امرأة العقاپ لندى محمود
مبعتش اللوحة !
هز رأسها بالنفي ورد في نظرة عميقة
_ تؤتؤ مقدرتش أبيعها وشلتها مخصوص ليكي مع إن كان في ناس كتير طلبت تشتريها بالأخص وبأسعار ومبالغ هائلة بس فكرة إنها لمجرد لفتت انتابهك حتى لو معجبتكيش كانت كفيلة إنها تخليني احافظ عليها ليكي وبس
فقدت القدرة على النطق ونظرتها العاشقة له كانت تتحدث بدلا عنها تبتسم له بحب وامتنان لكل شيء رغم أنها لم
مرت دقيقة حتى وجدته يمد يده في جيبه ويخرج عقد فضي اللون حين دققت النظر به أدركت أنه عقدها الذي ظنت نفسها فقدته أثناء زيارتها للمعرض هنا ظلت تحدق بالعقد في صدمة وتنقل نظرها بينه وبين العقد حتى سمعته يقول بضحكة بسيطة
_ لقيته واقع هنا في نفس المكان بعد ما مشيتي ولو هتسأليني مرجعتهوش ليه من بدري هقولك الصراحة كنت كل ما بتوحشيني بفضل ابص فيه وافتكرك
إليه أكثر
ابعدها عنه بعد دقيقة ورفع أنامله يجفف دموعها برفق ويلتف حولها ليقف خلفها ويلبسها العقد بنفسه حوله رقبتها
_ مهرة هو إنتي بتحبيني بجد !
سؤاله أصابها بالدهشة وانعقد لسانها فجأة فلم تتمكن من الرد وبقت تحدقه بصمت في خجل وصدمة حتى وجدته يعيد السؤال ثانية بإلحاح
_ بتحبيني ولا لا !!
لم يترك لها مفر للهرب منه وبنفس اللحظة لا تقوى على النطق بلسانها ولذلك تطرقت رأسها أيضا واكتفت فقط بإماءتها بالإيجار وهي تبتسم بخجل شديد لتسمعه يجيبها وهو يبتسم باتساع وبحماس غريب
رفعت رأسها وطالعته بعدم فهم لتسأل في جدية
_ حجة ازاي يعني مش فاهمة !
غمز بعبث ونفس الحماس ثم أجاب
_ هتفهمي كلها كام يوم وتفهمي كل حاجة
لن يتوقف
عن التكلم بالغاز وغموض وهي لن تتوقف عن التصرف بعفوية وعدم فهم الغازه الغريبة !!
بمساء اليوم التالي حيث ليلة زفاف حاتم ونادين
كانت الصغيرة طوال الطريق لا تتوقف عن التحدث بحماس وبالأخص عندما علمت أنه زفاف حاتم وأنها ستراه هي وزوجته فبقت طوال الطريق متحمسة ولا تطيق الانتظار حتى يصلوا لقاعة الزفاف وعندما توقفت السيارة واخبرتها أمها أنها وصلوا فتحت الباب بسرعة قبلها ونزلت مسرعة تقود خطواتها شبه ركضا للداخل لكنها تصلبت مكانها حين رأت أبيها ينزل من سيارته مرتديا حلة سوادء جذابة أعطته هيبة ووسامة فوق وسامته تسرق الانفاس
_ بابي
التقطت أذنه صوت صغيرته فراح يبحث عنها بنظره بسرعة وحين وقعت أنظاره على ملاكه الصغير التي ترتدي فستان طفولي طويل وواسع من عند منطقة الخصر ابتسم لها بحب وانحنى فاردا ذراعيه لها يستقبلها لأحضانه فتركض هي مسرعة إليه وتىتمي بين ذراعيه ليحملها ويلثم وجنتيها بحنو أبوي متمتما
_ ياروح بابي إيه الجمال والحلاوة دي يا ملاكي
ضحكت بخجل كعادتها وعانقت أبيها بحرارة أما هو فقد استقرت عيناه على زوجته التي نزلت من السيارة بهدوء ثم تحركت تجاههم ببطء بعد أن ظلت واقفة مكانها وقت تتطلعه بجمود
تفحصها بنظره في تدقيق بذلك الثوب الأسود الضيق الذي ترتديه وشعرها الأسود المنسدل بحرية فوق كتفيها وظهرها رغم أن نيران غيرته تأججت في صدره لكنه لم يتمكن من إخفاء تأثره من جمالها الذي جعله يتأملها كالمسحور !
عندما وصلت إليه قال بصوت رجولي خشن
_ مقولتيش ليه إنك جاية إنتي وهنا !
جلنار ببساطة تامة وبرود
_ أنا متوقعتش إنك هتيجي أساسا حتى لو حاتم عزمك
عدنان بغيظ من أسلوبها
_ واديني جيت
تصنعت عدم الاهتمام أمامه ورأت وجهه الذي بدأ يتحول للون الأحمر من العصبية ورغم كل هذا مازال يحاول التصرف بطبيعية حيث بسط ذراعه أمامه وقال لها بقوة
_ اتفضلي
سارت معه للداخل وبينهم مسافة كبيرة كانت لأبنتهم التي تسير بالمنتصف بينهم وفور دخولهم توجهوا لأحدى الطاولات الصغيرة وكل منهم جلس فوق مقعد كانت تتحاشى النظر إليه
وتتجاهله عمدا متصنعة انشغالها بمتابعة الحفل والضيوف
على عكسه هو الذي لم يحيد بنظره عنها للحظة واحدة يرمقها بڼارية وغيرة حاړقة وبعيناه يتجول بين الرجال وكلما يرى أحدهم ينظر لها يشعر بالنيران تخرج من رأسه وأنه على وشك لحظة أخرى ويفتعل المشاكل بسببها
اقترب بنقعده منها وانحنى عليها يهتف في ڠضب وصوت رجولي مخيف
_ إنتي ايه اللي لبساه ده !
نظرت له بتوتر بسيط من تحوله المخيف وقالت ببرود مستفز
_ ماله اللي