السبت 28 ديسمبر 2024

لمن القرار لسهام صادق

انت في الصفحة 101 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


وتحدث معها
بسمه أنا مضطر اتجوزك وقبل ما تتكلمي.. اعرفي إنه بسببك كل ده حصل
ألجمها حديثه لتتعلق عيناه بها
الجوازه ديه لازم تتم 
لاء
عاد رفضها يصدمه فاحتدت عيناه
هو إيه اللي لاء أنت كنت تحلمي يا بت أنت
أصابتها الإهانة في أعماقها ولكنها لم تعد الفتاة القديمه الحالمه بحب السيد
مبقتش أحلم يا بيه والفضل يرجعلك.. أنا هلم حاجتي وامشي وكمل جميلك معايا وكلم عنتر لو لسا عايز يتجوزني يجي ياخدني لو خلاص صرف نظر.. أرض الله واسعه

عنتر مش هيجي يا بسمه لأن الجوازه هتم.. ولو أرض الله واسعة دلوقتي بالنسبالك فبأشارة مني مش هتكون غير أضيق من خرم الأبرة
هتف بوعيد يري الرجفة التي احتلت سائر جسدها للحظات
بلاش تشوفي صورة تانيه عني يا بسمه خلينا نتفاهم ديه جوازة مؤقته ما أنا أكيد مش هكمل عمري معاكي
قبضة قوية أعتصرت قلبها سيظل رجلا قاسېا مهما أظهر إليها من نبل
هتخلصي سنين جامعتك وأنت مراتي عايشه في بيت معززه مكرمه.. لما نطلق هوفرلك حياة كريمه ومستقبل.. فكري في كل ده
انسابت دموعها رغما عنها فما زالت عبارته ټطعنها رغم إنها كانت تعلم إنه لن ينظر إليها يوما ولن يرغبها
لاء
سميرة حامل من عنتر يا بسمه
سقط الحديث على مسمعها دون شعور والجواب كانت تمنحه له مجددا
لاء يا بيه
هسيبك الليله تفكري يا بسمه
واقترب منها يدور حولها كالنمر المتربص لفريسته
تفتكري أنا عايز الجوازه ديه لكن الظروف اضطرتني
حدقت به بأنفاس مسلوبة تنظر نحو هيئة جسده الرطبه وصوره واحده ټقتحم عقلها ارخت اهدابها تقاوم خفقان قلبها من حقيقة موجعه حقيقة لن تتحمل حتى توقعها بل ارادتها لتجده سبب لتبتعد عنه
مالك واقفة مكانك يا خديجة تعالي ادخلي رغم إني مستغرب إن خديجة هانم تجيلي بنفسها
طالت وقفتها ثم تلاقت عيناهم.. وقد عادت أنفاسها لمعدلها الطبيعي
إظاهر إن حالة الندم جاتلك عموما الباب مفتوح.. هدخل البس هدومي لأن منظري بالفوطه مش تمام
ترك لها الباب وعاد للداخل يزفر أنفاسه يائسا..أستمع لباب الشقة يغلق ثم طرقعات كعب حذائها واقترابها منه
توقفت يداه عن فك عقده منشفته وهو يشعر بيدها تلمس ظهره ثم سرعان ما كانت تطوق جسده بذراعيها تسند خدها فوق ظهره 
لحظات ظلوا هكذا وحدها أنفاسهم ما كانت تتعالا في ضجيج وصخب
كان غاضبا بقدر ما كان مشتاقا لها استمر صمتهم

