لمن القرار لسهام صادق
زوج شقيقتها.
ازدادت دهشتها وهى ترى ملامحه تنبسط شيئا فشئ.. يزفر أنفاسه براحه.. هى لم تغادر المدينة ومازالت في عملها ولكن السؤال الذي مازال لا يعرف له جواب أين كانت تبيت ليلتها
أعذرني مستر جسار من سؤالي ليه قرارك جيه فجأة
طالعها جسار بنظرة خاطفة وسرعان ما كان يتحكم في ملامح وجهه
ظرف شخصي
بعبارات مختصرة منحها الجواب ينظر إليها بنظرة تحمل الثقة متسائلا
ازدردت سيرين لعابها تتحاشا النظر إليه تومئ برأسها مؤكده
له ثقته بها...
انا عارف إنك قد الثقة ديه
ارتفعت دقات قلبها في خزي مجرد كلمات منه ترفعها لأعلى تشعرها بأنه ينظر إليها كما تنظر له ولكن هناك حقيقة مؤلمة تؤرق مضجعها
إنه لأخرى.. أخرى رغم عدم التباعد والتوافق الذي تشعر به إلا إنها زوجته هو حق لها وهى حق له ..هذا الأمر يجعلها كارهة لنفسها
بيتهيألي إننا كبرنا على الخصام ده يا فتون
مضغت لقمتها ببطئ دون إهتمام فتعالت زفزات أنفاسه يحاول التحكم فيما صار يعيشه إنه اليوم تأكد إنه بالفعل يعيش حياة زوجية كاملة فما كان يعيشه من قبل ويحسده عليه الرجال ما كانت إلا رحلة قصيرة يمتع حاله فيها
فتون
هتف اسمها محاولا السيطرة على ذلك الشعور الذي يذكره بعهوده القديمة فأين هو سليم النجارهل
اربع سنوات غيرت منه
وتفتكري إحنا كده ممكن نحل أي مشكله بينا يا فتون ده شغل أطفال
ضاقت عيناها وهى تطالعه فهل أفعالها بالنسبه له تعد أفعال أطفال.. هو لا يشعر بما تشعر به وتعيشه يكفيها ذلك الشعور الذي تشعر به يوما بعد يوم
أنا طفله يا سليم
لم تشعر بحالها ولا بتلك القوة التي لطمت بها سطح الطاوله إلا عندما رأت إهتزاز الأطباق وتناثر بضعة قطرات من فنجان الشاي الخاص به
________________________________________
تحلي مشاكلك الأول
أنا يا سليم
ضاقت حدقتاه يسحب أنفاسه في عدة زفزات متتالية مشيحا عيناه عنها لعله يتمكن في السيطرة على غضبه فلا داعي ليغضب منها ويستمر هذا الجفاء
هكذا حاډث نفسه وهو يغمض عيناه يذكر نفسه.. إنه وعدها ذات يوم إنه سيراها بعينين الأب حين يغضب منها سيدللها كما يدلل خديجة أبنته
قڈف كل ما يعتلي فؤاده من ضياع واقترب منها يضمها إليه دون المزيد من الأحاديث التي أصبحت لا تنتهي إلا بخلاف أكبر
أنا فعلا ضايع الفترة ديه يا فتون لكن الحاجه الوحيدة اللي متأكد منها إنك الست الوحيدة اللي حبيتها
ازداد من إحتضانه لها يغمض عيناه مسترخيا بذقنه فوق رأسها
عايزه تبعدي عني يا فتون
هزت رأسها بقلة حيله فحتى لو ابتعدت ستذهب للمنزل الذي يعيش فيه والديها من أمواله وستأكل من أمواله أين لها الخلاص وهى وأهلها يعيشون على ما يقدمه لهم
وتفتكري هتخلصي مني يا فتون
هذه المرة كانت هزت رأسها مختلفه فابتعدت عنه تمنحه الجواب
كل حاجه ملكك يا سليم حتى انا بقيت ملكك.. لكن شئ مملوك من غير فايدة
ارتسمت الصدمة فوق ملامحه ينظر إلى دموعها العالقة تحاول إستكمال حديثها تحاول إخباره إنها صارت تخشى عدم إنجابها منه..لم يدعها لتتحدث عن تلك النقطة التي باتت بالفعل تؤثر على حياتهم
جذبها نحوه يحتضنها هذه المرة بقوة يهمس لها بأن تتوقف عن الحديث وتثق به
أنا اللي اختارتك بنفسي يا فتون عملت الحيل عشان اتجوزك فأوعي تفتكري اقدر أسيبك في يوم..
