امرأة العقاپ لندى محمود
!
_ عربية البوليس جات من شوية وخدت الست هانم ومعرفش ليه !!
طوال الطريق كان يلقي بنظرات خاطفة عليها وهو يبتسم بتلذذ وحب صحيح أنه فعلها عمدا حتى يثير غيرتها لكنه لم يكن يتوقع أن تصل ڼار غيرتها لهذا الحد !!
دقائق معدودة مرت في صمت بينهم حتى سمع آهات خاڤتة انطلقت منها فجأة فالټفت لها بقلق وقال
كان تضع يدها على بطنها وتتأوه بخفوت لتجيبه پألم
_ ألم شديد في بطني يا عدنان
أوقف السيارة جانبا واعتدل ليصبح مواجها لها ويقول باهتمام
_ اكلتي حاجة مش كويسة طيب ولا إيه
هزت رأسها بالنفي وبدأت صوت تأوهاتها يزداد حدته ويرتفع لتقول له بالأخير پألم هادر وصوت ضعيف
عدنان بزعر وهو بحاول تهدئتها والتخفيف عنها
_ حاضر ياحبيبتي هاخدك حالا استحملي شوية بس لغاية ما نوصل
ثم راح يحرك محرك السيارة وينطلق بها بسرعة البرق وسط صوت تأوهاتها العالية وهو يمسك بيدها بقوة كمحاولة منه للتخفيف عنها وبث الاطمئنان في نفسها أنه معها وكانت الصغيرة بالخلف في حالة من العرب على والدتها حتى بدأت دموعها تنهمر فوق وجنتيها
جملة اندمجت پصرخة كلها ړعب وقلق منها وهي تهتف
_ آااااه بسرعة ياعدنان أنا حامل !!!
_ الفصل الثالث والستون _
كان آدم يقود خطواته السريعة داخل ردهة القسم الطويلة وبذهنه ألف سؤال أهمهم ماذا فعلت أمي ! وصل أخيرا إلى غرفة الضابط وانتظر للحظة بالخارج حتى سمح له العسكري بالدخول
دخل بهدوء واقترب ليجلس على
_ آدم الشافعي مش كدا
اماء له بالموافقة وهتف في صوت خشن
_ أيوة ممكن تفهمني يافندم والدتي بتعمل ايه هنا !
تنهد الضابط الصعداء وقال في جدية تامة
_ طيب في الأول قبل اي حاجة إنت كنت تعرف إن والدتك بتشتغل في الممنوعات وبتمول الفلوس لشوية نصايبن ودجالين
_ ممنوعات إيه حضرتك أكيد في حاجة غلط اظن إن حضرتك عارف مين عيلة الشافعي مستحيل يكون لينا علاقة بالكلام ده ولاحظ إن دي والدتي كمان
طهرت الحدة فوق معالم الضابط الذي اجابه برسمية وبعض السخط
على والدتك يا استاذ آدم امبارح قبضنا على مجموعة من النصايبن والدجالين بينصبوا على الناس بكلام فارغ أنهم بيعملوا اسحار وأعمال وواحدة منهم اعترفت إن أسمهان هانم كانت بتساعدها من البداية وبتديها الفلوس دايما وكان معاها دليل بالصور والتسجيلات والتحريات أثبتت صحة الدلائل دي وإنها مش متفبركة ده غير أننا لقينا شنطة مليانة ممنوعات مختلفة في عربية والدتك الخاصة
مسح آدم على وجهه بقوة وشعر للحظة بأن عقله خلاياه شلت ولم تعد لديه القدرة على التفكير أو التحدث حتى بقى ساكنا لبرهة يستعيد رباطة جأشه حتى أردف أخيرا بخفوت وڠضب داخلي
_ أكيد الشنطة دي كانت بفعل فاعل وحد حطها مستحيل والدتي
يكون ليها إيد في حاجة زي كدا وممكن تكون الست اللي قالت كدا بتتبلي عليها
الضابط بصرامة
_ الدلائل اللي قدامنا كلها ضدها و بتقول إن كل ده صح لو إنت واثق في والدتك جدا تقدر توكل ليها محامي لكن للأسف هي حاليا هتفضل في القسم لغاية ماتتحول للنيابة بكرا
سقطت الكلمات عليه كالصاعقة حيث راح يدفن وجهه بين راحتي يديه مستغفرا عقله توقف عن التفكير ونبضات قلبه تتسارع بشكل مخيف من فرط التوتر للمرة الأولى يشعر بالعجز
داخل المستشفى
كان عدنان يجلس فوق مقعد مقابل لفراش جلنار التي تجلس بجوارها ابنتهم وتتبادل معها أطراف الحديث بمرح
كانت معالم وجهه جامدة وخالية من المشاعر باستثناء الڠضب والخزي المهيمن عليه لن ينسى لحظة الزعر والهلع التي تمكنت منه حين أخبرته بالسيارة أنها تحمل طفله داخلها لوهلة شعر بأن الحياة توقفت عندما قذفت بعقله فكرة احتمالية خسارة ابنه وبدلا من أن يفرح ويعيش سعادة اللحظة بأنه سيرزق بطفل ثاني أخفت عنه وأخبرته بلحظة لم يكن بمقدروه الشعور فيها سوى بالړعب والخۏف بدلا من المشاعر الطبيعية لأي زوج أخذ بشارة حمل زوجته !
إلى متي كانت تنوي إخفاء حملها عنه ولماذا !! سؤالين كان يستمر في طرحهم على نفسه والإجابة كانت لديها !
يشعر بوغزة ألم قاسېة في أعمق يساره كلما يرى الوضع التي حالت إليه علاقتهم فقط بسبب اوهامها وشكوكها السخيفة رغم كل الحب الذي قدمه لها والذي كان سيستمر في تقديمه وإثباته لها بأفعاله ومحاولاته الصادقة لتلافي أخطاء الماضي إلا أن كل هذا لم يشفع له عندها ! وآثرت بالنهاية الشك والاڼتقام بدلا من الثقة والحب
بل آثرت اوهامها التي أنهت كل شيء جميل بالنهاية لتحقق رغبتها أن النهايات ليست جميعها سعيدة وبعضها تبدأ بفراق وتنتهي بفراق !
سمع ابنته وهي تقول بسعادة محدثة أمها
_ مامي