وكأنها هكذا تخبره بشوقها
يداها بدأت تتخذ مهمة العبث ازدرد لعابه واغمض عيناه يقاوم مشاعره نحوها
أمير 
همست اسمه تنتظر أن يبادلها ما كان أساس علاقتهم.. ولكنه ظل مكانه جامد الحركة
أنت لسا زعلان مني
لو جايه عشان عايزه الحاجة الوحيده اللي بتجمعنا فأنا مش فاضي يا خديجة
تصلب جسدها وارتخت ذراعيها وقد جف حلقها.. وهي تراه يزيل عنه ذراعيها
________________________________________
ويتجه نحو ملابسه يلتقطها ويشرع في ارتدائها
انا جتلك بنفسي عشان اصالحك
هتفت بها وقد تعلقت عيناها به وهو يرتدي ملابسه.. تزدرد لعابها في شوق إليه
أنت جاية عشان ننام سوا يا خديجة
اوجعتها الحقيقة هي بالفعل أتت إليه بعدما شعرت بحاجتها لذلك الشعور الذي يمنحه لها وهي بين ذراعيه..
أمير حاول تفهمني صدقني أنا ضايعه ومشتته.. ڠصب عني ڠصب عني
انسابت دموعها في ضعف ضعف لأول مره تشعر به.. ضعف مكبوت ضعف جعلها تدرك إنها تحتاج لرجل بعدما ظنت إنها تكرههم جميعا
محدش هيقبل علاقتنا أنت بالنسبالي...
وقبل أن تنطق ما يعلمه هتف بها ساخرا
اوعي تقوليلي مجرد عيل يا خديجة أنا لا مراهق ولا لسا شاب في اوائل العشرينات..
ابتعد عنها يبحث عن مفاتيح سيارته وهاتفه
لما تعرفي تاخدي قرار نهائي في علاقتنا...
وها هو القرار تتخذه قرار چنوني.. تخبره بالطريقه الوحيده التي علمها لها كيف يضعف القلب والجسد معا وينهزم العقل
عريسا من عائلة مرموقة يتقدم لها هكذا جلست كاميليا أمام أبنتها تحادثها
اعملي حسابك الناس هيجوا أخر الاسبوع.. مش هتفضلي قعدالي في اكتئاب ولا كأن بينكم كانت عشرة سنين
وخز الألم قلبها فما الذي تظنه والدتها في المشاعر.. هل مجرد زر نكبس عليه فننسي الذكريات وأصحابها
كل ما افتكر عملتك السوده دمى يتحرق.. ده أنا مش عارفه هجيبها للناس ازاي واقولهم بنتي المحترمه اتجوزت الدكتور بتاعها في اليابان بعقد مدني عشان تقدر تضغط علينا ونوافق عليه
اردفت بها كاميليا حانقة وما كان يزيدها حنقا صمت أبنتها الذي أصبح يصيبها بالضجر
كفاية قعاد عند أخوك هيبقى أنت وخالتك
يااا يا ماما دلوقتي بقيتي تدوري على سعادة رسلان.. رسلان اللي اجبرتي يتجوز بنت أختك ويسيب الدنيا كلها ويبعد.. حسيتي بي بعد ما حرمك منه 
تجمدت ملامح كاميليا تبتلع تلك المرارة في حلقها.. تري نظرات اللوم في عينين أبنتها
ليه عايزه ديما تحسسيني بالذنب يا ميادة أنا بدور على سعادتكم.. يمكن پتخوني الاختيارات.. بس أنتوا ولادي
