ۏجع الفراق لحنان اسماعيل
تطلبه السيدة .قبل ان يغادر قال لصافى بجدية
سارى القصر كله تقدرى تتمشى فيه واودام البحر بس الجناين وباب الخروج تنسى .لان لو فكرتى للحظة انك تخرجى منه .مش مضطر احذرك من شراسة الكلاب المنتشرة بالمكان ولا بالحراس المسلحين اللى ميعرفوش ولا كلمه بالعربى .فهمانى
قالها وهو يمسك ذقنها بيده .ابعدت يده وهى تنظر اليه بإحتقار
مر يومان وهى ماتزال حبيسة قصره
.حاولت كثيرا ان تستكشف القصر والحديقه الكبيرة امامه الا انها لم تستطع الاقتراب بسبب الحراس والكلاب المنتشرة بالمكان ..حتى محاولاتها مع الخادمة الاجنبية لم تسفر عن شئ .يومان وسارى لم يظهر .يرسل سائقه كل يوم بمتطلبات البيت والمطبخ .تجولت بالقصر فوجدت اسلاك الهواتف والانترنت كلها منزوعه من الحوائط .اكتشفت مكتبة كبيرة بحجرة تميزت بديكور رائع اشبه بحجرات الافلام الاسطورية القديمة .وفى احد الاركان وضعت جميع الالات تشغيل الموسيقى القديمة والحديثه بدءا من الجرامفون باسطوانات لاقدم المطربين انبهرت بكم الاسطوانات والشرائط والسيديهات الرقمية الموجودة فى المكان .جلست على كرسى هزاز بعدما سحبت نسخة رواية حب وكبرياء .وضعت اسطوانه لام كلثوم واسترخت مكانها تستمع للاغنية وهى تقرأ الكتاب بيدها
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه
عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه
قد ايه من عمري قبلك راح وعدى
يا حبيبي قد ايه من عمري راح
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة
ولا ذاق في الدنيا غير طعم الجراح
ابتديت دلوقت اخاڤ لا العمر يجري
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي
التقاها في نور عنيك قلبي وفكري
يا حياة قلبي يا أغلى من حياتي
ليه ما قابلتش هواك يا حبيبي بدري
فجأة سمعت صوته ورائها يدندن مع الاغنية
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه
عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
ضغطت زر ايقاف الجهاز كى تتوقف الاغنية..ابتسم ساخرا
سارى قفلتيها ليه يعنى ماشاء الله شايفك متعايشة ومستمتعه بالجو .اغانى وكتاب من كتبى ونسمات البحر .ناقصة ايه تانى بعد كده
صافى پغضب ناقصنى ارجع بلدى لاهلى وابنى
سارى مفكرا هترجعى اكييد بس لما الم الامور هنا انتى عارفه ان مجرد ذكر انى متجوز واحدة زيك لها تاريخ ........
سارى نفسى اعرف ازاى وش ملائكى زى ده قدر يغلط غلطلتك دى كلها
هدأت وهى تتنفس بصوت عالى قائله بهدوء
صافى ممكن تسيبنى اقوم
هز رأسه بالنفى وعيناه ماتزال تخترق عيناها فى تأمل .سألها قائلا
اشاحت بنظرها بعيدا عن عيناه فأدار وجهها اليه قائلا بتحدى
سارى قوليلى جات لك الجراءة ازاى تتجوزى واحد وتكسريه بعد اول ساعه لكم سوا وانتى بتقوليلى انك واحدة خاېنة اتكلمى ....طب بلاش احكيلى خونتيه مع مين مع حد يعرفه صاحبه الانتيم مثلا
انحدرت الدموع من عيناها وهى تستمع له فأكمل قائلا
سارى طب بلاش كل ده اقنعت ابوكى الصحفى المحترم صاحب المبادئ انه يسامحك ازاى لاء ومش كده بس ..كمان يسمح لك تربى فى بيته طفل ابن حرام
صړخت فيه فجأة بعدما ابعدت يده لتنهض واقفه قائله پقهر
صافى اسكت من فضلك اسكت بقى .حرام عليك
امسك بذراعها بقوة وهزها پغضب قائلا
سارى اسكت ليه ده على اساس انك خجلانه من ماضيك القذر
ترك يدها وابتعد خطوة عنها وهو يضحك بسخرية قائلا
سارى لاء واللى مجننى انك كنتى بترقصى وتغنى فى فرحك وانتى سعيدة ..لاء ده انتى فوقتى كل الستات اللى عرفتهم بمراحل ..لاء من الاول قلت لك نتجوز بورقتين عرفى ونقضى كام ليله سوا وكل واحد يروح لحاله ..بس حضرتك نسيتى نفسك وخططتى عشان اتجوزك رسمى مع ڤضيحة كبيرة كان ممكن تهز مركزى ومكانتى .يبقى ماتلوميش الا نفسك بقى على اللى هيحصل
نهضت واقفه بعدما مسحت دموعها قائله له بثبات لو سمحت خلينى ارجع بلدى وطلقنى وننسى اننا اتقابلنا من اساسه
سارى هيحصل وقريب بس لما اعرف قصتك
والتى اغلقت بابها بالمفتاح
...................
