لمن القرار لسهام صادق
أنفاسه قريبة منها بل ولم تعد تعرف متى وكيف أنقلب الوضع وأصبحت هي في الأعلى
خرج اسمها من شفتيه بهمس ذبذب حصونها ودفعاتها
جنات
تعلقت عيناها بالعلب الثلاثة فور أن خرجت من المرحاض توقفت يدها عن عملها بعدما كانت مشغولة في تجفيف خصلاتها بالمنشفة
صړخت مذعورة تضع بيدها فوق صدرها وقد أنتبهت للتو لوجوده بغرفتها
اقترب منها جسار ببطئ متفحصا هيئتها بعينيه
بنطال قصير بعض الشئ وفوقه قميص قطني بسيط أشبه بالقمصان الشبابية إنه لأول مرة يراها بهذه الهيئة
هيئة مختلفة وجميلة لن ينكر هذا رغم حشمة ما ترتديه
ازدردت لعابها تنظر إليه منتظرة سماع جوابه عن سبب وجوده في غرفتها
تنحنح بخشونة يسلط عيناه نحو ما أحضره اقترب من الفراش يزيل غطاء كل علبة متجاهلا الجواب عليها
هتف عبارته ثم أخرج فستان الزفاف من علبته يريه لها والعبلة الضخمه لم تكن تحتوي عليه هو فقط بل جميع المتعلقات الخاصه موضوعه معه
ارتعشت أهدابها رغما عنها تتذكر أحلامها بهذا الثوب وبتلك اللحظة
اتجه بعدها للعلبة الأخرى وقد عرفت هويتها تماما لأنها حملتها من قبل
وده التليفون اللي رفضتي تقبلي مني يا بسمه وأخدتي الموضوع بحساسية
ديه شبكتك يا بسمه
هذه المرة سقطت دموعها لا تقوى على تحمل ما تراه مزيفا تنظر نحو يديه وعيناها لم تتعلق إلا بشيئا واحدا وهي دبلة الزواج.
الفصل الرابع والخمسون
_ بقلم سهام صادق
ثوب زفاف دبلة زواج بيت جميل ودافئ تضع فيه لمستك و رجلا حقيقيا يفي بوعوده ويصونك
ولو ظنها إنها ستكون أكثر الفتيات سعادة اليوم لما يقدمه لها فقد أخطأ في تقديره
اصابته الصدمه وهو يرى دموعها وارتجاف شفتيها قهرا وألما يتسأل داخله كيف تبكي وهو يمنحها ما تتمناه أي عروس
طيب أنت بټعيطي ليه دلوقتي ممكن أفهم
خرج صوته مهزوزا بعض الشئ رغم غلاظته فما كان عليها إلا لتخفي وجهها بين راحتي كفيها ملتفه بجسدها مبتعده عن نظراته
صوتها أخذ يتعالا ومهما حاولت تمالك حالها إلا إنها لم تتمكن
فقد تعاون كل شئ عليها اليوم
رؤيتها لأحلامها البعيدة لفقرها اشتياقها لحضن والدتها وقد فارقتها قبل أن تنعم بحنانها حنان والدها رغم عجزه وقلة حيلته صڤعات فتحي وقسۏة قلبه هروبها نحو المجهول حتى تجد حياة كريمة عنتر وتلك الليلة قاسېة البرودة وأخيرا ذلك الواقف أمامها من كان سبب في زيادة بؤسها من يسألها لما البكاء
شكلك محتاجة دادة سعاد ما عياطك الزايد أكيد ليه سبب
تحرك بضعة خطوات ولكن سرعان ما توقف مكانه وقد خرج صوتها متحشرجا من أثر
البكاء أخيرا
فعلا عياطي ملهوش مبرر
تمتمتها بمرارة واسرعت في مسح دموعها تحاول إستعادة رابطة جأشها
مش معقول ميكونش في سبب لعياطك ده كله يا بسمه
تحاشت النظر إليه تعلق عينيها بأي شئ بعيدا عنه
متاخدش في بالك يا جسار بيه
لم يقتنع بجوابها يتفرس ملامحها بدقة
اقترب منها بعدما شعر بقوة السبب الذي جعلها ټنهار هكذا حتى إنها أخذت تقاوم رجفة شفتيها
أنت أكيد حاسه برهبه من كل اللي بيحصل يا بسمه
ثم استطرد بآلية غير عابئ بكل كلمة ينطقها
ترتيبات الجواز بتاخد وقت وليها رهبه لأي بنت لكن اللي بنعمله ده مجرد إكتمال للصورة مش أكتر
إكتمال للصورة ترددت صدى العبارة داخل أذنيها وبخفوت وصل لمسمعه
إكتمال للصوره المزيفة
بسمه
هتف اسمها حتى يجذب انتباهها إليه فتعلقت عيناها به بنظرة أصابة عاطفته
أنبه ضميره من نظرتها الکسيرة ولم يفسر الأمر إلا إنه بسبب ما أصبحت تعيشه
فقر دون عائلة مشرده و وحيدة فما الذي يظنه سيسعدها
فهل بدأت الغشاوة تنزاح قليلا عن عينيه هل بدء قلبه كأنسان يعرف الرحمه يعطف ويرحم
ومع دوامة تخبطه كان يقترب منها بخطوات هادئه يراها تشيح عينيها عنه تسمح بقايا الدموع العالقة بأهدابها
توقف قربها بل لم يعد يفصلهما إلا أنفاسهم التي أمتزجت معا وبطريقة أجفلتها أحاط كتفها بذراعيه يربت فوقهم بدعم متمتما دون أن يشعر بتلك الذبذبة التي سارت بجسدها
أي إنسان يستحق فرصة تانية يختار فيها عايز يعيش إزاي أنا عارف صعوبة الحياة اللي عشتيها ولو كان عندي بعض الشك في نواياكي فحاليا أنا بقيت عارف كويس إنك نضيفه من جوه يا بسمه طبعا أعذريني على الكلام
صمت لثواني يستجمع بقية حديثه
البيئة اللي كنت عايشه فيها صعب إن يخرج منها حد نضيف بيحارب في الحياة عشان يعيش بشرف أنا مقصدش الظروف المادية يا بسمه صدقيني..