لأن محمد ورسلان ذنبهم في رقبتك يا ماما كنت ديما بتسعي تجوزيهم بنات الحسب والنسب اللي يليقوا بمكانة بابا محمد وعايش تعيس مع مراته وبسبب صورته ومكانته الاجتماعيه مش عارف ياخد قرار الانفصال ده غير مكانة اهل مراته ورسلان لولا القدر وحكمة ربنا كان فضل مهاجر وتعيس هو كمان حتى أنك فرضه خالتي في حياتهم وانتي عارفه إنها مهما ظهرت رغبتها في جواز ملك ورسلان إلا إنها هتفضل شايفه ملك سړقت حياة بنتها وإنها هتكون نسخة منها لأنها عارفه وأنت عارفة كل حاجه سلف ودين
لم تتحمل كاميليا سماع المزيد منها لترفع كفها عاليا ټصفعها فوق خدها.. ترمقها بنظرة مزدرية
للأسف معرفتش أربيك
غادرت كاميليا الغرفة بملامح غاضبه فعلقت عيناها بعينين ملك التي كانت جالسة بجوار أحد الصغار تطعمه حتى تعطيه دوائه
ابقى عقلي صاحبتك
غادرت كاميليا وقد شيعتها عينين ناهد بشماته.. فلما لا تتعذب شقيقتها مثلها 
أغلقت ملك خلفها الباب تطالع ميادة المنكمشة على حالها لا تصدق أن التي أصبحت أمامها هي ميادة صديقتها التي كانت دائما تركض هنا وهناك تستمتع بكل ما هو متاح أمامها تري الحياة بعينين مبتهجة.. تسعي وراء سعادتها وتقتنصها مهما كلفها الأمر تطمح بأن يكون لها شأن
ليه بتعملي في نفسك كده يا ميادة
رفعت ميادة عينيها نحوها فاقتربت منها ملك وقد أسرعت في خطواتها بعدما رأتها ټنهار في البكاء
قلبي موجوع يا ملك أنا عرفت دلوقتي ليه رسلان هرب وسافر لندن زمان وكره ولاده وليه أنتي بعدتي وقبلتي تتجوزي راجل تساعديه في محنته وعيشتي مشتته في مشاعرك وضايعة .. شعور صعب يا ملك.. انا كنت بحبه كنت بحبه اوي.. أنا اللي كان حلمي كله أنجح واخد الدكتوراه وارجع مصر.. بقي حلمي ازاي اهلي هيقبلوا براجل من بلد تانية بعيد عن ثقافتنا ومعتقداتنا
وبأنفاس لاهثة متقطعه بعدما دفنت وجهها بين راحتي كفيها اردفت
ديه مش عايزانى أحزن عايزة تجوزني بأي طريقه كأن اللي عملته عار.. ياريتني كنت سيبته يمتلكني بالكامل عشان كنت جبتلها العاړ اكتر..
ورغم الألم الذي شعرت به ملك بعدما عادت الذكريات تقتحمها
الۏجع بيتداوي مع الأيام يا مياده 
وفي عناق طويل كفت ميادة عن البكاء تهتف برجاء
اطلبي من رسلان يقف جانبي يا ملك في قرار ماما وبابا مش عايزه اقابل العريس ارجوك يا ملك هنهار صدقيني..
غادر المړيض الذي كان سعيدا بأن حالة قلبه ليست سيئة وأن عمليته ستتم بتكلفة أقل

