امرأة العقاپ لندى محمود
عيناه فستانها الضيق والمكشوف من الأعلى شعرها المنسدل بانسايبة جزء منه على ظهرها والجزء الآخر على كتفها عيون الجميع متعلقة عليها يأكلونها بنظراتهم أكلا
أظلمت عيناه بشكل مخيف ونيران الغيرة تأججت في صدره كان سيندفع إليها كالثور الهائج لكنه تمالك أعصابه لعدم ملائمة المكان والوقت لما يود فعله بها الآن نظر إلى الرجل وقال بصوت محتدم
هز رأسه الآخر بالموافقة وقال باحترام متبادل
_ اتفضل أكيد
سار نحوها وعيناه لا ترى شيء سوى هدفه لدرجة أن من سيتطلع إليه ويرى وجهه سيصاب بالصدمة من مظهره المريب في تلك اللحظة انتهي آدم من حديثه معها وابتعد بهنا عنها قليلا
التفتت هي برأسها في عفوية على الجانب فوجدته مندفع نحوها ووجهه يشع بشرارة الڠضب وقفت بثبات تام حتى وصل إليها وانحنى عليها يهمس في أذنها بصوت متحشرج محاولا تمالك أنفعالاته
قد عزمت على ارتداء هذه الفستان عمدا حتى تشعله بالنيران كنوع من الكيد ردت عليه ببرود
_ فستان !
_ مش عايز استعباط إنتي لبستي ده بالعند فيا يعني رغم إني الصبح منبه عليكي إنك متطلعيش بلبس مكشوف
جلنار بابتسامة سمجة ومستفزة
_ وأنا اعند معاك ليه ياروحي كل ما في الحكاية إني بحب الفستان ده وشكله حلو عليا عشان كدا لبسته ودي مش أي مناسبة فكان لازم البس اجمل حاجة
_ ماشي ياجلنار حسابك معايا في البيت أنا هربيكي كويس
نظرت إلى الرجل الذي كان يقف معه ولاحظت أنه بين آن والآخر ينظر بتجاههم فقالت ببرود متعمد وهي مبتسمة پشماتة
_ روح ياحبيبي عيب تسيب الراجل مستنيك كدا
نظرة مطولة بينهم كانت ڼارية منه وثلجية منها تنضج بالوعيد منه وغير مبالية منها حتى قطعت النظرة هي عندما تركته وابتعدت متجهة إلى اللوحات حتى تشاهدهم
تتطلع إلى اللوحة تارة من جهة اليسار وتارة من اليمين هاتفة لنفسها بتفكير
_ لوحة إيه !!!
انتفضت بأرضها على أثر الصوت الذي أتاها من ظهرها والتفتت فورا بكامل جسدها فقابلت نفس الشاب الوسيم أو التركي كما وصفته ! والغريب أن للمرة الثالثة تقابله بمحض الصدفة !
تصنعت الثبات وقالت بشموخ
آدم بنظرة
قوية
_ إنتي كنتي بتقولي إيه دلوقتي على اللوحة !
التفتت برأسها إلى اللوحة ورجعت برأسها إليه لتقول بثقة معبرة عن رأيها
_ بقول إنها لوحة شوراع
أشار إلى
لوحته بدهشة وهتف يعيد جملتها بنبرة مستاءة من إھانتها له بمعرضه وأمامه
_ دي لوحة شوراع !
مهرة بقرف وعدم إعجاب
_ أيوة فين الفن فيها دي شبه شارع السوق عندنا لما بيكون يوم الخميس وتفضل ماشي وسط خلق الله مش شايف حد ولا عارف إنت فين
مسح آدم على وجهه بغيظ وهتف
_ إنتي بتقولي إيه !! وبعدين إزاي ډخلتي أصلا
ردت عليه مهرة في نبرة فظة وبغطرسة
_ وإنت مالك دخلت إزاي هو كان معرض اهلك بعدين مالك محموق أوي كدا على اللوحة شكلك دفعت فيها الفلوس ومرضيوش يرجعهالك أنا قولت برضوا والله لوحة زي دي خسارة فيها ربع جنية
انحنى عليها أدم وهمس بنظرة مشټعلة ونبرة محذرة
_ بت انتي احترمي نفسك أنا مش عايز أقل ادبي عليكي يعني جاية معرضي وبتغلطي في لوحتي
وكمان بتقلي ادبك عليا
رمشت بعيناها عدة مرات تستوعب ما سمعته معرضه ولوحته !
ظلت تتلتفت برأسها بين اللوحة وبينه حتى قالت أخيرا بذهول
_ دي لوحتك إنت !!!
_ آه تخيلي
عادت تلقي نظرة متفحصة على اللوحة ثم عادت له وهمست بخفوت وجدية كان ملحوظ في نبرتها
_ هو إنت عندك حالة نفسية يعني اهلك كانوا لا مؤاخذة بيضربوك إنت وصغير فطلعت معقد أصل أنا أعرف عيل عندنا في المنطقة كان عنده توحد وحالته شبهك كدا فكان أهله بيدوله كراسة الرسم ويفضل يشخبط بالالوان بس لدرجة أنهم شكوا أنه ملبوس و
أوقفها عن الكلام وصاح بها منفعلا
_ بس إيه العبط اللي بتقوليه ده !
_ ده مش عبط دي دراسات نفسية نصيحة مني الحق نفسك قبل ما الحالة تتدهور
جز آدم على أسنانه وقال
_ إنتي قولتيلي اسمك إيه !
_ مهرة
_ طيب يامهرة برا
تنهدت الصعداء وقالت باستسلام في وجه متأثر
_ طيب خلاص تصدق صعبت عليا هشتريها منك بس مش هدفع فيها اكتر من خمسة جنية وكترت عليها الصراحة
ابتسم آدم بسماجة وقال في نبرة فظة
_ شرفتيني يامهرة واتمنى تكون آخر مرة نتقابل فيها
ألقت عليها نظرة ساخرة وهي تلوى فمها ثم قالت