وبمرارة تمتمت وهي تفهم مقصده الصريح
محدش بيختار أهله يا جسار بيه ولو قصدك على فتحي للأسف أنا أخته طبعا ده ميشرفكش
زفر أنفاسه حانقا من عدم قدرته على توصيل الصورة إليها بلطافه
بسمه أنا مقصدش التقليل منك لكن فتحي ميشرفش فعلا أي حد ومع الأسف هيكون ديما عقبه في حياتك
الحقيقة مريرة حتى لو حاول تجميلها بحديث منمق ومرتب
نصيبي إنه يكون أخويا يا بيه
عادت دموعها ټخونها فكم تمنت أن يكون فتحي شقيقا حقيقيا يحميها ويكون سند لها ولكن الأمنية كانت بعيدة
انتبهت على يديه وقد أخذت تسير فوق خديها ببطئ يمسح دموعها مشفقا عليها
ارتعشت شفتيها من أثر لمساته رغم براءة نيته فهو اليوم أراد أن يكون إنسانا معها ولا يحملها ما اتخذه هو من قرار و أجبرها عليه مقابل حياة كريمة
أوعدك يا بسمه إن هحاول مأخدكيش بذنب أخوكي وظروفك لأنك بنت مناضله وشريفة
جسار يوعدها بما لا تظنه سيفي به بل و يمدحها بصدق
هل هي تعيش داخل أحلامها القديمة تحلم بالبطل الذي سينقذها من واقع لم تكن تريده
وما أصاب شفتيها أصاب كامل جسدها بعدما ضمھا إليه
أنا مش عارف إزاي هونتي على أخوكي أنا لو كان عندي اخت كنت حميتها بروحي
هل خاڼها جسدها للتو أم قوة ما شعرت به تحت ۏطء لمساته جعلها ضعيفة القدرة
أم هو بارع في السيطرة عليها والتعامل مع جسدها ببراعة
والسؤال الأخر الذي طرق رأسها بقوة ورغبة ملحة
________________________________________
في معرفة الإجابة حتى تجد عذرا لإستجابة جسدها له هل هو بالفعل صادق فيما أخبرها به
إنها المرأة الوحيدة التي لمسها وما قيل عنه تركه يقال غير عابئ بنعته إنه زير للنساء ولذلك لم يتزوج رغم اقترابه من إتمام سن الأربعين وثرائه
سيطرت عليها الأفكار وقد ازدادت حركة يديه عبثا وجرائة بل همس بكلمات الشوق إليها يخبرها أن تترك نفسها لمشاعرهم
متقاومنيش يا جنات أنت زي محتاجة ده سيبي احاسيسنا تقودنا
وهل تترك نفسها للأحاسيس التي أذلتها من قبل
اذهلته قوتها وهي تدفعه عنها ناهضة من فوق الفراش ترتب ملابسها
قولتلك وهقولهالك تاني يا ابن النعماني لو كنت زمان ضعفت وسعيت وراك عشان نتجوز لأني كنت عايزاك ومش مكسوفه وأنا بقولها ليك لأني زي ما أنا شايفه دلوقتي أنت كمان عايزني لكن كبريائك بيمنعك إنك تقولها بصراحة بل بالعكس بتراوغ وتستخدم أساليبك المكارة عشان تعرف تسيطر عليا من جديد
حدقها بدهشة وقد الجمه حديثها ولكنه ظل مستمعا
صحيح ينطبق عليك لقب الثعلب المكار
ثلعب!