في المشفى الخاص التي يمتلك شراكتها هو وسليم و شريك أخر بعد أن شرح له الرجل وضعه المادي الذي لا يسمح بتكلفتها بالكامل 
أدخل المړيض اللي بعده يا دكتور
تمتمت بها سكرتيرة عيادته تنتظر ما سيأمرها به
استنى خمس دقايق يا سوسن وبعد كده دخليه
حاضر يا دكتور
اغلقت الباب خلفها تعطيه الوقت الذي طلبه منها.. حتى يستعيد تركيزه ثانية بنشاط
تعالا رنين هاتفه فالتقطت عيناه اسم المتصل.. فاسرع في الاجابه مبتسما مازحا
مش معقول أكون لحقت أوحشك يا ملك
رسلان طنط كاميليا كانت هنا.. وأنت عارف إيه اللي بيحصل لميادة كل ما بيتم حديث بينهم
استمعت لصوت تنهيداته ثم تسأل مستفهما
في عريس مش كده أنا مش عارف ماما مش صابره ليه عليها وكأنها عايزة تتخلص من عارها
ما طنط كاميليا للأسف بتتعامل معاها كده حتى انت يا رسلان
أنا يا ملك
جلست فوق فراشها تجيبه بما هو غافل عنه
ايوة يا رسلان نظراتك كلها فيها لوم ميادة غلطت في تصرفها وهي عارفه كده كويس بس مين فين مبيغلطش يا رسلان
انتظرت سماع رده ولكنه اتخذ الصمت مفكرا..
لو ليا خاطر عندك يا رسلان ارجع احتوي ميادة من تاني.. الحب صعب يا رسلان وللأسف الحاجه الوحيدة اللي بتضعفنا هو
حاضر
والجواب كان يمنحه لها في كلمه واحده..ابتسمت براحه فرسلان دوما متعقل لا يتجادل في أخطائه
مافيش كلمة حلوه قبل ما اقفل ده انا هرجع الفجر من المستشفى وهكون جعان نوم.. 
انفرجت شفتيها بضحكة خافته استطاعت كتمها بصعوبه
روح شوف المرضى بتوعك يا دكتور
قلبك قاسې يا حببتي عموما هتوحشيني الكام ساعه دول 
وفي سعادة وراحه كان ينهض عن مقعده مستعدا لمريضه الذي دلف للتو
غادرت غرفتها حتى تري الصغار وقد اسرعوا إليها يطالبونها بحملهم
حبايبي مادام صاحين وفايقين كده تعالوا احميكم بقى..وانتوا أكتر حاجه پتكرهوها المية
تمتمت بها بعدما قبلتهم تحت نظرات ناهد .. التمعت عينين ناهد بشړ بعد أن استمعت لعبارتها الأخيرة التي هتفت بها بأمومه
الدنيا برد عليهم أنت عايزة تموتيهم
شحبت ملامح ملك وقد اخترقت عبارتها أذنيها فاسرعت ناهد نحو الصغار تجذبهم صوبها 
فصډمتها الحقيقة التي تغافلت عنها ناهد كما هي لم تتغير.. وقد صدق رسلان حينا أخبرها إنها مهما فعلت معها فستظل خالته بنفس سوءها وانانيتها
ارادت أن تطمئن عليها قبل أن تبدء بترتيب ملابسها في حقيبة سفرها بعد أن رفضت أن تفعل لها الخادمة الأمر شعرت بالخجل من حالها لو كانت هي من اصابتها بالعين بعدما رأت أهتمامه بها
فتون هو انا عيني وحشه ولا إيه ده انا عماله اقول لنفسي يا سلام لو اقابل راجل زي سليم النجار رغم إني في الأول مكنتش بطيقه...
واردفت حانقة من حالها
________________________________________
لأنها السبب فيما حدث.. فكثيرا ما نبهت أحمس على نظراته التي ټخونه نحو فتون التي لم تعد جارته الضعيفه التي يجب عليه حمايتها والإعتناء بها بطريقة ملفته 
أنا قولتلك قولي الله اكبر في عيني.. طلعت عيني وحشه
لم تتحمل فتون حديثها الذي اجبرها على الضحك
ايوة كده اضحكي اللي انتوا بقيتوا فيه ده يا فتون حاجه عاديه في الجواز.. مع الوقت هتلاقي نفسك لا انتي عارفه ليه بتتخانقي ولا هو عارف السبب ..
كأنك خبرة يا جنات
ارتسم الألم فوق ملامح جنات ولكن سرعان ما تمالكت تأثرها
فتون سليم بيحبك وديه حقيقه كل يوم بتأكد منها.. فحافظي عليه وحاولي تتكلمي معاه بلاش كل معلومه بتاخديها تطبيقها عشان تظهري ليه بصورة الست الناضجة وفي نفس الوقت حاولي تتجاوزي صورة الخدامه اللي لو فضلتي حطاها في دماغك هتفضلي شايفه نفسك قليلة.. شوفي نفسك عالية يا فتون
وبتعقل أصبح
 

100  101  102 

انت في الصفحة 101 من 187 صفحات