امرأة العقاپ لندى محمود
شركة الشافعي تحديدا بمكتب عدنان في الطابق الثالث
بينما كان يجلس على مقعده أمام المكتب ويقوم بإنهاء أعماله كانت هنا تجلس على الأريكة وتمسك بهاتف والدها تشاهد أحد أفلام الاطفال المشهور القط والفأر وبين آن والآخر تنطلق منها ضحكة طفولية وعفوية عندما تشاهد مشهدا مضحكا فيلتفت لها برأسه ويبتسم بدفء ويعود ويكمل عمله
_ الأوراق دي محتاجة توقيع حضرتك يافندم
التقط من يدها الملفات وتفقدها متمتما دون أن ينظر لها
_ عملتي إيه في موضوع نادر ياليلى
_للأسف مفيش أي حاجة في مكتبه وتصرفاته كلها طبيعية حتى الآن !
رفع نظره عن الأوراق ونظر لها وهو يهز رأسه بإيجاب
وعينان شاردة تفكر بشيء آخر فطرحت ليلى سؤالها وقالت بتساءل واهتمام
_ طيب حضرتك هتعمل إيه ياعدنان بيه الملفات دي مهمة جدا وفيها صفقة بملايين !
_ إنتي لسا جديدة معايا ومتعرفنيش اصبري واتفرجي ياليلى هعمل إيه
لاحت ابتسامة على ثغر الأخرى نظرة كلها ثقة وتشوق
بينما هو فقال وهو ينظر لابنته
_ اطلبي ليا ولهنا يا ليلى غدا من المطعم
نظرت إلى هنا المنشغلة بالمشاهدة على الهاتف وابتسمت ثم رجعت برأسها ناحيته وقالت بود
عدنان بنظرة محبة
_ هنون تعالى ياملاكي
تركت الهاتف من يدها فور سماعها لصوت أبيها وهو يطلب منها القدوم إليه توقفت وتحركت إليه حتى وقفت أمامه فحملها واجلسها
على سطح المكتب أمامه وغمغم بحنو أبوي
_ دلوقتي وقت الغدا جه وطنط ليلى هتجبلنا الأكل عشان نتغدا تحبي بقى ناكل إيه ياحياتي
_ مش كبيرة عليا شوية طنط دي ياعدنان بيه
انطلقت منه ضحكة بسيطة ثم أجابها من بين ضحكته
_ خلاص يا ليلي هخليها تقولك ليلى من غير أي حاجة حلو كدا
ليلى كاتمة ضحكتها
_ حلو هااا ياسكرة تحبي تاكلي إيه النهارده ده بابي أول مرة يعملها ويتغدا في المكتب هنا وده عشان إنتي موجودة بس يعني استغلي الفرصة
فور انصراف ليلى نظر هو لصغيرته وقال
_ هااا قوليلي كنت بتتفرجي إيه بقى
هتفت هنا بلطافة لا تقاوم وقد عادت لطبيعتها على عكس الخجل الذي كان يهيمن عليها للتو
_ Tom and jerry القط والفأر توم وجيري
_ طيب إيه رأيك أول ما يجي الأكل نطلع وناكل فوق على الروف هيعجبك أوي
هزت رأسها بإيجاب في وجه مشرق بإبتسامتها الرائعة ثم عبست وقالت بحزن
_ بابي ماما كانت زعلانة الصبح
_ ليه !!!
_ عشان أنا سبتها وحدها وجيت معاك
قهقه بقوة وأجاب على ابنته
_ بجد !! طيب تعالي هنكلمها ونشوفها لسا زعلانة ولا لا
أمسك بهاتفه وأجرى مكالمة فديو بها وبعد لحظات من الرن المستمر انفتح الاتصال أخيرا وثواني حتى ظهر وجهها بشاشة الهاتف كانت قاطبة حاجبيها من اتصاله حتى وجدته يهتف وهو يوجه الهاتف عليه هو وهنا ويقول باسما
_ هنون بتقول إنك كنتي زعلانة ياماما الصبح عشان سابتك وجات معايا فقولنا نتصل ونشوف ماما لسا زعلانة ولا إيه بظبط
كتمت جلنار ضحكة عالية كانت ستنطلق منها ورسمت العبوس والضيق على وجهها بمهارة لتجيبه بتأكيد
_ أيوة زعلانة يهون عليها تسيب مامي وحدها في البيت كدا !
ردت هنا على أمها بوجه حزين لعبوس والدتها
_ خلاص مش تزعلي هنجبلك شيكولاته احنا وجايين
_ هتجبيلي قد إيه !
فتحت ذراعيها على أخرهم وقالت برقة
_ كتييييير أوي قد كدا مش صح يابابي
أجابها عدنان ضاحكا
_ صح ياروح بابي تحبي نجبلك حاجة تاني ياماما واحنا جايين
_ لا
كفاية الشيكولاته
تفوهت به جلنار وهي شبه ضاحكة حتى قالت بتذكر وجدية
_ أكلتوا ولا لسا
ردت هنا مسرعة وحماس
_ لسا طنط ليلى راحت تجيب الأكل
هتفت جلنار باهتمام وحزم
_ خلي بالك ياعدنان ومتجبوش أكل مش healthy وأهم حاجة تخليها تغسل إيدها كويس أوي قبل الأكل وكمان
_ خلاص ياجلنار أنا عارف كل ده أكيد متقلقيش كل حاجة زي الفل الحمدلله يلا سلام هقفل عشان ورايا كام حاجة عايز اخلصها
ثم وجه الهاتف على وجه صغيرته وهتف
_ يلا قولي باي لماما
لوحت هنا بيدها لأمها ثم كتمت بكفها الصغير على فمها ترسل لها قبلة في الهواء من خلف شاشة الهاتف ففعلت جلنار بالمثل وهي تضحك بحب ودفء
دوى صوت رنين باب المنزل فور انتهائها من حديثها مع ابنتها وزوجها في الهاتف