الأربعاء 25 ديسمبر 2024

جوازة نت لمنى لطفي

انت في الصفحة 2 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز


الأم بجدية بالغة
عاوزة تسافري يبقى مع جوزك تتجوزى الأول وبعدين تبقي تسافري مطرح ما انت عاوزة انما غير كدا مالكيش كلام في الموضوع دا ودلوقتي ياللا علشان نتغدى قبل ما الاكل يبرد 
اجابت منة بنزق 
ايه دا انا اعرف الواحد يسافر بجواز سفر مش بجواز بحق وحقيقي والبيه هاخده ايه بقه ان شاء الله التأشيرة بتاعت السفر ولا هاند باج في ايدي على الطيارة وأسربه أول ما انزل منها 

قالت الأم وهى تتأفف بغيظ
ايه تسربيه انت يا بنتي انت بتجيبي الكلام دا منين اهو دا اللي انت فالحه فيه التريقة 
الاب تدخل مانعا ابنته من الرد على امها قائلا بجدية ونظرة صارمة على وجهه
منة خلاص اقفلي الموضوع دا دلوقتي يعني هي التأشيرة على الباب والطيارة مستنية ياللا نتغدى وابقي فكري كويس عاوزة تعملي ايه وانا ممكن اكلملك عمك فخري الشركة اللي هو بيشتغل فيها رئيس للشؤون القانونية شركة هندسية كبيرة بتبني مجمعات سكنية وبيحتاجوا مهندسين ديكور في تنفيذ التشطيبات الداخليه هكلمهولك وان شاء الله خير 
رد احمد ضاحكا محاولا ترطيب الاجواء
كټفت منة ذراعيها وطالعته بسخرية قائلة
يا عم الغرور دا كله شوية تواضع علشان الغلابة اللي زيي وبعدين هو كان مكتبك لوحدك انت معاك اتنين غيرك 
أحمد بثقة تامة
مالكيش دعوه اعتبري نفسك في فترة تمرين من بكرة انت عارفة عمر وسيف عمرهم ما هيقولوا لأ 
منة وهى تصطنع المړض
يا خړابي هو انا قادرة عليك انت لوحدك علشان تجيب لي احمد وشركاه 
الاب بجدية 
خلاص نقفل الموضوع دا دلوقتي ويا للا علشان نتغدى وابقوا اتجادلوا بعدين 
واتجه الاربعة حيث غرفة الطعام لتناول الاصناف الشهية التى تبرع في اعدادها الأم 
استيقظت منة في صباح اليوم التالي ونظرت الى الساعة الموضوعة فوق الجارور بجانبها والتي تشير عقاربها الى السابعة والنصف صباحا شهقت ونفضت الغطاء من فوقها لتقوم سريعا وتناولت منشفتها متجهة الى خارج الغرفة بخطوات سريعة وهى تقول 
مش هخلص من أحمد هيقعد يقوللي هتأخريني وأخرتيني 
قابلت أم محمود السيدة الممتلئة البدن الخمسينية العمر والتي تأتي يوميا لمساعدة والدتها في شؤون المنزل ولم تكن موجودة بالأمس حيث صادف يوم أجازتها الاسبوعية ابتسمت منة ملقية عليها تحية الصباح
صباح الفل يا أم محمود 
أم محمود ببشاشة
صباح الورد والياسمين على عيونك يا ست منة ياللا على ما تخلصي حمامك يكون الفطار جاهز 
أم محمود تبادلها المزاح
أوكيك يا عسليتنا 
منة بتقطيبة جبين ونبرة جدية مفتعلة
كيك كيك بالشوكولاتة ولا البرتقال انت عارفاني الشوكولاتة حبيبتي أنا أنما البرتقال وحركت كتفها بدلال متابعة 
أحبووووش 
دخلت الحمام وسط ضحكات ام محمود 
وقفت منة أمام مرآة الزينة في غرفتها تطالع شكلها النهائي اختارت طقما عمليا للذهاب الى المكتب الهندسي مع شقيقها يتكون من فستان قطني ابيض اللون يصل الى الركبة ذو نقوش من الازهار الصغيرة زرقاء اللون المطبعة على حواف الفستان من الاسفل وذات النقوش مطبوعة على حواف الكم القصير للفستان ومن الاسفل بنطالا من الجينز الازرق وفوق الفستان سترة قصيرة
بأكمام طويلة من الجينز الازرق ايضا وانتعلت حذاءا رياضيا أبيض اللون ثم عكصت شعرها الكستنائي الناعم الذي يكاد يصل الى خصرها على هيئة كعكة صارمة لتغطيه بعد ذلك بحجاب رقيق عبارة عن وشاح من القماش الناعم ابيض اللون موشي بتعاريج زرقاء بسيطة في لفة محتشمةابتسمت لما رأته امامها فهي أنيقة ولكن بغير اسفاف وضحكت عيناها اللوزتين المكللتين برموش طويلة معقوفة الى اعلى وكأنها موشاة بأداة تلوين الرموش ولكنه صنعة رب العالمين اسفلها أنف صغير مرفوع الى الاعلى دليل للعناد الذي هو خصلتها المتأصلة فيها ويعلو هذا الانف شفتين مكتنزتين حمراوين بلون ثمرة الفراولة الطازجة نظرت الى وجهها يمينا ويسارا ببشرته الذهبية والتي كانت تفخر بها فمن يراها يصفها دائما بأنها تملك الجمال المصري الاصيل وهذا الامر كان يبهجها فهي لم تكن كباقي فتيات جيلها ممن يصبغن شعورهن بالوان صاړخة ويرتدين العدسات الملونة فبرأيها ليس هناك أجمل من الهيئة التي خلقها الله عليها كان جسدها متناسق ومع أنها لم تكن من ذوات ممارسة الحمية بشكل دائم ولكن ممارستها لرياضة السير بشكل يومي في النادي الرياضي المشترك به عائلتها ساعدها في الحفاظ على لياقتها البدنية 
لم تضع أي زينة كعادتها فهي ليست من هواة هذه الالوان التي يضعنها صديقاتها وكأنهن ذاهبات الى حفل ليلي وليس للدراسة او العمل او حتى يصلح للخروج نهارا واكتفت بمرطب للشفاه عديم اللون وارتدت حقيبتها القماشية بشكل عكسي كما تحب دائما كي يسهل عليها
 

انت في الصفحة 2 من 117 صفحات