرأة العقاپ لندى محمود
فكان هادئا بشكل مريب معادا نظراته القاټلة له
مرت ثواني أخرى في صمت قبل أن يبتسم عدنان هازئا ويهدر _
_ وياترى إيه اللي خلاك تغير رأيك بقى !
أجاب حاتم باسما بذكاء ساخر _
_ نفس اللي خلاك تغير رأيك
هز رأسه بتفهم وهو يضحك مستنكرا ثم تمتم بنفاذ صبر _
_ اعتقد أن نادين هي اللي كلمتني على المشروع وهي اللي هتمسكه ممكن افهم مجتش معاك ليه !
_ أنا اللي هكمل المشروع ياعدنان نادين ملهاش شغل معاك
اردف ببرود تام وغطرسة _
_ تمام مش هتفرق المهم نتيجة المشروع بنسبالي في النهاية
كتم غيظه من غطرسته ومال بوجهه للجهة الأخرى يمسح عليه باستياء هامسا في صوت منخفض _
_ أنا مش فاهم جلنار إزاي أدتك فرصة تانية أصلا
_ بتقول حاجة
هدر حاتم في ثبات وأعين ڼارية _
_ بقول إنك متستهلش الفرصة اللي ادتهالك جلنار
احتدمت عيناه وقد خرج عن إطار هدوئه المزيف فضړب بقبضة يده الفولاذية فوق سطح الطاولة هاتفا بصوت متحشرج _
_ هتتدخل في اللي ميخصكش هتندم وهتشوف ال مني بجد وأنا متأكد إن ده مش هيعجبك عشان كدا خليك في حالك وطلع جلنار من دماغك لأن لو حسيت بس إن عقلك فكر فيها لمجرد التفكير مش هرحمك
_ مش هتعرف
أظلمت عيني عدنان لدرجة مرعبة ليستقيم واقفا ويستند بكفيه فوق سطح الطاولة منحنيا للأمام بجزعة ويهتف في صوت خرج ببحة ترهب البدن _
_ يبقى لسا متعرفنيش
وقبل أن تستدير وتنصرف من جديد انتبهت للأجواء الشرسة المشحونة بينهم وتأهب زوجها كالأسد للانقضاض على حاتم فأخذت نفسا واخرجته زفيرا متهملا ثم اقتربت منه ومالت على أذنه تهمس في نعومة وابتسامة ساحرة _
_ اهدى وبلاش تعمل مشكلة عشان خاطري وبالمناسبة شكرا
تابعها بنظره وهي تستدير وتبتعد عنه مغادرة الغرفة بأكملها وبعد ثلاث ثواني بالضبط رجع بعيناه إلى حاتم الذي كان يتابع ما يحدث ببرود ونظرة متهكمة فكتم جموحه بصعوبة وجلس فوق مقعده من جديد هاتفا في صرامة _
_ اعتقد إن اجتماع زي ده اخد اكتر من وقته وأنا مبحبش ادي حاجة اكتر من حجمها
حاتم باسما بخبث _
_ بظبط لازم كل حاجة تاخد على قد حجمها
طالت نظرات عدنان الملتهبة له يقسم أن لو بإمكان النظرات أن ټحرق لحرقته مكانه تابع حاتم بنبرة جادة وملامح حازمة _
_نبدأ في الشغل !
لم يجيب وفقط استمرت نظراته نفسها يحدقه بها يجاهد لتهدأ
الطوفان العاتي المندلع في ثناياه فقد عزم أنه سيكون هادئا هذه المرة ولن ينصاع خلف جموحه لكنه يصر على إيقاظ بركانه الخامد !!!
خرجت زينة من غرفتها شبه مجبرة بعدما أخبرتها أمها أن آدم بالخارج جاء
ليطمئن عليها حاربت أصوات قلبها العالية بأنها نست ذلك العشق منذ زمن وأصرت على الخروج له لتثبت لنفسها أنها لم تعد تكن له المشاعر
لكنها خرت منهزمة أمام الحقيقة عندما رأته وعلى العكس قلبها هو من أثبت لها أنها مازالت تتأثر به إلا أنها رفضت الخضوع واخرست ذلك الصوت الذي بعقلها ودفنت المشاعر الحية تحت التراب وجلست على أقرب مقعد
منه هو ووالدتها ترسل له ابتسامة منطفئة أما آدم فقد رمق خالته بعتاب أنها أخبرتها بوجوده رغم أنه طلب منها ألا تخبرها
تطلع لزينة وابتسم بعذوبة هامسا _
_ عاملة إيه يازينة
زينة بهدوء وثبات مزيف _
_ كويسة يا آدم إنت عامل إيه وخالتو وعدنان
رد عليها بخفوت جميل _
_كويسين
لم يكن يرغب برؤيتها مازال يخشى عليها من الآم العشق وكان ينوي الزيارة فقط ليطمئن عليها من خالته ويرحل لكن هذا ما حدث !!
نهضت ميرفت من جوارهم واتجهت لباب المنزل بعدما ارتفع صوت رنين الجرس ولم تكن سوى لحظات حتى دخلت ميرفت ومعها هشام وهم يضحكون بعفوية لكن اختفت البسمة من فوق ملامحه فور رؤيته لآدم وحل محلها الانزعاج المغلف بقناع الجمود
ظهر القليل من الدهشة على آدم لكنه سرعان ما ابتسم وقال بعذوبة _
_ حمدالله على السلامة يادكتور ازيك
ارتفعت ابتسامة متكلفة فوق ثغر هشام وصافح آدم مجيبا _
_ الله يسلمك
اقترب