اباطرة العشق لنهال مصطفى
ان تجوزت ناصر وهي تكره عفاف وزوجها واولادها كره الفئران للقطط .. وجودهم في مكان واحد ماهو الا تجمع بنزين مع كبريت .
استيقظ البيت كله الا سليم مازال خالدا في نومه العميق .. مازالت ماجده تبحث عنه بعيون تائهه ثم ركضت نحو المطبخ بعفويه
صباح الخير يامراة عمي .
خير عليكي ياماجده .. خير بابتي !
تحبي اساعدك في حاجه !
عفاف وهي تضع اللبن في ابريقه
شالله تعيشي يابتي .. خلاص البنات خلصوا كل حاجه .. يلا عشان تفطري .
تشبثت بلهفه في معصمها والكلمات تتلعثم بحلقها
هو سليم صحي !
عفاف بلا اهتمام
مخابراش والله يابتي .. روحي شوفيه صحي ولا لا .
كلماتها قفزت السعاده بداخل ماجده
ايه دا اروح اصحيه عادي كده !! وفيها اي يعني يلا يلا ياماجده فرصتك وجات لحد عندك.
ركضت ماجده بعجل نحو غرفة سليم بخطوات تكاد ان تخترق الارض .. وصلت الي باب غرفته ثم طرقته بهدوء لم تجد اي جواب ..
ثارت جيوش الخۏف والرهبة بداخلها وشرعت ان تتراجع خطوات للخلف وهي تنظر له بعيون اوشكت علي البكاء
جيت اقولك ان .. ان ال الاكل جهز تحت .
ودا يديكي الحق انك تتدخلي اوضتي يابت ناصر !
انسكبت دمعه حاره علي وجنتها وحركة صوابع قدميها المتكوره وضربات قلبها المتسارعه
منا خبطت كتير وانت مردتش
عااال !! تقومي تدخلي اكده علي انا ونايم .
تبادلا الانظار سويا لبرهه ثم تحركت متأهبه للذهاب ولكنه اوقفها بقبضته المفاجئه علي معصمها حتي غرزت اصابعه في لحمها قائلا بنبره تحذيريه
اول واخر مره تعتبي ناحية اهنه .. فاهمه ياماجده !
اندفعت شلالات الدمع من عينيها بحراره وتركته وغادرت غرفته وهي تغلق الباب خلفها بقوة زلزلت جدران القصر
تجمعت العائله حول مائده الطعام يتناولون فطارهم .. جلس جدهم الاكبر الذي تخطاه المشيب وهلك بدنه ولكنه مازال يتمتع بالقوه والصرامه علي مقدمه الطاوله محدقا النظر اليهم
غصة علقت في حلق الجميع وساد الصمت لبرهه بين جوله العيون المتبادله فيما بينهم .. ضړب الجد الارض بمؤخرة عكازه بقوة
اتكتمتوا لييه !! ماتنطقوا .
اخترق مجلسهم فجاه فأردف قائلا
سليم اهو قدامك ياجدي .. صباح الخير ياهواري ياكبير .
كرر الجد مجددا سؤاله
وصفوة وماجدة فين !
ثريا ماجده فوق راحت تجيب حاجه واهي نازله .
وصفوة !!!!!!
تلعثمت الكلمات لتخرج من بين شفتي عفاف بصعوبة
راحت الجامعه بتقول عندها شغل مهم والله حذرتها ق
لم تكمل عفاف كلماتها وثب الجد قائما بضجر
انتوا ازاي تسيبوها تخرج اكده هو انا مش منبه محدش يخطي عتبة البيت منيهم انتوا ماعتسمعوش الكلام لييييه .
وقفوا جميعهم يتبادلون النظرات
ثم قالت ثريا كلها ساعتين ياعمي وهترجع بتي وانا خابره راسها زين .. مش هتنفذ غير اللي في دماغها .
رمقها راجح بنظرة حادة تحمل بين طياتها اللوم والعتاب
الغلطه بفوره اهنه .. وكلاب العتامنه ماعيرحمووش ياثريا .. ثم نادي ع الغفير انت يااااااااولد
ايوه ايوه جنابك
قال الغفير جملته وهو يركض نحوه متعجلا
تروح قصاد الجامعه انت والرجاله .. وتجيب بت ناصر وتيجوا طوالى .. فاهمنى .
فاهم جنابك
نظر اليه سليم في مضض وهو يرتشف المياه ويستمع لكلمات جده بضيق فاكمل الجد كلامه بصيغه آمره
محمد ومجدى وسليم وعماد خلصوا وكل وحصلوني علي جوه
قال الجد كلماته الاخيره وهو علي وشك المغادرة ويلحف عبائته علي كتفه بعدما تركهم في معركه افكارهم وقلقهم .
عفاف مناجيه ربها ياتري ناوي علي ايه يا عمي !
يسر بتلقائيه قلبي بيقولي ان جدي مخطط لحاجه كبيره اوي وانا متأكده انها هتكون مفاجئة للكل
محمد وهو يضع اللقمة بفمه
مش عارف بس ياتري اي هي !
اردفت ماجده في منتصف حديثهم ثم رمقت سليم المنغمس في تناول طعامه بنظرة متحشرجه التي لم يبال لها اي اهميه .. ثم جلست علي المقعد المقابل له لتشترك في رياح النظرات الطائفة بينهم وكلاهما منتظر القنبله التي سيفجرها الجد الاكبر .
مملكة العتامنه
قصر فاخر لم يقل عن قصر الهواري بل يفوقه في الفخامة والطراز متجمعة العائله حول مائده الطعام التي تحمل بين طياتها اشهي المأكولات .. تلك العائلة التي توفوا اعمامهم جميعا لم يتبق منهم الا نسلهم وهما احفادها و عمهم حيدر عتمان الذي يجلس وبداخله براكين من الڠضب علي وشك الانفجار .
جالسا وعلي يمينه صفا من بنات اخوانه وزوجاتهم وعلي المقابل اقصي يساره صفا من الاولاد والصبيان .
ارتشف كأس الشاي التقيل وهو مستند علي عكازه .
نظرت له وجد بحنو
اللي واخدك منينا ياعمى !
رفع عينه اليها بنظرة حاده
عمك عيفكر كيف يرجعلكم حقكم يا وجد .
فهمت وجد المغزي من كلمات عمها وسرعان ما اردفت اختها الصغري ورد قائله
قصدك
الهوارة ياعمى ..