مُر الإهمال لناهد خالد
صباحا يستيقظ ليفطر سريعا ومن ثم يرتدي ملابسه ويذهب للشركه مع حديث قليل بينهما وحينما يعود إن عاد مبكرا يكون منهكا فيغير ثيابه ويتناول عشائه ويجلس قليلا وبالطبع لن تفتح معه مواضيع وهو منهك هكذا وبعدها يذهبوا للنوم... روتين يومي ممل لأبعد حد وتتعجب كيف أصبحت حياتهم هكذا بعد كل الحب الذي بينهم! لم يكن يزن بهذه الحاله في الأشهر الأولي لزواجهم بل كان يغدقها بالحب والاهتمام ولكن بعد عدة أشهر قليله تحولت حياتهم تدريجيا لتصبح بما عليه الآن فقد مر ما يقرب علي عامان ونصف منذ زواجهم.. تتسائل إن كان هذا هو الحال ولم يمر كثير علي زواجهم إذا ماذا سيحدث بعد عشر سنوات وربما أكثر!!
استفاقت علي صوت أكرم فابتسمت له
_صباح النور يا حبيبي.. مروحتش شغلك النهارده!
_مينفعش اسيبك وأنت تعبانه كده.. عامله ايه دلوقتي
_احسن الحمد لله..
_أكرم بيه.
_ايوه يا حسن.
_يزن بيه تحت وعاوز حضرتك.
نظرت له بصمت فقال
_ماشي انزل انت وانا جاي وراك وشوفه يشرب ايه.
_ها حابه ترجعي امتي
_مش دلوقتي يا أكرم..
أمنيه الموضوع مش حكايه اللي حصل امبارح صح!
ابتلعت ريقها بهدوء قائله
_أكرم ممكن متضغطش عليا أنا محتاجه افضل هنا فتره ومعرفش قد اي يمكن اسبوع ويمكن اكتر معرفش بس مش هرجع دلوقتي واه الموضوع مش بس اللي حصل امبارح في حاجات تانيه مش حابه اتكلم دلوقتي.
_قوله نايمه.
نظر لها بدهشه فما كل هذا الرفض الموجه ليزن من ناحيتها يبدو أن الأمر يستحق!
نزل درجات الفيلا بهدوء واتجه لمكان تواجد يزن..
_نورت يا يزن.
_أهلا يا أكرم..
_اتفضل اقعد..
_أنا مش جاي اقعد يا اكرم أنا جاي اشوف مراتي اللي جت عندك هنا من غير أذني.
_بس على الاقل كنت كلمني أنت.
_أنا عارف إن كان لازم نعرفك بس صدقني أنا كنت خاېف عليها ومشغول معها من وقت ماعرفت انها في المستشفى ومجاش في بالي اكلمك.
_حصل خير عن اذنك هطلع اشوفها.
قالها وهو يتجه للصعود حينما توقف علي صوت أكرم المضطرب قليلا فالوضع محرج له..
_يزن أمنيه نايمه دلوقتي.
التف يسأله بعقدة حاجبيه
_وفيها ايه يعني هو انا حد غريب!
_لا مش قصدي بس..
_في أيه يا أكرم! بعدين ما انا كده كده هاخدها معايا.
_لا هي حابه تفضل هنا شويه.
اتسعت عيناه بدهشه قائلا
_نعم! يعني ايه تفضل هنا شويه!
_هي حابه تغير جو وتفضل هنا كمان بعد اللي حصل في الشقه هتخاف ترجع دلوقتي.
_وانا مش معاها يعني!
_هتبقي في شغلك يا يزن وهي مش هتعرف تقعد لوحدها في الشقه ومش هتفضل طول الوقت عند والدتك واخوك موجود.
_لا لحظه يا أكرم عشان انا عاوز افهم في أيه بالضبط لأن كل اللي بتقوله ده مش داخل دماغي في حاجه هي قالتهالك انا معرفهاش!
_بص يا يزن اللي اقدر اقوله أن واضح إن أمنيه عندها أسباب لوجودها هنا بس حقيقي هي لسه متكلمتش معايا ومعرفش اي اسبابها بالضبط.
_أسباب! وياتري برضو مش عاوزه تشوفني!
كاد أكرم يجيبه حينما رن هاتف يزن فأخرجه ليجدها دينا.
_الو..
_يزن تعالي بسرعه بليز وصلني الجامعه لأن عندي امتحان كمان نص ساعة وعربيتي عطلت وعادل مش هنا راح الشغل.
_حاضر يا دينا جاي.
أغلق الهاتف ووجه نظره ل أكرم يسأله
_ويا تري هتروح امتحاناتها ولا لأ
قطب أكرم حاجبيه بذهول
_امتحاناتها! أمنيه مخلصه امتحانات من أسبوعين يا يزن!
_ اسبوعين!
قالها يزن بدهشه فهو لا يعرف متي بدأت من الأساس فدينا أول امتحان لها اليوم وهما بنفس الجامعه وبنفس السنه الدراسيه الأخيره! ولكن مع اختلاف القسم فقط..
أما أكرم فبدأت الأمور تتضح له فكيف يكون زوجها ولا يعرف متي تنهي امتحاناتها ومتي تبدأ! فمن الواضح أن يزن ليس له وجود بحياة أخته وما خفي كان أعظم...
_امشي يا يزن شوف وراك أيه ونصيحه مني راجع نفسك وشوف أنت مأثر مع مراتك في أيه وايه اللي عملته يخليها تيجي تقعد معايا هنا رغم أن المفروض بعد اللي حصل كنت تكون أنت أول حد تسأل عليه وتحتاجه عشان يطمنها شوف ايه الغلط في حياتكوا يا يزن والأفضل أنك تكتشفه قبل ما ييجي وقت المواجهه بينك وبينها عشان تلاقي رد تقولوا لها.
نظر له يزن بتفكير ولأول مره يشعر أن أكرم معه حق بحديثه يجب أن يفكر مع نفسه ويكتشف ما الخلل بحياتهم وماذا حدث في الفتره الأخيره يجعلها لا تريد العوده لمنزلها بل ولم تحتاجه لجوارها بعد ما مرت به!
كانت جالسه فوق فراشها كالعاده تتذكر أحد المواقف بينهما والتي كانت قبل عدة أشهر ..
دلف لغرفتهما بعد الإفطار ليرتدي ملابسه ويذهب لشركته دلفت خلفه تريد التحدث معه لكي تخبره برغبتها في الذهاب مع صديقتها للتسوق