رددها بعقله قبل أن يرددها على لسانه مستنكرا تشبيهها
ثعلب هو الراجل لما يغري مراته ويكون عايزها يبقى ثعلب وكمان مكار
تاني بتقول مراتي
اعتدل من تسطحه يغلق ازرار قميصه ويرتبه متجهم الوجه ماقتا تغيرها اللعېن وعدم قدرته على عودتها كما كانت أمرأة ذائبة بين ذراعيه تمنحه السلام حينا تتعانق أجسادهم و أرواحهم سويا
اومال أنت إيه يا جنات جاوبيني
ضيفة شرف في الحكاية
لم ېكذب حينما أخبرها إنها تمتلك حس الدعابة صدحت
ضحكته الرجولية حتى مال قليلا يضع بيده فوق معدته من شدة الضحك
يعجبني فيكي ردك السريع لا وكمان ممتع
احتقنت ملامحها وهي تراه يسخر منها اقتربت منه وقد غادر النعاس عينيها تنوي صفعه بحديث يمس رجولته
أنا حقيقي مشفقة عليك مش قادر تعبر عن مشاعرك زي بقية الناس فبتستعمل أسلوب رخيص
تجمدت ملامح كاظم يرى المتعة مرتسمة فوق ملامحها لقد صڤعته في مقټل.. صڤعته بأكثر ما يكرهه
أن يشفق عليه أحد
محدش يعرف يشفق عليا يا جنات
غادر غرفتها بخطوات سريعه بل وغادر الشقة بأكملها إنه بات ضعيف والضعف في قانون حياته يعني الهزيمة
تلاشت زهوة الأنتصار من فوق ملامحها تتذكر ارتعاش أهدابه وتلك النظرة التعيسة التي رمقها بها
وبتعاسة هوت فوق فراشها تسأل حالها
أنت ليه زعلانه دلوقتي ليه رغم إنك تعمدتي توجعيه
والجواب كان واضح هي لم تشفى بعد من حب هذا الرجل
وهل حينا نحب يكون لدينا أحقية الأختيار في إنتقاء ما يناسبنا
.
وقفت على مقربة منها تحمل فنجاني القهوة تنظر إليها متحسرة على ما أصبحت تعيشه صديقتها
ميادة صديقتها المفعمة بالحيوية والأحلام الكثيرة من كانت تخبرها دوما أن من لا يدير ظهره للحياة و يضحك لها حينا ټصفعه بمرارتها فلن ينجو من البؤس أمد الدهر
ولكن أين هذه الأشعارات الكثيرة التي أخبرتها بها
لماذا تركت صديقتها نفسها لتنخرط مع أحزانها
لقد جربت من قبلها مرارة الفراق وخذلان عائلة كانت بالاسم وها هي صديقتها تعيش مآساة مشابة لها
انتبهت ميادة على وقفتها تلتف بجسدها إليها مبتسمة بملامح باهتة
فاكرة لما كنت بضحك عليكي كل ما أسألك إيه اللي بتحسي وانتي بتشوفي السما ضلمة وأنت كنتي تقوليلي إنك بتلاقي فيها راحتك النهاردة أقدر اقولك إن فعلا سكون الليل في راحه
صارحتها بحقيقة تقطر مرارة وألما ثم عادت تصب عينيها نحو ظلمة السماء المعبئة بالغيوم
لا ده أنت بقيتي شاعره كمان أنت واخوكي عليا كده كتير
واقتربت منها تضع فنجاني القهوة فوق سور الشرفة تكمل مزاحها لعلها تدمج صديقتها بحديث أخر
خدي فنجان القهوة ده أنا عملاه بمزاج
التقطته ميادة منها تشم رائحة القهوة كعادتها
أمتى هتبطلي العادة ديه
والجواب كانت تمنحه لها ميادة بمزاح مماثل لكن بنبرة مريرة
أنت قولتي عادة والإنسان بطبعه ضعيف قدام الحاجات اللي متعود عليها وبيحبها
اقنعتيني بجوابك سيدة ميادة
ضحكت ميادة بخفوت بعدما وكظتها ملك برفق
جاورتها في وقفتها مستمتعين بمذاق القهوة
أنا مبسوطه عشانك وعشان رسلان يا ملك اوعي تضيعوا حبكم تاني مهما كانت الظروف صعب الإنسان يلاقي الحب الحقيقي
نطقتها ميادة وقد عادت الذكريات تغزوها مع الرجل الوحيد الذي احبته ورحل
تعرفي يا ميادة أنا كنت فاكرة حبي لرسلان انتهى وإن عمر ما علاقتنا ما هتتصلح لأننا رجعنا تاني نحارب قدرنا لكن اللي اكتشفته غير كده
وبخفة دفعتها ميادة فوق كتفها تلحن بشفتيها
أخويا العاشق الولهان قدر يزيل الغشاوة وطبعا الشكر ليا مش عارفه أنتوا كنتوا بتعملوا فنفسكم كده ليه
تضرجت وجنتي ملك خجلا وقد عادت ذكرى تلك الليلة ټقتحم عقلها
رمقتها ميادة