ليلى
الله يرحمه ټوفي بقاله قد أية
بقاله خمس شهور ..
الله يرحمه .. زين بيه كانت سمعته طيبة جدا
هو حضرتك كنت تعرفه..
هتفت نور بها و هي تنظر له بلهفة و كأنها تنتظر أخبار عن حبيبها الغائب ليبتسم و قد بدأت تتجاوب معه و قال
حقيقة أنا معرفهوش معرفة شخصية لكن ابني هو اللي شركته ليها تعاملات معاه.. و بصراحة كان دايما بيشكر فيه و بيثني علي أمانته ..
بدأت حالتها تتحسن و هي تستشعر حنان الأب بهذا الطبيب الذي لا يعاملها كمريضته بل كابنة له..
و بعد عدة زيارات متتالية
شوفي بقا أنا صابر عليكي قد اية ..
لازم بقا تنفذي وعدك و تبدأي تحكيلي ..
ابتسمت له و قالت برقتها المعهودة
عايزني أبدأ أحكي من فين بالظبط
شوف يا دكتور محسن ...
من وجهة نظري أنا ان المشكلة بدأت من أول لما ليلي سافرت
قولتيلي ليلي تبقي أختك صح !
اه .. توأمي
امم.. كملي .. اية المشكلة اللي بدأت مع سفر ليلي
سفر ليلي أصلا هو اللي كان مشكلة ..
وضحي أكتر يا نور .. أحكي كأنك بتفتكري مع نفسك كأني مش موجود .. متستنيش أني أقولك كملي .. احكي و بس
بنات توأم ... انا و ليلي و فاطمة و هنا .. أحنا كنا متعلقين ببعض بطريقة خرافية ... بنحب بعض جدا .. مكناش متخيلين أن في حاجة ممكن تبعدنا عن بعض .. لحد ما خلصنا الاعدادية و كنا داخلين ثانوي ... ليلي ساعتها طلبت من بابا أنها تسافر ألمانيا و تكمل دراستها الثانوي هناك و تدخل كلية طب كمان هناك.. المشكلة بقا بدأت بعدم تقبلنا لسفرها .. زي ما قولت لحضرتك .. تعلقنا ببعض كان كبير .. لكن ليلي كانت بتبص لمستقبلها.. مقدرش اتهمها بالأنانية زي ما فاطمة ما أتهمتها .. لأنها كانت أكتر واحدة متعلقة بليلي .. لكن اللي حصل بعد كدة أن فاطمة بدأت تدخل في حالة اكتئاب و مكنتش متقبلة سفر ليلي .. و بدأت فاطمة تبقي عدوانية جدا مع ليلي في كل إجازة هي بتنزل فيها ... لدرجة ان ليلي مبقتش عايزة تنزل إجازات خوفا من تصرفات فاطمة معاها و اللي بابا و ماما حاولوا كتير يمنعوها و يقوموها بس مفيش فايدة ..
مش فاهمة قصد حضرتك ..
يعني ممكن تكون غيرة مثلا أن والدكم سفرها هي بس و أنتم لا او حاجة زي كدة ..
لا لا ... مش دة تفكير فاطمة نهائي ... لأن فاطمة عارفة كويس أنها هي كمان لو طلبت من بابا يسفرها هي كمان مكنش هيمانع .. فاطمة بس مشكلتها انها حساسة اووي ... مكنتش قادرة تتقبل بعد ليلي عنها لحد ما الموضوع اتقلب انها تبقي عدوانية معاها
توأمنا يعني .. بس بعد كدة فرحنا بدأ يتحول لخوف لما تخيلنا رد فعل بابا لما قالتلنا أن هي بتحب دكتورها في الجامعة اللي كان وقتها عنده ٣٥ سنة !!
طبعا كانت صدمة بالنسبالنا .. دة اكبر منها بخمستاشر سنة ..
يا له من ماض مؤلم .. أخرجتها منه صوت الدقات علي الباب حينما سمعت صوتها الدافئ هاتفا
نور .. نوري .. أنتي صاحية
أدخلي يا ليلي ..
فتح الباب لتطل منه بقامتها القصيرة و تسير بابتسامة جميلة و لكن من كثرة الحزن أصبحت باهتة.. جلست علي الفراش أمامها و قالت
عاملة أية !
كويسة .. المهم أنتي بقالي يومين شيفاكي مش مظبوطة .. مالك !
تنهدت و هي تنظر أرضا و تحدثت بحزن دفين قائلة
فارس رجع !!!
كان ينظر إليه و هو قاطب حاجبيه و قال بسخط
و مسمعتهاش ليه يا فالح !!
اسمع اية يا فارس .. بقولك كانت واقفة.. افهم منها أية !!!
مش يمكن عندها مبرر يا يوسف ..
نظر له و كأنه كائن فضائي و قال
مبرر!!... يعني أنت لو كنت لقيت ليلي واقفة واحد تاني هتقف تسمعها و تفهم مبرراتها !!
يوسف...
هتف بها فارس پغضب .. و زفر يوسف بندم علي ما قاله ..
وضع يده علي كتفه و هو يقول معتذرا
مش قصدي يا فارس .. بس أنا فيا اللي مكفيني .. متخيل لما تقعد أكتر من خمس سنين حاطط أملك في حد و يخذلك ...
متخيل يا يوسف .. بس أنت كنت لازم تبقي أهدي من كدة .. كنت لازم تسمعها .. مش تقعد ټعذب في نفسك و تحط ايدك علي خدك و تتخيل سيناريوهات مش موجودة أصلا
انا كنت حاسس ان مخي وقف ساعتها و معرفتش أتصرف
اللي حصل حصل .. المهم تعرف انت هتعمل أية
هستني شوية أشوف هي هتعمل اية