لم يكن مجرد حلم لحنين ابراهيم الخليل
إنتي عارفة إن أنا كان عندي مرض في القلب و عشان العلاج غالي ومعندناش دكاترة كويسين هنا أنا لحد دلوقتي معملتش العملية و أدينا لحد دلوقتي مستنين دوري في المستشفى الخيري الي برة البلد
عشان كده عايزاك تكبري و تساعدي كل الي محتاج مساعده
إبتسمت ببراءة حاضر يا ماما
بعد سنتين سمعت والديها يتشاجران كل ما فهمته من حزدوارهما أن والدها يريد أن يصبح له ولد ووالدتها بقلة حيلة تحاول أن تشرح له وضعها الذي لا يسمح
نظرت لها والدتها بحزن ثم وجهت كلامها لزوجها
حاضر يا حج الي تشوفه
بعدها بأشهر بدأت تلاحظ على والدتها التعب لتكتشف أن والدتها كانت حامل بأخيها الذي تمناه والدها رغم أنها كانت تريد أن يكون لها أخ أو أخت يؤنسانها لكنها لم تسعد بالخبر فقد كانت قلقة لتدهور صحة والدتها خاصة أنها تعرف مرضها قبل الحمل لقد حكت لها زوجة عمها أنها ولدتها بصعوبة وظلت بعدها في المستشفى لمدة لمراقبة وضعها الصحي و الطبيب نصحها بعدم بذل أي مجهود
في طريقهم بدأت تصرخ بذهولإلحقني يا وليد بولد
وليد پخوف عليهاإيه إنتي بتقولي إيه الدكتور قال إنه لسا قدامك اسبوع
وليدهنعمل ايه دلوقتي لسا قدامنا ساعتين على ما نوصل
كانت جواهر تجلس في الخلف وتبكي ماما
في تلك اللحظة إنتبهت حياة و حاولت اخفاء ألمها متقلقيش يا حبيبتي أنا كويسة
ظلت طول الطريق تتألم و وليد يسرع سيره
بعد وصولهم أخبره الطبيب أنهم بسبب حالتها سيضطرون إلى توليدها طبيعي بدل القيصري
الطبيب بسرعةأظن الدكتور نبهكم من الأول إن الحمل مش كويس عشانها
كان فإي أمل بسيط لو جيتو بدري شوية عن كده عن إذنك
بعد ساعات خرج الطبيب بحزن و بعد مقدمة طويلة من المواساة و الدعاء له بأن يلهمه الله الصبر و أن يجيره أخبره أن زوجته توفاة وأنهم لم يستطيعوا إنقاذ الجنين بسبب مضاعفات حدثت له
لم يكن مجرد حلم 3
بعد أن نقلت جواهر إلى غرفة الاعتناء بها جاء عمها و عائلته لتعزية وليد و الإطمئنان على جواهر كان حمزة عمها يلوم شقيقه أنهم لم يكن يتصل به أو يخبره بوضعها كانو على الأقل أستقبلوها في بيتهم أثناء فترة حملها الأخيرة لقرب المسافة بينهم و بين المستشفى
حمزة بلومإخص عليك و أنا لو متعبتش عشان أخويا أتعب عشان مين
نظر له وليد نظرة مطولة دون أن يجيب كأنه يحاول اكتشاف أي نبرة خبث أو شماتة فهو لا يصدق أن يكون هناك أحد بتلك المثالية التي يحاول شقيقه إظهارها له ليس بعد كل المشاكل التي تسبب بها له حتى إبتعد و سافر
ليقاطع نظراته حسنات وهي تسأل بقلق هي جواهر فين
وليدفي الأوضة الي هناك دي الدكتور إداها حقنة مهدئة بعد ما إنهارت من الصدمة
حسنات بشفقةربنا يصبر قلبها يا حبيبتي دي كانت متعلقة بوالدتها أوي
بعد ذلك دف.. نوها و أخذو عزائها و حمزة كان قد أخذ عائلته لبيت شقيقه ليقفو معه في محنته و زوجته تهتم بالصغيرة
كانت جواهر تساعد حسنات في المطبخ
حسنات بحبروحي ارتاحي إنت يا بنتي و أنا هعمل كل حاجه
جواهر باعتراضلا طبعا ميصحش يا خالتو أسيبك تعملي كل حاجه وأنا أقعد أتفرج عليك
حسنات بإبتسامةبس الواضح إنك شاطرة أوي في المطبخ إنت كنتي متعودة تشتغلي
جواهر بإبتسامة تحاول إخفاء شوقها وحزنها على والدتهاأيوة من ساعة حمل ماما الله يرحمها و أنا بقوم بمعظم الشغل عنها عشان الدكتور كان موصيها ترتاح
