الأربعاء 25 ديسمبر 2024

متاهة الأقدار..بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

نهشه الخۏف عليها فمد يده نحو جبهتها فانتفضت شوشو وابعدت وجهها عنه وتبدلت نظراتها إلى أخرى جامدة باردة فسارع معتذرا
أنا أسف أني لمستك بس كنت عايز اطمن أنك مش سخنة عموما أنا هخرج استناك برة لحد ما تغيري البدلة علشان نروح المستشفى.
لم يمهلها الوقت لتعترض وغادر سريعا وهو يلتقط هاتفه وسمعته من خلف باب غرفتها الذي حرص على غلقه خلفه يخبر أحدهم أنه أت إليهم وبرفقته مريضة هامة وخلال الساعات التالية أصيبت شوشو بالصدمة لتلك الأيدي التي أخذت تتفحصها وتخضعها للعديد من التحاليل والأشعة بل والأكثر صدمة لها كانت الغرفة التي أعدها لتبقى بداخلها حتى يطمئن على صحتها مما أثار بداخلها الريبة وظنته يفعل هذا لأمر أخر لا تدرك ماهيته بتلك اللحظة.
...
اختطاف..
للمرة الأولى منذ سنوات تغمض عينيها وتنام مل جفنيها لتستيقظ على صوت عذب يقول
صباح الخير يا افندم أنا أسفة أني صحيتك بس الدكتور طلب مني أسحب عينة ډم للتحليل.
زوت شوشو حاجبيها ورمقتها بحيرة تتساءل عن أي تحاليل تتحدث لتتذكر مكانها فهزت رأسها بالموافقة وحين وغزت الممرضة ساعدها انتفضت وتأوهت في اللحظة نفسها التي ظهر بها رائف على استحياء يطلب الإذن باستكمال دخوله مما أربك شوشو فأخذت تحدق به بحيرة تحاول سبر أغواره وحين فشلت أومأت بموافقتها حينها استدارت الممرضة واستأذنت فاستكمل رائف سيره نحوها ومد يده وجذب أقرب المقاعد منه ووضعه بالقرب من فراشها وجلس يتابع تحديقه بها لتحمحم شوشو ف حك ذقنه بحرج وأردف 
طمنيني عليك لسه حاسة بالمغص
هزت شوشو رأسها بالنفي وأكدت بإجابتها
لأ أنا كويسة الحمد لله وعلى فكرة مكنش في أي داعي إن حضرتك تجيبني المستشفى وتخليهم يكشفوا عليا ويعملوا لي كل الأشعة والتحاليل اللي عملوها علشان اشتكيت من شوية مغص و...
قاطعها صوت الطبيب الذي ولج دون أن تنتبه له
للأسف يا مدام شوشو شوية المغص اللي حضرتك مستهونة بيهم طلعوا إنذار بإلتهاب الزايدة عندك.
مد رائف يده والتقط كفها وربته برقة مردفا
شوفتي بقى إن الموضوع طلع يستاهل عموما أنا هخلي الدكتور يعمل اللازم علشان تعملي العملية و...
سحبت شوشو يدها منه وهزت رأسها بالنفي قائلة
عملية إيه اللي بتتكلم عنها يا رائف باشا أنا قلت لك أني كويسة وبعدين أنا مش هعمل أي عمليات وهمشي علشان أشوف شغلي.
نفضت شوشو الغطاء عنها وهمت بمغادرة الفراش لتمنعها يد رائف وقوله
شغل إيه دا اللي عايزة تمشي علشانه بقولك إيه أهدي يا شوشو واسمعي الكلام أنت مش هتمشي من هنا إلا لما تعملي العملية واطمن على صحتك بنفسي ولعلمك أنا هطلب من الدكتور ميكتبش أي تصريح خروج ليك إلا لما يديني التمام إنك بقيتي كويسة ومافيش أي خطړ على حياتك وبعدها هاخدك فمكان تستجمي فيه طول فترة النقاهة وتفصلي دماغك عن أي حاجة أما الشغل فمتفكريش فيه نهائي ولو على سامي فأنا هبلغه أنك فأجازة شهرين لحد ما تتعافي ولو حابة الأجازة تكون اكتر من شهرين أأمري وأمرك مطاع.
لم تدر شوشو متى وافقت وأذنت له ليتولى رائف أدارة كافة أمورها بسهولة ويسر كأنه دوما يدير شئونها وكلما مرت الساعات عليها وهو يتحرك بالقرب منه زادت حيرتها لاستحبابها اهتمامه بها وتنعهمها بتدليله الذي أغدق عليها به وعلى مدار الأسبوع كانت تتحرك بآلية وتتنقل من يد ذاك الطبيب إلى ذاك حتى انتهت جراحتها بسلام وبدأت أولى خطوات طريق التعافي الذي فرضه عليها رائف بحزم وتقبلته هي

انت في الصفحة 3 من 11 صفحات