الأحد 29 ديسمبر 2024

امرأة العقاپ لندى محمود

انت في الصفحة 41 من 323 صفحات

موقع أيام نيوز

المشهورة يجلس على المقعد المرتفع أمام البار وبيده كأس قصير بيضاوي يمده إلى الشاب الذي يقف على البار فيملأ جزء صغير منه ليعود هو بالكأس إلى فمه ويبتلع النبيذ كله دفعة واحدة 
لا يأتي إلى هنا إلا نادرا واليوم شعر بأنه في حاجة ليتغيب عن الواقع لساعات ويتناسى همومه وصلته الأخبار برحيلها صباح اليوم معه لم تخبره حتى ومنذ آخر مقابلة بينهم أو بالأحرى منذ عودة ذلك الشيطان لم تسأل عنه وتجاهلت وجوده تماما هل كل ما فعله من أجلها ذهب هباءا هكذا بلحظة واحدة ! لكنه هو المخطئ كان عليه أن يتفهم من البداية حنينها وعشقها الدفين للرجل الذي كان سببا في ټدمير زهرته المتفتحة هو من أوهم نفسه ومنح ذاته آمال حمقاء مثله وصدقها والآن يتسكع ويتخبط في أحزانه الساذجة كما وصفها !! 
بدأ يفقد توازنه شيئا فشيء وكذلك وعيه من فرط كمية النبيذ التي تناولها وكان على وشك أن يمد الكأس مرة أخرى حتى يملأه له لولا اليد الرقيقة التي قبضت على رسغه أولا ثم انتزعت الكأس من قبضته وهتفت في عتاب باللغة الإنجليزية 
_ حاتم لقد بحثت عنك بكل مكان ماذا تفعل هنا ! 
رفع نظره لها وابتسم ببلاهة ثم أمسك بالكأس مرة أخرى ورفعه أمامها يريها ما الذي يفعله وهم بأن يقربه من فمه لكنها انتشلته من يده بحدة وقالت 
_ يكفي يبدو إنك شربت كثيرا هيا سأصطحبك للمنزل 
أجابها بصوت ثملا بعدم اكتراث وهو برفض النهوض 
_ سأبقى لبعض الوقت اذهب إنت
اخرجت من حقيبتها نقودا ودفعتهم لصاحب الحانة ثم أمسكت بذراع حاتم تساعده على النهوض وهي تهتف پغضب 
_ هيا سنذهب لن
اتركك أكثر من ذلك ستؤذي نفسك 
بذراعها فرفع هو ذراعه بتلقائية يضعه على كتفه ليستند عليها وسارا معا للخارج 
همهم في نبرة مهمومة 
_ ذهبت وتركتني ! 
لم تجيب عليه فقط ظلت تحاول مساعدته على السير حتى لا يسقط وتتجه به نحو سيارتها حتى اصبحا على بضع خطوات صغيرة منها فسمعته يهتف للمرة الثانية بعدم وعي وهو يبتسم بابتسامة لعوب 
_ إنت جميلة جدا اليوم ما رأيك في أن نقضى بعض الوقت اللطيف معا ! 
رفعت رأسها
لها
وحدقته بدهشة ثم قالت بابتسامة جانبية في حدة متحدثة بلغتها الأم اللبنانية 
_ ما راح حاسبك هلأ مشان شكلك مو بوعيك أبدا بالصبح بس تفيق بيكون النا كلام تاني 
قهقه بخفة ثم وصلا إلى السيارة ففتحت هي باب المقعد الخلفى وساعدته على الدخول والجلوس وقبل أن تغلق الباب وتتجه إلى مقعد القيادة الخاصة بها هتف هو يستكمل كلماته الغير واعية وهو يغمز 
_ لن اتركك اليوم فليكن بعلمك ! 
أجابته بغيظ محاولة كتم ابتسامتها من كلامه الغريب 
_ اصمت ولا تجعلني اندم على قدومي إليك ياوقح
ثم أغلقت الباب واتجهت إلى مقعدها وحركت محرك السيارة منطلقة بها نحو منزله الخاص بينما هو فأرجع رأسه للخلف واغمض عيناه بعدما بدأ النوم يصعد لعيناه ولا يستطيع مقاومته 
خرج نادر من مكتبه وقاد خطواته نحو مكتب عدنان وقف أمام المكتب والټفت برأسه يمينا ويسارا يتأكد من عدم ملاحظة أحد له فمد يده وهم بأن يمسك بالمقبض لولا الصوت الأنوثي الذي استوقفه فالتفتت بجسده للخلف ناحيتها لتهتف الفتاة في تعجب 
_ نادر هو إنت داخل مكتب عدنان بيه ليه ! 
رفع حاجبه مستنكرا سؤالها وأجابها بحزم وغطرسة 
_ نعم

الفتاة في رسمية وجدية 
_ مستر آدم منبه إن محدش يدخل مكتب عدنان بيه طول ما هو مش موجود 
نادر بأعين ساخرة وشرسة وغير مكترثا بما قالته 
_ وأنا مش أي حد يا ليلي ياحبيبتي الأوامر دي تمشي على الموظفين كلهم في الشركة إلا أنا 
ثم الټفت بجسده مرة أخرى ناحية الباب وفتحه ودخل وأغلقه خلفه واندفع فورا نحو مكتب عدنان حاول فتح الإدراج ولكن كلها كانت بأقفال فأخرج من جيبه المفاتيح التي أعطته لها فريدة بعدما أخذتهم من عدنان وفتح واحدا تلو الآخر يبحث بكل واحد منهم عن ملف بعينه حتى أخيرا عثر عليه رفعه لأعلى أمام عيناه يحدق به بنظرات شيطانية ويقول بسعادة ولؤم 
_ أخيرا لقيتك خلينا نتفرج ونستمتع بمشاهدة الامبراطور الأكبر لأل الشافعي وهو بيخسر تعب ومجهود سنين 
أخفى الملف في سترة بذلته واتجه نحو الباب وانصرف لكنه نسى أن يغلق الأدراج كما كانت بالمفاتيح ! 
توقف بالسيارة أمام قصر الشافعي وبمجرد وقوف السيارة فتحت هنا عيناها ببطء لتسمع صوت أبيها وهو يهتف باسما 
_ يلا ياهنايا عشان نشوف نينا 
_ هتفضلي قاعدة في العربية ولا إيه ! 
هزت رأسها بإيجاب في مضض فهي ليست في مزاج يسمح لها لمقابلة والدته وفريدة لم يظهر أي تعبير فقط اغلق باب المقعد الخلفي واستدار متجها بابنته إلى الداخل بينما هي فقالت قبل أن يبتعد عنها في خنق 
_ متتأخروش 
لم يجبها فقط استمر في طريقه للداخل حتى وقف أمام الباب الرئيسي وانزل ابنته من على ذراعيه لتتولى هي مهمة الطرق على
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 323 صفحات