حسنات الله يرحمها
بعد دقائق بدأو في سماع صړاخ و مناوشات حادة بين
وليد و حمزة ليخرج الثاني وهو غاضب يطلب من زوجته حزم حقائبها للمغادرة
حسنات بتوترطب و جواهر
حمزة تنهد بحزن مش هينفع ناخدها معانا
نظرت لها حسنات بحزن وذهبت لحزم الحقائب ليغادرو بعد ساعات
وليد بجمودقاعدة عندك بتعملي إيه
جواهر مسحت دموعها بسرعة مفيش يا بابا أنا بس
جلس بجانبها وهو يربت على شعرها بلطفأنا عارف إن الي حصل مش سهل بالنسبة لك
ولا بالنسبة لي على فكرة إنت عارفة أنا متجوز أمك بعد قصة حب
نظرت له بتعجب
وليد بحزنأيوة يا بنتي أنا كنت بحب والدتك من سنين من غير ما حد يعرف حتى أمك مكانتش تعرف
لحد ما شفت إني بقيت جاهز ورحت إتقدمتلها
وهي رفضت و أنا فضلت لاحقها لحد ما كلمتها و أقنعتها بيا و خليتها وافقت
و إتجوزنا وهي طول فترة جوازنا كانت نعم الزوجة عمرها ما كانت تعارضني الله يرحمها سابت فراغ كبير في قلوبنا
تغيرت نبرته من الحزن إلى الجمود مجددا و أحنا لازم منخليش الفراغ ده يسيطر علينا و نوقف حياتنا بسببه ولا إيه رأيك يا بنتي
جواهر مسحت دموعها و هزت راسها بنعم
وليد بجدية وعشان كده عايزك تشغلي كل وقتك عشان متسبيش أي فرصة لحزنك إنه يأثر عليك بالسلب
جواهرحاضر
وليديلا دلوقتي قومي إعمليلنا حاجه ناكلها عشان أنا على أخري من الجوع
قامت جواهر بهدوء ونفذت طلب والدها
مرت باقي سنواتها مع والدها الذي يعاملها بجفاء مهملا صغر سنها و صعوبة عيشها وحدها في البيت كانت تفكر في بعض الأحيان أنه سيتزوج يوما ما للإهتمام بها و بالبيت لكنه لم يفعل
كانت تشعر أن الأيام تمر عليها بصعوبة ولكن أصعب يوم كان الذي علمت فيه پوفاة عمها أخذها والدها لأداء الواجب كانت تسمع أدهم ووالدته يحاولان إقناعه بجعل جواهر تعيش معهم لأنها كانت وصية حمزة فهو كان قلق عليها طوال تلك الفترة ولكن والدها رفض لأن إبنته كبرت و لا يعد يجوز لها أن تبيت معه في نفس البيت
عادت إلى قريتهم بعد العزاء وحاولت بعدها بذل جهدها لتحقيق ما تطمح إليه وتحقق طلب والدتها
لكنها تفاجأت بوالدها يعلمها أنه سيزوجها ما إن تنهي المرحلة الابتدائية لټنهار بالبكاء وتتصل على زوجة عمها و تخبرها وجدتهم يحضرون بعدها بيوم أخبرتها أنهم كانو يخططون للمجيء قبل إتصالها وبعد أن فشلو في إقناع والدها للإقلاع عن رأيها خرج أدهم پغضب من البيت ليتصل بهم بعد بعض الوقت و يخبرهم بأنه إلتقى بالعم رضا الذي أخبره بإتفاق والديهما المسبق ويتفقو أن ترفض جواهر زواجها من صديق والدها وتتزوجه هو بداله ليتمكنوا من أخذها معهم والإعتناء بها إلى أن تكبر و سيعطيها كامل حريتها في تقرير مصيرها بعد تخرجها سواء قررت إكمال زواجهما أو الإنفصال عنه
لتجد حسنات أنه أفضل حل وتقنعها بالموافقة
باك في الوقت الحالي
سمعت طرق على الباب لتأذن للطارق بالدخول
حسنات كويس إنك لسا صاحية أدهم طلب مني أبلغك إنه هياخدك معاه بكرة يسجلك في المدرسة الي جنبنا
جواهرتمام
حسناتتصبحي على خير
جواهر بإبتسامةوإنتي من أهله
في اليوم التالي
ليحاول أدهم حماية جواهر وتخبأتها خلفه
أدهمإنتو مين وعايزين إيه