سهر بالمكتبه حتى ساعات الصباح الاولى وهو يتجول بعا نادما على ما حدث بينه وبينها .فهو رغم قسوته احيانا مع نساء كثيرات ظهرن بحياته الا انها مختلفه حتى رغم علمه بتاريخها وقصتها المشينة فهى ماتزال مختلفه .وان كان لا يعلم تحديدا نوع هذا الاختلاف .
.............
فى الصباح نزلت مبكرا .تأكدت من رحيله فنزلت امام باب القصر .انتظرت قدوم سيارة السائق المصرى الذى يأتى يوميا بالطلبات
رحبت به فور قدومه بابتسامه صافية
صافى ازيك عامل ايه انا عرفت اننا ولاد بلد واحدة .انا صافى وحضرتك
ابتسم السائق هو الاخر بود وهو يحمل الاكياس قائلا
على على يافندم .يارب تكونى بخير
اقتربت منه قائله له اهلا استاذ على .فرصة سعيدة .كان ليا طلب عندك
نظر اليها مستغربا قائلا بإحترام طبعا يافندم اؤمرينى ده سارى بيه موصينى اشوف طلباتك كلها
صافى بمكر اصل تليفونى وقع منى فى المية والتلفون الارضى فاصل هنا وكنت عاوزة اعمل مكالمه لو امكن من تليفونك
انزل على بسرعه الاكياس من يده للارض واخرج هاتفه اليها قائلا لها بلهفه
على طبعا يافندم اتفضلى .وفيه رصيد وباقه انترنت اتكلمى براحتك على الاخر
قالها وابتعد بضع خطوات عنها .طلبت رقم من كارت بيدها .انتظرت حتى اتاها صوت الطرف الاخر فابتسمت قائله
صافى اهلا سيادة السفير .انا صافى رفيق الزهيرى .كنت عند حضرتك من يومين .بعتذر للازعاج بس جواز سفرى للاسف ضاع وقلت اكلم حضرتك جايز الاقى حل للمصېبة دى
استمعت قليلا وهى تؤمئ برأسها فى تفهم قبل ان تبتسم قائله بعد تفكير لثوانى
صافى اه تمام يومين ..اه هبعت لك نسخه من الجواز القديمه وصورة التذكرة والتأشيرة وكل حاجة حالا على ميل حضرتك لو بعته ليا على الواتس بتاع الرقم ده لو مش هزعجك !!! طيب هستأذن حضرتك هبعت حد اسمه على يستلمه لو مفيش مانع عند حضرتك .مع الف سلامه
انهت مكالمتها ونادت على على قائله بنفس الود
صافى استاذ على
اقترب منها مهرولا بأدب تحت امرك يافندم
صافى فى واتس على الرقم ده
اجابها مسرعا طبعا وماسنجر .حضرتك عارفه لازم تكلم الولاد كل يوم
ابتسمت له قائله ربنا يحفظهم يارب .انا هستأذنك هفتح اميلى من عندك لان عليه نسخ مهمة من ورق محتاجاه وبعدين هبعت حاجة ع الواتس اب .بس عاوزة منك خدمتين عمرى ماهنساهم لك ابدا طول حياتى
اجابها باحترام طبعا اى حاجة اقدر اعملها والاهم من الخدمتين ان كل ده يبقى سر بينا انا وانت بس
اومأ برأسه فى تفهم ممزوج بالحيرة قبل ان تقترب لتهمس له بما تريده
...............
