امرأة العقاپ لندى محمود
متمردة وسقطت فوق وجنتها فأسرعت ومسحتها قبل أن تراه منيرة وأكملت طريقها باتجاه المطبخ !
بتمام الساعة التاسعة مساءا
كانت عيناه عالقة على داخل تلك المكتبة تحديدا عليها هي وذلك الشاب الغريب الذي تتحدث معه بتلقائية تامة وتضحك وتمزح
يقف بسيارته في الخارج ويتابعهم تقريبا منذ ما يقارب العشر دقائق حتى طفح كيله ونيران الغيرة والڠضب اشتعلت في صدره بقوة لتجعل نظراته أكثر ڼارية وحدة مسح على وجهه متأففا ثم أخرج هاتفه وأجرى اتصال ليرفع الهاتف إلي أذنه يستمع للرنين وعينيه مازالت ثابتة عليها
_ أيوة يامهرة
تعرفت عليه فورا من صوته فانزلت الهاتف تنظر لاسم المتصل لتتأكد ثم عادت ترفع الهاتف وتجيب بنظرات زائغة عن رأفت
_ الو
_ أنا واقف برا بالعربية
اتسعت عيناها بدهشة وهتفت وهي تتلفت حولها باحثة عنه من خلال الزجاج
_ برا فين !
آدم ببساطة وصوت مخټنق
_ عند المكان اللي بتشتغلي فيه اطلعيلي عايز اتكلم معاكي
فغرت فمها لا إرديا من الذهول ودار بذهنها ألف سؤال محير في اللحظة الواحدة لكنها تدراكت نفسها وارسلت ابتسامة صافية لرأفت الذي يتطلعها باستغراب واهتمام ثم اشارت له بأنها ستبتعد قليلا لتتمكن من التحدث براحة أكثر
_ إنت بتعمل إيه برا يا آدم !!
غمغم بغيظ مكتوم
_ بتفرج عليكم !
اطلعيلي يامهرة
أجابت برفض
_ لا مش هطلع مينفعش
_ ليه !
_ كدا مش هينفع يا آدم
جز على أسنانه بقوة وغيرة حاړقة بدأت تظهر في صوته
_ تمام يبقى أنا هدخلك !
_ لا خلاص أنا طالعة
أغلق الاتصال وألقى بالهاتف في عصبية بسيطة بينما هي فانزلت الهاتف وتطلعت به لثواني مبتسمة ثم همست بعدم حيلة وهيام
_ مچنون والله لما نشوف اخرتها معاك يا أستاذ آدم
حين التفتت خلفها لرأفت فوجدته يتحدث بالهاتف تنهدت براحة وغادرت مسرعة لمحت سيارته على الجانب الآخر من الطريق فوقفت وتلفتت حولها تتفقد الشارع جيدا من خلو السيارات ثم عبرت بسرعة ووصلت إليه لتستقل بالمقعد المجاور له في السيارة
_ مين ده اللي قاعدة معاه
_ نعم !!!
آدم بعينان مشټعلة بنيران الغيرة وهو يشير على المكتبة بأصبعه
_ مين ده يامهرة !!!
دققت النظر به للحظات من الصمت القاټل بينهم وهي ليست بساذجة حتى لا ترى الغيرة النابعة من عينيه وفي صوته جعلتها تبتسم داخليا بسعادة لكنها أبت الخنوع له وقالت بحزم متصنع وهي تشيح بوجهها عنه تماما
آدم بخنق
_ وأنا مش بطلب منك تفسير أنا سألتك بس مين ده
تطلعت به بقوة وهتفت
_ وعايزة تعرف ليه !
سكت للحظة بضبط ثم تمتم بهدوء تام
_ عشان يهمني اعرف
ثبتت نظراتها الثاقبة والمتحدية عليه تعيد نفس السؤال لكن بنبرة وتعبير وجه مختلف
_ ليه
رمقها مطولا في صمت تام وأعين دافئة حاول التحدث والاعتراف لكنه فشل بالاخير فعادت هي تسأله للمرة الثالثة بجدية وقوة
_ إنت مش عايز تبعد عني ليه يا آدم !!
اشاح وجهه عنها وارتفع صدره مع شهيقا قوى تنفسه ثم هبط تدريجيا مع زفيره المتهمل وبعدها عاد ينظر لها من جديد بثبات وعمق مجيبا
_ عشان مش قادر ابعد عنك !
قد يكون هذا افضل اعتراف رغبته بهذه اللحظة منه حتى لو لم يكن
المثاليا لكنه يكفيها شعرت بنبضات قلبها تتسارع والإبتسامة الخجلة والفرحة ټصارع لتخرج فوق ثغرها وبصعوبة بالغة تحكمت بزمامها لكن صمودها لن يدوم كثيرا فقررت الرحيل وعندما فتحت الباب وكانت على وشك النزول قبض على رسغها هاتفا
_ معاكي قد إيه لغاية ما تخلصي
لم تعانده كعادتها هذه المرة بل ردت دون تفكير
_ نص ساعة
_ هستناكي هنا واوصلك معايا
سكتت لثلاث ثواني ثم غمغمت برفض بسيط
_ لا أنا هروح وحدي امشي إنت
ثم جذبت يدها من قبضته ونزلت لكن قبل أن تغلق باب السيارة بعد نزولها سمعته يهتف بنبرة رجولية خشنة
_ أنا مستنيكي يامهرة !
لم يبالي برفضها وكالعادة سيفعل ما يريده رغما عنها لكنها ليست في الوضع أو الوقت المناسب الذي يمكنها من معاندته ومعارضته حيث اكتفت بنظرة جامدة ثم ابتعدت وعبرت الشارع بسرعة وهي تبتسم باستحياء وسعادة وقبل دخولها للمكتبة توقفت والتفتت برأسها للخلف فتتلاقى نظراتهم معا في صمت لثواني قبل أن تستدير برأسها وتدخل وهي لا تستطيع التحكم بتلك الابتسامة الساذجة التي فوق شفتيها !
ركضت الصغيرة على باب المنزل بعد سماعها لصوت الرنين العالي وقد رجحت أن الطارق أبيها لذلك هرولت مسرعة لتفتح له الباب
تعلقت بمقبض الباب وفتحت الباب فقابلت والدها أمامها كما توقعت لتقفز فرحا وترتمي عليه فيحملها هو