أحد الرجلين وهو يشهر سلا..حه عمك بيسلم عليك و بيقولك مكانش ينفع تاخد حاجه مش من حقك
لم يكن مجرد حلم 4
عندما وجده يلوح بسلا..حه أسرع بدفع جواهر وطلب منها الهروب ريثما يتصرف معهما
ركضت جواهر پخوف وإختبأت عند أقرب منعطف
بينما أدهم كان يحاول تفادي ھجما..تهما ولحسن حظه أنه كان يتدرب على الملاكمة و يشارك في المسابقات التي تنظمها مدرسته و حتى بعد الجامعة
ليتفادى ھجما..تهما بسرعةوخفة ليضرب الأول ويسقطه أرضا و ينجح أخير في الإمساك بيد الثاني ولويها خلف ضهره ويسقط ما بيده
و حتى أصبح ېصرخ من الألم ولكن أدهم لم يتركه إلى أن كسر يده ليتلوى الإثنان تحت رجله وهو ينظر لهما باحتقار روح قول للي بعتك إن أدهم الشهاوي عمره ما أخد حاجة مش من حقه و إنه لو هو شايف إني أخدتله حقه يجي يطالب بيه بنفسه مش يتبلطج عليا
تركهم و توجه نحو المكان الذي ركضت جواهر نحوه ليجدها تقف خلف ذلك الحائط پخوف
أما هي ما إن وجدته أمامها حتى إندفعت نحوه پبكاء أنا كنت خائڤة إنهم ېأذوك
ليحاول أدهم تهدئتها إهدي يا حبيبتي مټخافيش أنا كويس
أخذها إلى البيت بعد أن وصلا أخبر والدته بالذي حدث لټضرب على صدرها من الخۏفيا مص..يبتي يعني عمك هو الي بعتهم عشان ېأذوك
أدهم بهدوءمعتقدش إنه يعمل كده خصوصا إنه هو استفاد بالفعل من كتب كتابي عليها وخد الأرض مهر ليها
حسنات بحيرةأمال مين له مصلحة يعمل كده وليه خلاهم يقولولك الكلام ده
أدهممش عارف بس مسيره يبان وساعتها هدفعه تمن الي عمله
مرت
أيام على الموقف بدأ خلالها الجميع محاولة التأقلم مع حياته
جواهر ترتاد مدرستها وتعود مساء لمساعدة زوجة عمها وحسنات بدورها تحاول الإهتمام بها و تعويضها عما فقدته من حنان الأم
و أدهم إتفق مع سمسار لإيجاد مشتري للبيت يدفع سعرا جيد و كذلك إيجاد شقة صغيرة له
وفي تلك الفترة كان يبحث عن عمل في الشركات التي تبحث على متدربين
وبعد بحث وجد عمل بمرتب بسيط لكنه يفي بالغرض مؤقتا خاصة بعد أن كلمه السمسار بعد أن وجدو المشتري ليبيع بيت والده الكبير و يشتري شقة ليسدد بباقي النقود كل الديون التي كانت مترتبة عليهم
في أحد الأيام كانت جواهر جالسة تذاكر دروسها عندما سمعت الجرس يرن قامت لتفتح باب قليلا وهي تطل برأسها لتجد والدها على الباببابا
وليد بجمودإيه مفيش إتفضل
لتوسع له الباب و تجيب ببرود لا إزاي إتفضل
دخل والدها بكل شموخ هو البيه هنا ولا لسا في الجامعة
جواهرلا في الشغل
وليدشغل أمم و ياترى بيشتغل إيه جرسون في مطعم ولا صبي مكنيكا
جواهر شعرت منه بنبرة سخريةاهي أي شغلانة حلال ربنا هيباركله في رزقها نسيت أسألك تحب تشرب إيه
وليد وهو يجلس على الأريكةإعمليلي شاي من إديك لغاية ما جوزك ييجي
جواهر حاضر هروح أبلغ خالتو إنك هنا و أرجع
ذهبت لغرفة زوجة عمها ودقت الباب دخلت بعد أن أذنت لها لتخبرها أن والدها في الخارج
حسناتطيب يا حبيبتي روحي إعمليله حاجه يشربها و أنا شوية و هطلع
غادرت جواهر لترتدي حسنات حجابها و تخرج لاستقباله
كانت تجلس مع جواهر أثناء حديثهم حاولت معرفة سبب مجيئه لكنه كان يقول أنه أراد رؤية إبنته فقط لتتركهما على إنفراد و تتصل هي بولدها
وليدها يا بنتي عاملة إيه مبسوطة بقعدتك هنا
جواهرأه الحمد لله
وليد و علاقتك بجوزك كويسة
جواهرأيوة يا بابا