الحفله الخاصه بالشركة واللي المفروض هتعرضي فيها فكرتك بعد يومين وشركة التنظيم لسا محطوش برنامج الحفله فإيه رأيك تيجي معايا الشركة وتشوفي هتحطي فقرتك أمتى ولا نسيتي يا هانم هدفك السامي اللي اخدتي عشانه الفلوس
ابتعدت عنه تطالعه بنظرات تحمل الدهشة فعن أي شركة يتحدث هو وعن أي دور يضعها به في عمله
مالك مستغربه كده ليه ولا أتراجع عن الفكره واسيبك في ذهولك
سليم هو أنت عايزني اقوم بالدور ده
علقت عيناه بالسيدة ألفت والتي تراجعت عائدة بأدراجها نحو المطبخ فليس هذا هو الوقت لتخبره فيه عما أنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي
والله سليم عايزك تقومي بأدوار كتير يا فتون
وسرعان ما كان ينتبه على الوقت مشيرا لها بأن تتحرك
اطلعي البسي يا فتون وبلاش نظرة الإندهاش العجيبة
لم تنتظر سماع المزيد منه وبخطوات سريعه تحركت لأعلى يتابعها بعينيه
تعالا رنين هاتفه برقم شهيرة ولكن تجاهل إتصالها.
طالعت شهيرة هاتفها بضيق تلقيه فوق سطح مكتبها زافرة أنفاسها بقوة
سليم النجار لازم الكل يقدم ليه الطاعه ماشي يا سليم
عادت تلتقط هاتفها لتتأكد من هذا الخبر الذي أنتشر
معقول خديجة النجار متجوزه في السر من ابن جوده النعماني
.
طالعت خديجة سعادتها وهي تخبرها أن سليم أسند لها مهمة مع فريق التنظيم المكلف بالحفلة السنوية لمجموعه النجار
متقلقيش يا فتون أنا كويسه صدقيني . المفروض أنا اللي اهتم بيكي مش أنت
أسرعت إليها فتون وقد ازدادت الألفة بينهم تعدل لها الوسادة أسفل ظهرها
ارتاحي ومتتحركيش تمام وأنا هبلغ مدام ألفت تفضل جانبك
فتون كفاية قلق عليا و روحي لسليم بدل ما تنزلي تلاقيه مشي
حدقتها بنظرات متسعة فهل سيغدر بها ويرحل
تفتكري ممكن يعمل كده
تعالت ضحكات خديجة تنظر لها بعدما غادرت بخطوات راكضة.
انسحبت السيدة ألفت من أمامه بعدما ابلغته بما أصبح مشاع عن السيدة خديجة
اقتربت منه وقد راودها شئ من الشك أن هناك ما حدث قبل هبوطها
سليم هو في حاجه حصلت
طالعها في صمت يمسد جبينه وقد بدأت الأتصالات تتوالى فالكل بالتأكيد سيسأل عن صحة الخبر
سليم أنت ساكت ليه.. سليم تليفونك بيرن
جهزتي
خرج صوته أخيرا فتعجبت من سؤاله.. فهى تقف أمامه منذ وقت تنتظر منه أن تفهم لما تبدلت ملامحه فجأة
تحرك أمامها فاسرعت بخطوات عجولة خلفه
هاتفه استمر بالرنين تتعجب من عدم جوابه ومهما تحدثت معه لا يجيب إلا ببضعة كلمات مقتضبه
سليم تليفونك مبطلش رن رد يمكن
في حاجة مهمة
فتون السكرتيرة هتفهمك كل حاجة وهتعرفك على فريق التنظيم
أنت رايح فين يا سليم
اغمض عيناه بأرهاق وقد توقفت السيارة أخيرة مشيرا لسائقه أن يترجل ويفتح لها باب السيارة
عندي أجتماع مهم يا فتون
خرجت من السيارة تنظر إليه هناك شئ قد حدث بالفعل
صدح رنين هاتفها وسرعان ما كانت تعرف السبب من جنات
المواقع كلها بتتكلم عن جواز خديجة النجار من أمير النعماني حتى خبر حملها ظهر للعلن..
....
