متاهة الأقدار..بقلم منى أحمد حافظ
أني أخرج معاه أو أقعد معاه فهميني ليه مصرة تحرميني من الحاجة اللي فرحت قلبي من بعد مۏت بابا فهميني إيه السبب اللي خلاك تقوليلي لأ عمرو لأ
ازداد بكاء چوري لتجاهل والدتها حديثها فمدت يدها وتمسكت بساعدها وأردفت بتوسل
_ أرجوك يا ماما بلاش تحرميني من عمرو لأني بحبه ومش هقدر استغنى عنه أبوس أيدك وافقي على قربي منه وأنا أوعدك أني مش هطلب منك أي حاجة تاني.
_ تتجوزيني يا چوري
كادت تطير من فرط سعادتها والتفتت تحدق بوجه والدتها تخبرها بطلبه وبموافقتها غافلة عن نظرات الوجل التي سكنت عين والدتها ولم تلحظ شحوب وجهها وأمام إصرار عمرو وتشبث چوري به وافقت خوفا من تنفيذ چوري لټهديدها والهرب معه.
وكحال الحياة تبدل الأجواء من شيمها تبدلت حياة چوري رويدا رويدا وبدأ عمرو يبتعد عنها ويتأخر بموعد عودته ليخبرها ذات يوم بأنه خسر صفقة هامة وخسر معها جزء كبير من ثروته وطلب منها الموافقة على بيع مسكنهم الخاص والانتقال للعيش برفقة والدتها ومر الشهر تلو الأخر ما بين شجار وإهمال من قبل عمرو ولكن ما أرق چوري أكثر واحزنها هو تأخر حملها ورفض عمرو ذهابها لأي طبيب.
ومضى عاما ثالث نضجت چوري كثيرا خلاله ولم تعد المراهقة الصغيرة يافعة المشاعر وتحررت من شرنقة انعزالها وتحكمات الجميع بها وخرجت تبحث عن عمل ولكنها قوبلت بالرفض فهي لم تنهي دراستها ولم تحصل على أي مؤهل كانت تلك الصڤعة قاټلة جعلها الرفض تتساءل أي حياة تلك التي وافقت بتهور وعناد على عيشها وكيف ارتضت لنفسها ان تكون مهمشة وغير مرئية بلا كيان أو هدف ولما لم تثابر لتستكمل دراستها أسئلة كثيرة دارت داخلها زادتها حزنا وندما فهي اهملت نفسها وتمسكت بعنادها حتى اضاعت حياتها.
في بادئ الأمر رفضت چوري ولكن بعد ضغط مستمر من عمر وافقت والتحقت بالعمل وأصبحت تتغيب عن منزلها ساعات طويلة وبسبب تغيبها لم تلحظ چوري تبدل حال والدتها واهتمامها الغريب بمظهرها الذي بات ملوحظا لدى الجميع إلا هي.
_ الظاهر إن ربنا استجاب لدعاك يا مدام چوري وهتبقي أم.
لم تصدق چوري أذنيها وخرت ساجدة لله تحمده ودموعها تسيل بغزارة على وجهها وبعد ثوان هبت على قدميها وأسرعت إلى منزلها لتزف البشرى لزوجها.
وبمنزلها وبغرفة نومها هي وزوجها كان الشيطان قد أحكم