الجزء 1112
تناولت عشاءا خفيفا فى المساء من بعض الخضروات والفاكهة قبل ان تتمشى على البحر بفستان خفيف .بللت قدميها بالمياه
اغرتها برودة المياه فنظرت حولها لتتأكد من عدم وجود احد يراقبها رغم علمها منذ لحظة قدومها بخصوصية الشاطئ وتبعيته للقصر .خلعت الفستان ونزلت المياه بملابسها الداخليه .ابتعدت قليلا مستمتعه ببرودة المياه ونسمات الهواء العليله .نظرت للشاطئ فوجدته يقف بعيدا امامها ممسكا بفستانها ناداها قائلا وهو يتأمل فستانها
سارى ايه مش هتطلعى هتفضلى عندك ولا ايه
.صړخت فيه قائله
صافى طب سيب الفستان وامشى وانا هطلع
اجابها بإستفزاز لاء .وهتطلعى
لم وهى تقول انا بردت اوووى
اجابها ببرود محدش جبرك ..اطلعى
فكرت لثوانى قبل ان تقول طيب لو سمحت بص الناحية التانية
زفر بنفاذ صبر والټفت للناحية الاخرى ويده ممتدة بالفستان للناحية الاخرى .راقبته قبل ان تخرج
سارى انا ليه حاسس وكأنك اول مرة بتتباسى من حد
اجابته بهدوء لاء مش المرة الاولى ليا لو دى الاجابة اللى منتظرها
نزلت للعشاء فوجدته ينتظرها .كان قد غير ملابسه لتيشرت ابيض قطنى وبنطلون كتان بيج .تأملها هو الاخر بقميصها الزهرى الحرير وبنطالها الاسود الضيق
جلست قبالته فى صمت وخجل .أحست بصعوبةابتلاعها للطعام جراء نظراته اليها .كادت ان تنسحب لولا ان باغتها قائلا
سارى ايه مش عاوزة تكلمى باباكى وابنك
ابتهجت فور ذكره الامر .اخذت الهاتف منه واتصلت بهم .وجدته يبتعد كى يترك لها مساحه حرية .تحدثت مطولا معهم ومع كريم .انهت المكالمه وذهبت للبحث عنه كى تعطيه الهاتف .وجدته فى غرفه المكتب يقف بشرفتها الواسعه المطله على البحر واصوات موسيقى جميله تصدح فى المكان
وقفت تتآمله من ظهره وهو ينظر للبحر بتآمل .احس بوجودها فإستدار قائلا لها
سارى خلصتى المكالمه
هزت رآسها بالايجاب .اقترب منها .اخذ الهاتف ورماه جانبا فوق احد المناضد قبل ان يجذبها برقه ناحيته قائلا وهو يمسك بيدها فى يده
سارى ارقصى معايا
ابتعد عنها حتى اصبحا فى مواجهه بعضهم تفصل بينهم سنتيمترات قليله وعيناه تنظران لعيناها قائلا بصوت اجش من فرط التأثير
سارى تفتكرى لو كنا اتقابلنا قبل كده
بسنيين كان ممكن يبقى بينا حاجة حلوة
ضحكت ساخرة طب لو قصدك يعنى قبل مااخسر سمعتى وانا لسه ببراءتى .انت بقى كنت هتكون متغير عن دلوقتى يعنى سارى الايهم ملك الليل ودون جوان عصره اللى من سنيين وتاريخه مع الستات معروف .تفتكر كان هيكون ليا فرصه معاك غير انك برضه كنت هتطلب منى نفس طلبك لما عرفت قصتى ...بصراحة مااظنش ..كنت برضه هتقولى ليله مدفوعه التمن متغلفه بورقة عرفى
زم شفتيه مفكرا ممكن .بس يمكن لو كنت عرفتك وقتها كنت .....
انتظرته ان يكمل جملته الا انه تركها وابتعد قائلا لها
سارى طب ليه كان ناقصك ايه عشان تغلطى غلطة زى دى بنت حلوة وجميله ومثقفه ومن عيله محترمة ..ليه
طب على الاقل اظهرى ندم ..اتكسفى .خبى حقيقتك .انما بحاحة ووقاحة ماشفتش كده فى حياتى
صافى پغضب خلصت اهانات ولا لسه عشان اطلع اوضتى
سارى اسمها اوضتى وده بيتى واللى بتنامى عليه ده يبقى سريرى وانتى رغم جرى وراكى كل الفترة دى .لما بقيتى ملكى قرفان حتى انى اخد منك حقى .بجد قرفان حتى ابص لك .يمكن لو عيطتى وقولتيلى غلطة وسامحنى يمكن وقتها افكر
صافى بهدوء انت بتحسسنى انك ملاك ..طب تعال نبدل الادوار .وانت اللى غلطت غلطة واحدة وخنتنى وقتها المفروض اسامحك وانسى كل كملى الكلمه مش ده قصدك .....عامة لو فاهمة انى بتجوز عشان كده تبقى غلطانه مش غلطانه اووى يعنى بس مش ده السبب الاول ......انا بتجوز عشان بدور على حاجة مالقتهاش ومش لاقيها فى اى ست عرفتها .ايه هى مش عارف ..يمكن الاحتواء ..او
ادرك مايحكيه خاصة حين رآها تنظر اليه بإهتمام .فصمت .سألته بهدوء
صافى ومالقتش ولا مرة اللى بتحكى عنه ده
ابتسم ساخرا قائلا ولا مرة .. كله جواز محدد السعر والمصلحه حتى جوازتى من مرات.......
صمت ففهمت باقى جملته .زم شفتيه فى ضيق قائلا