جالت عيناها بالمكان بيأس تنظر لمكتب ميادة الفارغ فعلى ما يبدو أن هناك خطب ما بها
واقفة كده ليه يا بسمه
نظرت بسمة للسيدة نوال التي بدورها منحتها الجواب
بشمهندسه ميادة شغلها في الشركة مش زينا بتيجي أيام محدده في الأسبوع وممكن متجيش أسبوع كامل لو مافيش حاجة ضرورية أو تسليم مشروع
اوضحت لها السيدة نوال الصورة وعلمت سبب عدم رؤيتها اليوم لميادة في مكتبها
خرجت زفراتها فلم يعد بإمكانها المبيت هنا وعليها أن تبحث عن مكان يأويها دون أن تحمل أحدا عبئها
طردت ذلك الإلحاح الذي يقتحمها كلما أقنعها عقلها أن تحادث وميادة أو ملك وتطلب منهن مساعدتها
كفايه عليهم لحد كده يا بسمه
أسرعت في تسليم بعض الأوراق التي اوكلتها لها السيدة نوال وقد بدأت تشعر بالألم في رأسها.. فجسدها بدء ينهك من النوم فوق الأرضية الصلبه وقله الطعام
اتعودتي على العيشه الحلوه خلاص يا بسمه
خاطبت معدتها الخاوية وجسدها المنهك وبخطوات بطيئة اتجهت نحو المكان المخصص للأستراحه وتناول المشروبات
طالعت الجالسين بنظرات خاوية من المشاعر.. فرغم الألفة التي تحيط الجميع هنا إلا إنها تشعر وكأنها دخيله على هذا المكان
اتخذت احد المقاعد تتناول كأس الشاي وتعلق عيناها بهاتفها الذي أغلقته منذ ليلة أمس..
انتبهت على الحديث الدائر بين هاتين الجالستين تركز في حديثهم وعن تلك الغرفة التي باتت خالية بعدما غادرت إحداهن منتقله للعمل في بلدتها
أشرقت ملامحها تنظر نحوهم ولم تشعر بقدميها إلا وهي تقف أمامهم
لو الأوضة لسا فاضيه ممكن أجرها
.
توقفت جنات مكانها وقد الجمتها الصدمة وهى تستمع لتلك التهمة الشنيعة التي يتهمها بها سليم
سليم مراتي ملهاش دخل ومتنساش إنك في بيتي وزي ما أنا حريص مدخلش صداقة مراتي بالمدام ياريت أنت كمان تحاسب على كلامك
أحاسب على كلامي
خرجت الكلمات منه مستخفا ما يسمعه فزوجته زارت عمته أمس واليوم ينتشر خبر الزواج السري وحملها والتساؤلات التي صارت متداوله
هل يعقل أن تحمل أمرأة في عمرها بطفلا وكيف لسيدة مجتمع قوية ذو مكانه عاليه تتزوج بتلك الطريقة المهينة من شاب عرف بمغامراته العديدة
مراتك كانت بتعمل إيه في بيتي أمبارح يا كاظم أكيد عشان تنقل الاخبار ليك وتنول رضاك عنها..
تجمدت ملامح جنات دون حركة تغمض عيناها بقوة تستمع لوصف سليم لها
ما هى بتعرف تستغل دورها كويس في حياة الناس
سليم
احتقنت ملامح كاظم يطبق فوق كفيه بقوة فلم يعد لديه قدرة لتحمل المزيد من نوبات غضبه الهوجاء والتعامل معه بعقلانية ووضع الأعذار
كلامك
________________________________________
عن مراتي في إهانه ليا يا ابن النجار ودلوقتي اقدر أقولك الزيارة أنتهت
احتدت ملامح سليم فهل يطرده هذا الرجل من منزله.. يطرده بعدما استغل شقيقه عمته وأشاعوا عنها الأحاديث في الصحف والمواقع.
انصرف سليم لا يرى أمامه إلا ذلك الوعيد الذي عاد يحتله بعد ما نشر عن عمته يقسم إنه سيجد الفاعل وهذا الجبان الذي مازال يتحامى بشقيقه.
ابتلعت جنات لعابها وهى تراه يغادر كالأعصار لا تصدق أن هذا الرجل الذي كانت تراه في صورة مثاليه صار هكذا
تلاقت عيناهم تنظر نحو ملامحه الواجمة فازدردت لعابها
ياريت تقطعي علاقتك بمراته وده أمر يا جنات
.
يعني إيه
تمتمت بها فتون في صدمة لا تصدق ما تسمعه منه
زي ما سمعتي يا فتون علاقتك ب جنات تنتهي
ولو منتهتش يا سليم
ضاقت حدقتاه يفصل تلك المسافة بينهم
ده أمر يا فتون مش عايز أشوف الست ديه في بيتي
جنات ملهاش علاقه بنشر الأخبار يا سليم ولو هتتهم جنات اتهمني معاها
فتون
صاح بها يجتذبها إليه وقد اعماه الڠضب كلما عادت العناوين القوية تسطر أمامه
علاقتي بجنات خط أحمر يا سليم
انتفضت من أسر ذراعيه تشعر بالأكتفاء من تلك المهزله لما لا يتقبل زيجة عمته وقد فعلها من قبل مع شهيرة
وأنت ليه زعلان أوي كده ما أنت عملتها